السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل تشتعل الجبهة بين لبنان وإسرائيل بسبب التنقيب في كاريش؟

المصدر: "النهار"
سفينة التنقيب التابعة لشركة إنرجيان - "أ ف ب"
سفينة التنقيب التابعة لشركة إنرجيان - "أ ف ب"
A+ A-

سلط ديفيد روزنبرغ في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الضوء على التهديدات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل بعد وصول سفينة "أف بي اس أو" التابعة للشركة اليونانية-البريطانية "إنرجيان" إلى حقل كاريش في المنطقة المتنازع عليها.

يشير روزنبرغ إلى الخلافات الداخلية اللبنانية حول الحدود البحرية، مستشهداً بكلام نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن ضرورة تبني الحكومة اللبنانية "سياسة أوضح" تجاه المنطقة الاقتصادية الخالصة. أتى ذلك بعد عقد من المفاوضات المتقطعة بين الجانبين برعاية أميركية.

 

"مزاجية"

يقول مدير برنامج بيرنشتاين في "معهد واشنطن" سايمون هندرسون إن "الولايات المتحدة قادرة على فهم أن هنالك خلافاً في الرأي حول مكان الحدود، لكنهم يعتقدون أنه يجب حله عبر الطرفين". وأضاف: "لكن الولايات المتحدة محبطة مما تراه مزاجية لبنانية. لا يشعرون أن الأمر يستحق العناء".

ونقل التقرير أنباء عن أن عاموس هوكستين سئم من النهج اللبناني.

لبنان وإسرائيل في حالة حرب ولم يتفقا قط على حدودهما البرية. وما يفاقم المشكلة هو أنهما يتفاوضان عبر وسيط بحسب روزنبرغ. وبات لبنان يطالب بحقه في مساحة تصل إلى 2300 كيلومتر مربع بما فيها جزء من حقل كاريش، بعدما كانت مطالبه السابقة مقتصرة على 855 كيلومتراً مربعاً.

لكن بيروت لم تضف الطابع الرسمي على مطلبها الجديد عبر تقديمه إلى الأمم المتحدة كما فعلت في السابق مع مطلبها القديم سنة 2011 ولم تحوّله إلى البرلمان للموافقة عليه.

مع عودة بروز قضية المطلب بالمساحة الموسعة الأسبوع الماضي، تعهد نواب لبنانيون بالموافقة عليه لكن لبنان محكوم من حكومة تصريف أعمال وسلطتها في التصرف بهذه القضية غير واضحة.

 

بيروت "جدية"

باحث شؤون لبنان و"حزب الله" والأكاديمي غير المقيم في "أتلانتيك كاونسيل" ديفيد داود قال إنّه على الرغم من امتناع الرئيس ميشال عون عن التوقيع على المطلب الجديد، لا يعني ذلك أن بيروت ليست جدية في هذه المسألة. وقال إنه "يبقى أن نرى ما إذا كان هذا تكتيكاً تفاوضياً أم لا، لكن يبدو أن هنالك توافقاً متزايداً على الخط 29 بين السياسيين والمفكرين اللبنانيين" – حتى بمن فيهم "التغييريون" أو "المستقلون".

السؤال بحسب روزنبرغ هو ما إذا كان لبنان أو حزب الله قد يصعّدان من خلال نوع من التحرك العسكري ضد حقل كاريش. يقول أميت مور، المدير التنفيذي لشركة استشارات الطاقة "إيكو إنرجي" ،إن كاريش صغير بالمقارنة مع حقلي تمار وليفياثان.  

يتم تصدير غاز ليفياثان بينما لتمار العديد من العقود المحلية لمشغّل كاريش، "إنرجيان". بالتالي، سيكون كاريش موفراً كبيراً للغاز إلى السوق الإسرائيلي بعد بدء العمل به في وقت لاحق من السنة الحالية.

 

"هدف بديهي"

ستلعب سفينة الإنتاج والتفريغ التي أثارت غضب اللبنانيين دوراً أساسياً في تسليم الغاز مما يجعلها هدفاً بديهياً لهجوم صاروخي. يشك المحللون في حدوث ذلك، لكن كما لاحظ هندرسون: "هذا هو الشرق الأوسط، إذاً من يعلم؟"

ويضيف أنّ هنالك أفرقاء آخرين غير لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة – هنالك "حزب الله" والمجموعات الفلسطينية التي يمكن أن تترك أثراً خاصاً بها على الموضوع.

"ليس عليك سوى أن تشهد على صاروخ أو بضعة صواريخ ومقذوفات موجهة بشكل جيد وستحصل على أزمة كبيرة".

 

طمأنة

تأخذ إسرائيل هذا الخطر بالحسبان بحسب روزنبرغ. وسعى وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتز إلى طمأنة بيروت والعالم يوم الأربعاء الماضي بأنّ إسرائيل لم تكن تختبر مطالب لبنان. وكتب في تغريدة أن مكان التنقيب بعيد كيلومترات عدة عن مساحة التفاوض.

وارسلت إسرائيل سفناً حربية ونسخة بحرية من "القبة الحديدية" لحماية شركة "إنرجيان".

مع أو بدون قبة حديدة، التهديدات الصاروخية ستبدو رادعاً كبيراً لشركات النفط الدولية. لكن مور بدا متفائلاً مشيراً إلى أن مناطق الترخيص بعيدة من تلك التي تشهد تنازعاً مع إشارته إلى توفير إسرائيل للأمن.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم