الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

جبران تويني... أسطورة الشباب وملهم الثورة

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
الزميل فرج عبجي ودفعة 2004-2005، الصحافة، كلية الإعلام، ويبدو جبران تويني الملهم.
الزميل فرج عبجي ودفعة 2004-2005، الصحافة، كلية الإعلام، ويبدو جبران تويني الملهم.
A+ A-
 
 
في زمن "الاحتلال" السوري، وليس "الوصاية" كما يحاول البعض أن يلطّفها، والاعتقالات التعسفية، والظلم والملاحقات، وخنق الحريات، والنفي في الداخل والخارج، كان جبران تويني المتنفس لنا نحن الشباب المناضل في الجامعات، وتحديداً كلية الإعلام ـ الفرع الثاني. علَّمنا أن نسمّي الأمور بأسمائها من دون خوف، وأن يكون كلامنا نعم نعم، ولا لا.
 
رغم انقسامتنا العمياء، المدمرة، والحاقدة، كانت ابتسامته عندما يطل علينا، تنعكس في قلوبنا ووجداننا، وننسى الخلافات الضيقة، ويأخذنا في جولة من العنفوان والصدق والحقيقة، اشتقنا ونشتاق إليها اليوم في زمن الدجالين. كان صوته وصدقه وحبه يوحدنا، ساعدَنا على كسر حاجز الخوف وأن نواصل مسيرة التحرير من الاحتلال السوري. عشقناه وأحببناه وكان الصوت الذي يؤنّبنا إن ضللنا الطريق. وهل هناك أعظم من حبه للبنان، ولنا؟! فدانا بروحه كي نبقى أحراراً، أقوياء. وهل هناك حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه؟ 
 
سنأخذكم في رحلة إلى الزمن الجميل، مع عدد من الزملاء الذين أحببنا جبران تويني، رغم اختلافتنا السياسية، ودوماً كنا نختلف في كل شيء، ونتفق عليه. 
 
كلامه خريطة طريق لغد أفضل
عدنا وزميلي مارون بدران إلى الزمن الذي كنا نتسابق فيه لشراء جريدة "النهار" من الكيوسك الذي خصصه جبران لطلاب كلية الإعلام بنصف سعر الجريدة آنذاك لتشجيعنا، لنقرأ مقالة جبران ونحتفظ بها. ويقول مارون: "قلم جبران كان يمثل جميع الشباب في لبنان، وليس المسيحيين، كان عابراً للمناطق والطوائف، وكان صوت كل الوطن وصوت الثورة والتغيير، علّمنا الحرية وعدم الخضوع". وأضاف: "جبران جسّد طموحنا إلى غد أفضل في لبنان، كانت مقالاته بالنسبة لنا خريطة طريق في مسيرة الإستقلال". 

كانت "نهار الشباب" و"هايد بارك" متنفساً لنا
شهادة الزميل ميشال أبو نجم بجبران لا تتوقف عند كلمة القدوة، بل تتخطاها إلى الأسطورة. قال: "كنا نفتح النهار لنقرأ افتتاحياته التي تكسر جدار الصمت الثقيل في زمن الاحتلال والصمت الذي لفّ المجتمع، وقدّم مثلاً لحب لبنان حتى الشهادة". وأضاف: "فتح جبران تويني لنا، كصحافيين، فسحة كبيرة من الحرية والعمل الصحافي الملتزم في زمن كنا أحوج ما نكون فيه إلى التعبير، فكانت "نهار الشباب" و"هايد بارك" متنفساً لنا حين كان المجتمع اللبناني المنهك من الحرب يتطلع إلى تعبيرات جديدة للعمل السياسي والالتزام، وهذه الفسحة كانت طريقاً نتدرج عبرها في مهنة المتاعب، ويا ليته بقي بيننا ليواجه هذا الدرك الذي وصل إليه بعض الإعلام. جبران أسطورة لا تموت وصوت سيظل يدوّي حرية وقدوة للشباب اللبناني والتزام القضايا الوطنية". 
 
"حلم ليلة استقلال"
الزميل غابي مراد يستذكر جبران، قائلاً: " شكّل جبران تويني بالنسبة لي كطالب جامعي في كلية الإعلام مثالا في شجاعة القول والكتابة. فكنت أنتطر مقالاته التي تشكّل متنفساً لنا، وتتضمّن ما لا نستطيع قوله أو لا إمكانية لدينا للإعلان عنه. فكانت صحيفة النهار مع جبران المنبر الذي نبحث عنه". وأضاف: "لا أنسى مقالاً عنوانه "حلم ليلة استقلال" كان لسان حالنا نحن الشباب الطامح إلى تحرير لبنان من الاحتلال السوري والرافض للأمر الواقع. قال جبران في مقاله ما أفكر به، وما أطمح إليه، فتحول إلى قدوة في الشجاعة ورفض الخطأ، استشهد جبران، فبكيته، وبقيت على الموعد مع مقالاته التي يعاد نشرها عبر موقع النهار". 
 
جبران نقيض العقلية السياسية التقليدية
أما الزميل فادي مطر فيتذكر كيف كان جبران يلهب الطلاب عندما كان يزورهم في خلال المحاضرات ويبث فيهم روح الصمود والتصدي للواقع الصعب وعدم الخوف من الملاحقات التي كانت تنفذ بحق الطلاب المناهضين للوجود السوري. وقال لـ"النهار": "وجدنا في جبران نقيض العقلية السياسية التقليدية، وشكّل بالنسبة لنا العقلية المنفتحة والمتقبّلة للآخر، والداعية إلى الحوار وعدم التنازل عن الحق مهما كلف الثمن". وأضاف: "عشقنا فيه روح المواجهة التي كان يجابه بها الاحتلال السوري بعكس الخانعين والمستسلمين لها، وشجاعته كانت نفسها في كل المنابر وغير قابلة للتنازل قيد أنملة عن حرية وسيادة واستقلال لبنان، وكان ملهم الثورة التي كانت مشتعلة في نفوسنا والتواقة إلى التحرر". 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم