السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

حضور لا يُغتال في الذكرى الـ16 لاستشهاد جبران تويني ورفيقيه… عوده: التاريخ لا يذكر إلّا الأبطال (صور)

المصدر: "النهار"
 المطران الياس عودة. (نبيل اسماعيل).
المطران الياس عودة. (نبيل اسماعيل).
A+ A-
تحضر ذكرى استشهاد جبران تويني ورفيقيه نقولا فلوطي وأندريه مراد، وتحضر الصلاة لراحة أنفسهم في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في ساحة النجمة، حيث اجتمع أفراد من العائلة، والأحبّة والرفاق والأصدقاء، فيما تابع آخرون الصلاة عن بعد نتيجة الظروف الصحيّة التي يفرضها الوباء.

واختارت "النهار" شعار الذكرى لهذا العام "إيّانا وإيّاكم أن نخون حلمنا"، وارتفعت صورة عملاقة لجبران تويني على مبنى "النهار".

وترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، القداس والجناز لمناسبة الذكرى السنوية الـ16 لاستشهاد تويني ورفيقيه، في وقت نسترجع فيه أبرز مواقف تويني الوطنية والإنسانية في زمن يشهد لبنان انهياراً غير مسبوق في قطاعاته ومؤسّساته وركوداً في محرّكات العمل الوطني السياسي القادر على استقطاب التغيير.
 
 
وفي عظته، اعتبر المطران عوده أن "التطاول على القضاء والقضاة والتهرّب من العدالة، هي آفة تنخر وطننا، وأن عدم المساءلة والمحاسبة ومعاقبة أيّ مخالف للقانون، أوصلنا إلى هذا الفلتان الذي نعيشه اليوم".
 
وفي قداس وجناز اقتصر على العائلة وعدد محدود من الحاضرين بسبب جائحة كورونا، أشار عوده إلى أن "بعض اللبنانيين فضّلوا استعداء الداخل من أجل ارتباطهم بالخارج".
وأضاف: "ناضل جبران من أجل توعية الشباب لعدم الوقوع في أخطاء الماضي، وعاش آلام بلده وبشّرنا بقيامة بعد صلب الديموقراطية لكننا نقول أن القيامة تأخرت بسبب من لا يحبون لبنان"، آملاً أن "يحقّق الشباب اللبناني حلم جبران في التغيير خلال الانتخابات المقبلة". 

وهاجم عوده الطبقة السياسية، قائلاً: "لم يعد مقبولاً أن تبقى الحكومة خاضعة لأقلية تتصرّف كأنها الأكثرية"، مضيفاً "أمام الاستحقاق الانتخابي، نستذكر ما قاله جبران: إلى متى سنستمر نقبل بالفاشلين؟".

وأوضح عوده أن "صوتنا صوت الشعب الثائر، صوت الحقّ والحقيقة ولكن المسؤولين فعلوا ما بوسعهم لكي يكتموا هذا الصوت، إلّا أن صدى صوت جبران يقضّ مضاجعهم ويخيفهم حتّى اليوم"، لافتاً إلى أن "جبران بشّرنا بأن لبنان سيقوم بعد صلب الديموقراطية فيه، ولكن جلجلة الوطن لم تنتهِ بعد".

ووجّه عوده رسالة إلى الشهيد جبران وصف فيها حال لبنان اليوم الذي استشهد من أجله: "لبنان الذي ناضلت من أجله لم يعد وطناً، والتاريخ لا يذكر إلّا الأبطال ولا يمجد إلّا الكبار، رغم غياب جبران بالجسد لا يزال حاضراً في قلوبنا وفي قلوب بناته وأحبائه وكلّ من يتبع نهجه".
 
وقال: "نستذكرُ اليوم إِنساناً لم يتهرّب ولم يستعف من كل استحقاقات بلاده الموصلة إلى عرس الحرّية والديموقراطية، الذي لم نصل بعد إلى الاحتفال به"، مضيفاً "جبران عمل جاهداً للمحافظة على استقلال لبنانه وحمايته من الشرذمة والطائفية والتحزّب الأعمى لغير الوطن، فهو القائل: المحافظة على الاستقلال تكون بتعزيز إيماننا به وبوحدتنا".
 
ورأى عوده أنه "كلّما اتحدّ اللبنانيون لينهضوا ببلدهم يُعاد تفتيتهم إلى مجموعات متفرّقة تحت رايات عدّة ورؤوس عدّة، غير راية الوطن، الرأس الأوحد"، مشدّداً على أنّه "لم يعد مقبولاً أن تبقى الحكومة مكتوفة، مشلولة القرار والتحرّك، خاضعة لأقليّة سياسية تتصرّف ببساطة كأنّها هي الأكثرية الحاكمة".
 
وتابع: "دعا جبران منذ العام 2005 إلى ما لا يزال اللبنانيون يطالبون به وهو الحقيقة والمحاسبة، لكننا فوجئنا بجرائم عدّة على رأسها تفجير العاصمة، فهذا النهج تجذّر في لبناننا"، مضيفاً "لقد عرف جبران أن قدر لبنان أن تكون حرّيته دائماً معمّدة بالدمّ إلّا أنه تفاءل دوماً بأن قدره أيضاً أن يبقى شامخاً وأقوى من كلّ المؤمرات". 
 
ولفت إلى أن "جبران فضح نفاقهم ففجّروا جسده، لكن صدى صوته لا يزال يقضّ مضاجعهم ويُخيفهم من فكرة عودة اللبنانيين إلى وعيهم والسير نحو الصورة البهيّة التي عمل جبران وأمثاله في حبّ الوطن على رسمها"، مضيفاً "ليت أبناء بيروت ينصتون إلى ما قاله جبران في العالم 1986 عن عاصمتنا الحبيبة: بيروت بكت وصرخت للجميع، إلى متى سيبقى شعبي يتعاطى معي وكأنّي فندق وكأن أبنائي نزلاء فندق؟".
 
 
(الصور بعدسة الزملاء حسام شبارو، حسن عسل ومارك فيّاض)
 
 

 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم