الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عون حضر افتتاح تساعية الميلاد... عبد الساتر: للتخلّي عن المصالح الشخصية الضيّقة

المصدر: "النهار"
الرئيس ميشال عون حضر افتتاح تساعية الميلاد.
الرئيس ميشال عون حضر افتتاح تساعية الميلاد.
A+ A-
لبّى رئيس الجمهورية ميشال عون، مساء اليوم، الدعوة التي كانت نقلتها اليه الرهبانية الانطونية للمشاركة في افتتاح تساعية الميلاد في كنيسة سيدة الزروع في الجامعة الانطونية الحدت - بعبدا شفيعة الجامعة.

ترأس الرتبة راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، وعاونه الأباتي مارون أبو جوده الرئيس العام للرهبانية الأنطونية، والأب ميشال الجلخ رئيس دير سيدة الزروع رئيس الجامعة الانطونية، وخدمتها جوقة الجامعة بقيادة الأمين العام للجامعة الأب الدكتور توفيق معتوق.

وكان في استقبال عون لدى وصوله، المطران عبد الساتر والأباتي أبو جودة ومجلس المدبرين والأب الجلخ، ودخل الجميع الى الكنيسة التي غصت بالمشاركين من عمداء واساتذة الجامعة وطلابها وعدد من المؤمنين.

وحضر التساعية النواب: إبراهيم كنعان، آلان عون وحكمت ديب، الوزير السابق دميانوس قطار، سفير النمسا في لبنان رينيه امري، مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير وعدد من المديرين العامين، قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، مدير المخابرات العميد الركن انطوان قهوجي، مدير المعلومات في الامن العام العميد يوسف المدور، قائد الكلية الحربية العميد جورج صقر، رئيس بلدية الحدت جورج عون، رئيس بلدية بعبدا أنطوان حلو، وحشد من الضباط من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية والرهبان والكهنة.
المطران عبد الساتر

وبعد الانجيل، القى المطران عبد الساتر عظة قال فيها إنّ "الميلاد هو ثورة الله على الصورة المشوهة التي رسمها الإنسان عنه ليبرر بها تعصبه وأنانيته وكبرياءه وجشعه. الميلاد هو ثورة الله على كل تصنيف طبقي وعرقي للإنسان. الميلاد هو ثورة الله على اللامبالاة بالآخر، وعلى استغلال صغير هذا العالم، وعلى الوعود الكاذبة والكلمات الفارغة".

ودعا "القادة السياسيين والمسؤولين والموظفين العامين إلى أن يعيشوا ثورة الميلاد فيتخلوا عن مصالحهم الشخصية أو الطائفية الآنية والضيقة ويستبدلوها بالمصلحة الوطنية. ليتوقفوا عن تهريب أموالهم إلى الخارج وليعيدوا ما هرب ليضعوه في خدمة مواطنيهم. وليتوقفوا عن تنفيذ مشاريع الخارج من أجل خير الداخل"، كما دعاهم إلى "محاسبة من نهب وهدر المال العام حتى وإن كان من المقربين المخلصين وإلى الاقتصاص من الذين يرتشون أو يتقاعسون في أداء وظيفتهم حتى ولو قلل فعلهم هذا من شعبيتهم".

وأضاف عبدالساتر: "إننا ندعو رجال الدين من كل الطوائف إلى الانضمام الى ثورة الميلاد بالسعي الى إرجاع الإنسان الى الله وإلى المحافظة على كرامة كل مواطن وعلى حقوقه مهما كانت طائفته. إننا ندعوهم إلى عيش التجرد المادي والعفة في التعاطي مع الآخرين، فلا يتسلطون على أحد، ولا يفرضون خياراتهم على أبنائهم وبناتهم، ولا يثيرون بخطبهم النعرات الطائفية والخوف من الآخر، والاحقاد التي يريد اللبنانيون تخطيها".

