سباق "ناريّ" بين حكومة قادرة أو فوضى مجتمعيّة

يُسمع صوت صفّارات الإنذار المحذّرة من الخطر الداهم الذي بات يتهدّد لبنان، على لسان المواطنين والمواكبين المحليين والدوليين على حدٍّ سواء. وتكبر كرة نار الغضب الشعبي في أرجاء البلاد مع الانهيار المتدحرج للعملة الوطنيّة، ما يحتّم التعامل مع النيران بسرعة قبل تحوّلها إلى لهيب فوضى مجتمعيّة حارقة. باتت أهميّة الوقت تقاس بالدقائق لا بالأسابيع أو الأشهر: إمّا حكومة إصلاحيّة وإمّا الدخول في المجهول. فهل يحضر فريق إطفاء وزاريّ متخصّص في الوقت المناسب لينقذ "البيت اللبنانيّ" من الاحتراق؟  يقارن مراقبون بين مشهد الشارع في الأسابيع الأخيرة والتجاذبات التي حصلت على مشارف الحرب اللبنانية، والتي اندلعت بعد فوات الأوان ولم تستطع ولادة حكومات عهد الرئيس الياس سركيس إيقافها، ما يثير مخاوف هؤلاء من مرحلة مقلقة تحتّم ضرورة ولادة حكومة إنقاذ بمعايير إصلاحية في غضون عشرين يوماً كحدٍّ أقصى، قبل الانتقال إلى فوضى شاملة ملامحها الظاهرة أخطر من الحروب، باعتبارها قائمة على فوضى مجتمعيّة سببها الجوع والفقر - لا الحرب بأبعاد سياسية - بما معناه تزايد الجرائم ومظاهر التفلت من القانون التي لا حلفاء فيها أو خصوم، والتي ستطال كلّ أفراد المجتمع وشرائحه بأغنيائه وفقرائه. وفي حال...