وتابع: "إننا ندعو التجار وأصحاب المصارف إلى أن يثوروا ثورة الميلاد فلا يعبدوا إله المال ولا يقربوا الإنسان أمامه قربانا وليتذكروا أن أسلافهم الذين تسببوا بموت الكثيرين من أهل جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى وصموا وعائلاتهم بالعار ولعنهم البشر".

وختم عبدالساتر عظته بالقول: "إننا ندعو القضاة إلى عيش ثورة الميلاد بالوقوف بوجه من يحاول طمس حقيقة انفجار وحشي ومجرم تسبب بمقتل وجرح العديد من سكان العاصمة وبتدمير عدد كبير من بيوتها، حماية لمن أهمل وتواطأ ودبر ونفذ. أيها القضاة أحققوا الحق ودافعوا عن المظلوم غير عابئين بتهديد مسؤول أو بتهويل وزير أو نائب أو بأي ضغط داخلي أم خارجي.إخوتي وأخواتي، ثورة الميلاد لن تخمد وخلاص لبنان آت حتماً".

الأب الجلخ

وفي ختام الرتبة، ألقى الأب الجلخ كلمة رحب فيها بالرئيس عون والحضور وقال: "من ليلة أنشد الملائكة المجد لله في العلى والسلام على الأرض، والبشر في انتظار أن يغدو السلام على الأرض. لذا ترانا كلما عاد ميلاد السيد، إنما نلتمس السلام قبل كل شيء، سلام القلوب وسلام الشعوب. أليس المولود بيننا هو نفسه من دعي اسمه "عجيبا، مشيرا، إلها جبارا أبا الأبد، رئيس السلام"؟ لذا، ها نحن نجتمع، على الرغم من قساوة الظروف وتلبد الآفاق، بل ربما بدافعٍ منها، لنصلي كيما يحل الرب السلام في قلوبنا، وعائلاتنا، وأماكن عملنا، ووطننا والعالم. لكن السلام ليس هبة نتمناها كما يتمنى الأطفال هدية ليوم العيد. إنه إنجاز مطلوب من كلٍ منا أن يؤدي قسطه في جعله ممكنا. لذا صلاتي هي بالأكثر أن نسمح للرب أن يستعملنا لسلامه".

وتابع: "وأنا أقول ذلك، أكاد أسمع كلا منكم يهمس في قرارة نفسه: ومن أين يأتي سلام القلب ونحن ما زلنا نعد أنفسنا برؤية النور في نهاية نفق الأزمة، وما فتئنا نخيب؟ من أين نأتي للعيد بالفرح ونحن نكاد نفقد إيماننا بكل شيء؟ ولكن، أوليس لهذه الأسباب كان الرجاء أحد فضائل المسيحية الأساسية الثلاث؟ والرجاء ليس مجرد تفاؤل. التفاؤل يجعلك تحلل الماضي فتستشرف المستقبل، الرجاء يجعلك تبصر النجم في الليل الحالك. التفاؤل هو شعور وانتظار، الرجاء هو ثقة بنوية بأن "الله معنا". التفاؤل هو ماذا ترى، الرجاء هو ماذا تعمل. يمكنك أن تتفاءل ويمكنك أن تفقد التفاؤل، لكن لا يمكنك أن تفقد الرجاء، لأن الرجاء هو وديعة الروح القدس فيك".

وأضاف: "فخامة الرئيس، صمود اللبنانيين رغم عمق المأساة، وتشبثهم بالرجاء وهم رازحون تحت أسوأ أزمة عرفوها في حياتهم، إنما هي أدلة على رسوخ الرجاء في شخصيتهم الجماعية. اللبنانيون قياميون. وأملنا أن تتمكنوا من فتح كوة في جدار الأزمة تقصي عنهم قلق الخيبات المتراكمة"..


وبعد انتهاء رتبة التساعية، شارك عون في حفل استقبال اقامته الرهبانية الانطونية في المناسبة، قدم خلاله رئيس الجامعة لرئيس الجمهورية أيقونة العذراء الصامتة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم