خمسة أخبار بارزة صباح الثلثاء… سباق لبناني على "بيضة القبان"… تفجير سدّ "نوفا كاخوفكا"، وهل قبل باسيل "الإغراء"؟

صباح الخير من "النهار"،

إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم الثلثاء 6 حزيران 2023:

1- مانشيت "النهار": سباق على "بيضة القبان" حتى 14 حزيران

بتفاوت درجات الضجيج والتعبير عن التوتر بين فريق وأخر وجهة وأخرى، انطلق سباق عالي السخونة والاحتدام نحو الجلسة الـ 12 لمجلس النواب التي ستنعقد "مبدئيا" الأربعاء المقبل في 14 من الجاري بعد زهاء خمسة اشهر من توقف الجلسات توقفا تاما. وتكتسب الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة دلالات مفصلية ولافتة من شأنها تفسير وتبرير المدى العميق لسخونة السباق الذي انطلق في الساعات الأخيرة والذي سيتسم بتصاعد حبس الانفاس كلما اقترب موعد الجلسة. اولا اعاد تحديد موعد للجلسة الازمة الرئاسية الى مسرحها الدستوري الطبيعي بعدما "صودرت" العملية الدستورية واخضعت للتلاعب والتوظيف والامتهان السياسي البعيد عن الأصول الدستورية، بل وشكل انتهاكات دستورية موصوفة من خلال تعطيل بحجج متعددة لا ذكر لها في أي مادة دستورية. ثانيا على رغم تصاعد النبرة التصعيدية وتواصلها لدى فريق الثنائي الشيعي ردا على ترشيح قوى المعارضة و"التيار الوطني الحر" ومجموعة من النواب التغييريين والمستقلين الوزير السابق جهاد ازعور، بدا ثابتا بما لا جدل فيه ان هذا الترشيح فرض ايقاعا جديدا لا مجال معه للتلاعب او التهرب من التزام القواعد الدستورية مجددا. وهذا يعني ان الترشيح حقق اختراقا مزدوجا سياسيا ودستوريا وهذا ليس تطورا يمكن انكاره. ثالثا، اللافت في المشهد السياسي والنيابي غداة اعلان ترشيح ازعور ان الفريقين المتواجهين يحشدان لموعد الجلسة المقبلة على أساس كل الاحتمالات المفتوحة سلبا وايجابا في حين تغلب الانطباعات التي ترجح انعقاد الجلسة في دورتها الأولى التي ستشهد الاختبار الحاسم لرصيد كل من المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور ومن منهما سيحصد العدد الأكبر من الأصوات، اما الدورة الثانية التي يمكن فيها فوز المرشح الذي يحظى بالأكثرية فثمة شبه تسليم استباقي بانها لن تعقد لان الفريق المرجح خسارته سيلجأ الى تطيير نصاب الثلثين. رابعا في ظل هذه الوقائع ومع البوانتاجات التي يجريها الافرقاء والكتل والنواب يمكن القول ان السباق انطلق ساخنا جدا نحو استقطاب العدد غير القليل من الكتل، والنواب الموزعين في اتجاهات مختلفة غير مترابطة الذين لم يحسموا مواقفهم بعد، والذين لا يشكلون كتلة واحدة او تجمع نواب واحدا يشكلون عمليا بيضة القبان الحاسمة للسباق نحو قصر بعبدا. وهذا السباق جعل الأنظار تتجه بحسب الأولويات الى كتلة "اللقاء الديموقراطي" التي ستجتمع الخميس بعد عودة رئيسها النائب تيمور جنبلاط من باريس التي يزورها مع والده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باعتبار ان الموقف الذي سيفضي اليه قرار الكتلة الجنبلاطية سيحمل دلالات مهمة وقد يترك اثرا ضمنيا على عدد لا بأس به من نواب مستقلين اخرين يترددون حتى الان في حسم وجهة تصويتهم.
 
 
 
2- رواية عن الحوارات الأخيرة بين باسيل و"حزب الله": أوساط الحزب تتّهم "شريكها" بقبول الإغراء الأميركي

بأسرع ممّا كان يتوقعه البعض، يرى من هم في دائرة القرار في الثنائي الشيعي أن ركني هذا الثنائي نجحا في الساعات القليلة الماضية في "احتواء" اندفاعة المعارضين في خيارهم الرئاسي من خلال ثلاث خطوات ومواقف بادر إليها:
– تصوير مرشح المعارضة المسيحية للرئاسة الأولى الوزير السابق جهاد أزعور في دائرة أنه "مرشح تحدٍّ" بعدما وصفه استهلالاً وعلى لسان العديد من رموزه بأنه مرشح مناورة لقطع الطريق على مرشحه المعلن منذ زمن.

– سرعان ما أطلق عليه "حرم التعامل" عندما أعلن جهاراً أنه "لن يمرّ" في مجلس النواب.

– وقرن ذلك برفض فتح أيّ كوة ضوء للمناورة والمساومة على مرشحه المعلوم سليمان فرنجية من شأنه أن يوحي بإمكان تخليه عنه في لحظة معيّنة.

وقد تجلى ذلك أكثر ما يكون في البيان المقتضب الذي وزّعه إعلام الحزب عن مضمون اللقاء الذي تم مساء السبت بين السيد حسن نصرالله وموفد سيد بكركي إليه المطران عبد الساتر وفحواه أن نصرالله أبلغ الموفد بأن الحزب متمسّك بمرشحه المعلوم مع مضيّه قدماً في الانفتاح على أي حوار أو عملية تفاوض ترمي الى معالجة أزمة الاستعصاء الرئاسي.

وبصرف النظر عن نتائج هذا اللقاء فالواضح أن الحزب استفاد منه عندما أدرجه في خانة خفض منسوب التوتر الماروني – الشيعي الذي حضر واحتدم بعد رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على كلام أدلى به البطريرك الراعي غداة سفره الى باريس، فيما نزل سيد بكركي عند تمنيات باريس المشفوعة بمباركة الفاتيكان بفتح أبواب الحوار مع الفئات اللبنانية بما فيها "حزب الله" حيال الملف الرئاسي.
 
 
 
3- على خطّ الفوالق وفوضى الكسّارات... طوني نمر لـ"النهار": 1294 حالة موثّقة لزلازل ناجمة عن الأنشطة البشريّة في العالم

لا تزال تداعيات الهزّة التي يرجح أنها حصلت نتيجة تفجير في كسارات التويتة - قضاء زحلة تتوالى، فما قد تحمله تفجيرات مماثلة أخطر ممّا يبدو عليه الواقع أو أقلّه ما نعرفه كشعب، إذ لا يمكن حصر ما يجري في خانة الأعمال المحدودة في إطار معيّن، وإنّما قد تكون سبباً لما هو أكبر من ذلك. هذه الأعمال قد تولّد زلازل لا تحمد عقباها.
لا نزال ننتظر خروج المسؤولين والإشارة الى الحقائق كاملة، وأخذ الإجراءات الصارمة في حق المتلاعبين بالفوالق إذا ثبتت الشبهات التي يرجحها خبراء.

سؤال واحد يُطرح اليوم في ظلّ فوضى #الكسارات والأعمال البشرية التي تطلق عنانها في بعض المناطق، فما شهدته منطقة جرود كسروان في 6 أيار ومن ثمّ ما يُحتمل أن تكون زحلة شهدته أكبر دليل على أنّ هذه الأعمال ليست بريئة وأنّ توقيتها مريب، وما قد تحدثه من مخاطر يستوجب دقّ ناقوس الخطر للتنبيه والتحذير.

ينطلق الباحث والأستاذ المحاضر في الجيولوجيا وعلم #الزلازل في الجامعة الأميركيّة في بيروت الدكتور طوني نمر من قاعدة بيانات من 1294 حالة موثّقة حول العالم من سنة 1868 حتّى الآن، عن الأحداث الزلزالية التي تتسبّب بها الأنشطة البشرية. يشرح لـ"النهار" أنّه عملياً عندما نفجّر الصخور، ونحن على مسافة قريبة من الفالق كما هي الحال في زحلة أو في جرود كسروان، فإننا بذلك نغيّر قواعد الضغوط في مكان #التفجير وامتدادها إلى أماكن أخرى عبر الفالق. وإذا حصل ذلك نُسبّب بطريقة ما تحريك الفالق (لأنّنا نغيّر ضغوطه) وبالتالي يؤدّي إلى حدوث هزّات.

 
 
 
 
 
4- تفجير سد نوفا كاخوفكا وقرى "مهدّدة" بالغرق… أوكرانيا تتهم روسيا بـ"العمل الإرهابي"

أعلنت القيادة الجنوبيّة للقوّات المسلّحة الأوكرانية اليوم الثلثاء أنّ القوات الروسية فجّرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها #روسيا من منطقة خيرسون الأوكرانية.

وأضافت القيادة على صفحتها بموقع "فايسبوك": "يجري تحديد حجم الدّمار وسرعة وكميات المياه والمناطق التي من المرجح أن تتعرض للغرق".

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مسؤول من موسكو بمنطقة زابوريجيا قوله إنه لا يوجد "خطر كبير" حتى الآن على محطة زابوريجيا النووية جرّاء انهيار سد نوفا كاخوفكا.
 
 
5- "تويتر" اختارت "المواجهة" بانسحابها من مدونة الاتحاد الأوروبي ضد التضليل الاعلامي

رأت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا أمس الإثنين أن منصة "#تويتر" اختارت "المواجهة" بقرارها الانسحاب من مدونة #الاتحاد الأوروبي للممارسات السليمة ضد التضليل الإعلامي عبر الإنترنت.

وأعلنت المفوضية قبل عشرة أيام أن شبكة التواصل الاجتماعي الأميركية التي يديرها إيلون ماسك انسحبت من مدونة السلوك هذه التي أُطلقت في عام 2018 وتضم حوالى أربعين تعهداً بهدف تحسين التعاون مع تقصي الحقائق وحرمان المواقع التي تبث أخباراً كاذبة من الإعلانات.

وقالت جوروفا، المكلفة شؤون القيم والشفافية في المفوضية، امام الصحافيين، "نعتقد أنه خطأ من جانب تويتر ... لقد اختاروا المواجهة".

علاوة على التعهدات الطوعية، فإن مكافحة المعلومات المضللة ستكون التزاماً قانونيًا بموجب قانون الخدمات الرقمية اعتباراً من 25 آب المقبل.
 
 
 
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:

كتب غسان حجّار: سكاف - بوصعب: واحد - صفر

بلغ السباق الارثوذكسي أشدّه على رعاية اتفاق الموارنة في ما بينهم. وتنافس على الدور ارثوذكسيان تنافسا سابقا على نيابة رئاسة مجلس النواب وهما النائبان الياس بوصعب وغسان سكاف الذي رغم فوزه بأصوات قليلة نيابيا، إلا انه تمكن من المنافسة الجدية على نيابة رئاسة المجلس، ولولا الضغط الذي مارسه رئيس المجلس نبيه بري باتفاق مسبق مع بوصعب، لتمكن سكاف من حيازة اللقب بسرعة زمنية قياسية في عالم السياسة من دون دعم حزبي واسع، ولا طائفي، والاهم من دون ضخ الاموال المعتادة في الاستحقاقات المماثلة. واذا كان سكاف يحاول ان يواظب ارثوذكسيا، إلا انه يقول في مجالسه ممازحا إنه لكثرة ما قصد بكركي، صار يضلّ طريق البيت.

وقد سعى بوصعب وسكاف، كل من جهته، الى إحياء مبادرة تدفع بالاستحقاق الرئاسي قدماً. الاول الى تقريب وجهات النظر بين بري ورئيس "تكتل لبنان القوي" جبران باسيل ضمناً، وإنْ ضمن جولات شملت معظم الاطراف، والثاني الى تقريب وجهات النظر بين افرقاء المعارضات المختلفة في ما بينها، وقد نجح الثاني، من ضمن مسعاه، مع عوامل كثيرة تجمعت، فجعلت باسيل ينضم الى المعارضات، بدلا من ان يلتقي مجددا مع الثنائي الشيعي، معرّضا تفاهمه مع "حزب الله" للسقوط النهائي الذي لا عودة منه.
 
 
 
وكتبت روزانا بو منصف: أيّ أثمان ينتظرها الحزب لقاء الرئاسة؟

على ذمة مصادر سياسية تريث رئيس مجلس النواب نبيه بري في استقبال موفد البطريرك الماروني بشارة الراعي رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر ربما ليسبقه لقاء المطران مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لدى الاتصال لطلب موعد للقائه بناءً على طلب بكركي. ما قرأته المصادر في هذا الإطار أحد ثلاثة احتمالات: أحدها أن مفتاح الأزمة لدى شريكه في الثنائي الشيعي، وثانيها أن لا خطة "ب" بديلة لدى الثنائي أو لدى بري من الاستمرار في دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وثالثها أن هذه الإحالة الى الضاحية قد تكون في إبعاد المسؤولية عنه فيما الدعوة التي وجهها بري الى جلسة انتخابية في 14 الجاري لا تعني حكماً انتخاب الرئيس العتيد.

السؤال المهم بالنسبة الى البعض والذي لا يزال غير واضح حتى الآن: ما الثمن الذي يريده الحزب من أجل إنهاء الشغور الرئاسي وممّن ينتظره؟ وهل هذا الثمن مطلوب من الداخل أم من الخارج أم من الاثنين معاً، علماً بأن أوساطاً سياسية مراقبة متعدّدة لا ترى سوى أن لا توافق خارجياً بعد بحيث ينعكس على الداخل لكي تتحرك الأمور. وحول الثمن ثمة تساؤلات حقيقية ولا سيما أولاً إزاء البلوك الشيعي المقفل الذي يشكله الثنائي في مجلس الوزراء في أي حكومة مقبلة كما في مجلس النواب بحيث يمكنهما الحصول على أي ثمن على أي صعيد أكان ذلك على صعيد التعيينات أم الحصص أم أي أمر آخر. وثانياً إزاء استحالة الذهاب الى انتخابات من دون موافقة أي منهما على الأقل فيما مفتاح المجلس كما الميثاقية في أيديهما. وثالثاً إزاء عدم وضوح الثنائي إزاء الثمن الذي يرغبان في الحصول عليه، أهو المثالثة أم الغاز في البحر أم ضمان بقاء سلاح الحزب الى ما شاء الله أم تمرير ما قد يكون ثمة حاجة الى تمريره في ظل الشغور الرئاسي أو قبل أن تترجم المتغيرات في المنطقة؟ وهل الأثمان المفترضة هي من الخارج في ضوء اقتناع بعض المراقبين بأن الحوار المطلوب هو مع الأميركيين وما يعنيه ذلك من احتمال طلب رفع العقوبات أو أمور أخرى أو غضّ النظر عن الإصلاح في مطالب صندوق النقد الدولي، فيما رفض الوزير السابق جهاد أزعور ينطلق من عدم قدرته على تجاهل هذه النقطة تحديداً، وذلك فيما الخارج غير مهتم وقد بات يائساً من المسؤولين أو ربما يترك البلد لمصيره في أحسن الأحوال فضلاً عن أن لديه انشغالاته. وهل يريد الحزب ضمانات في المنطقة أو في لبنان فحسب في ظل القلق مما قد تحمله المتغيرات في اليمن وفي العراق وكذلك في سوريا المفترض أنها ستنتقل الى مقلب آخر أكثر توازناً، ليس في المدى القريب جداً بل في السنوات القليلة المقبلة. فعلى رغم التهليل لإعادة النظام السوري الى الجامعة العربية على قاعدة خضوع الدول العربية للأمر الواقع، فإن هذه الإعادة هي بمثابة سيف ذي حدين بما يعنيه من حتمية لسعيه إلى الاستقلال عن داعميه وفي مقدمهم إيران والحزب فيما تعميم التطبيع مع إسرائيل يبقى هاجساً مصيرياً بالنسبة الى الطرفين الأخيرين حتى لو بقي لبنان وحده خارج ذلك.
 
 
 
3- وكتب سركيس نعّوم: مَن أخطأ آل فرنجية أم "الكتائب" أم الإثنان؟

الذين تابعوا من زمان المسيرة السياسية لآل فرنجية على الصعيد الوطني والمسيحي لاحظوا في الجانب الإقليمي من خطاب الرئيس الراحل سليمان فرنجية أنه بعد مقتل نجله طوني كان يركّز دائماً في ندوته الصحافية الأسبوعية على موضوعين: الأول عروبة المسيحيين ولبنان، والثاني تحالفه الوثيق مع سوريا منذ 1970 بقيادة الرئيس (الراحل) حافظ الأسد. في هذا المجال لا يذكر اللبنانيون أنه اعتبر "حزب البعث العربي الإشتراكي" بقيادة الأسد الأب حزبه أو أنه اعتبر نفسه وعائلته ومناصريه في زغرتا والزاوية منتمين الى الحزب المذكور. لكنهم يذكرون أنه منذ 1978 أظهر عروبته وعروبة عائلته والمسيحيين عموماً بقوة وأسبوعياً في كل تصريحاته الإعلامية كما بعد اللقاءات التي كان يعقدها مع سياسيين لبنانيين وحتى مع ديبلوماسيين عرب وأجانب في أثناء زياراتهم له. ويذكرون أيضاً أن عداءه لإسرائيل ترافق مع تحالفه مع سوريا الأسد و"البعث" إذ كان يكرّر مقولة اعتبروها ثابتة في عقله وقلبه هي الآتية: "عدو جدّك لا يودّك". وأرجّح وإنْ من دون تأكيد كون علاقتي بالرئيس فرنجية وعائلتيه الصغرى والكبرى كما بعائلات زغرتا الأخرى لم تكن عميقة رغم قرابتي العائلية مع معظمها الناجمة عن زغرتاوية والدتي رحمها الله، أرجّح أن يكون فرنجية الأب قصد "بعدو جدّك" اليهود لصلبهم المسيح، ولا سيما بعدما نجحوا في إقامة دولة لهم في قلب العالم العربي على أرض اغتصبوها من الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين، وهدّدت شعوبه ودوله وقضمت الكثير من أراضي الدول المحيطة بها منذ تأسيسها. هذا موقف لا أعتقد أن لبنانياً في أعماقه لا يعتبره صحيحاً. أما حفيده سليمان الذي مارس السياسة منذ شبابه المبكر خلفاً لوالده نائباً ثم وزيراً والمرشّح جدياً الآن لرئاسة الجمهورية بتأييد من "الثنائي الشيعي"، فإنه لم يختلف عن جدّه في موقفه السياسي والإقليمي والداخلي. لكن تعبيره عنه يختلف. فهو ومنذ بدايته السياسية يشدّد على أنه مع "سوريا الأسد" ومع "الخط" الذي رسمته، لكن أحداً لم يسمعه يوماً يقول إنه مع سوريا "البعثية" وإنه مع "الوحدة والحرية والإشتراكية" وهو شعار الحزب الذي أسّسه ميشال عفلق وانتمى إليه منذ نعومة أظفاره الرئيس (الراحل) حافظ الأسد. لكن "الخط" الذي لطالما تحدّث فرنجية الحفيد عن التزامه به فكان ينطوي الى "أسديته" على العروبة. ولعل أبرز دوافع الإنتماء الى "الأسدية"، الى حماية العائلة والدور، كان حماية المسيحيين في لبنان بواسطة حزب تقوده عائلة مسلمة أقلوية كما تقود حزباً عربياً يضم "الغالبية المسلمة" في العالم العربي ويعبّر عن طموحاتها.
 
 
 
 
وكتبت سلوى بعلبكي: 5 مشاريع قوانين لفتح اعتمادات... فمن أي موازنة؟ التيني لـ"النهار": زيادةٌ للعجز على حساب موازنة 2023
 
صحيح أن اللجان النيابية المشتركة، المؤلفة من لجان الدفاع والداخلية والبلديات والتربية والتعليم العالي والثقافة والاشغال العامة والنقل والطاقة، لم تقر مشاريع القوانين الخمسة لفتح اعتمادات إضافية واستثنائية، بيد انه اتُّفق على ان يتقدم النواب في الأيام المقبلة باقتراحات قوانين في شأنها على اعتبار أنه لا يجوز دستوريا ان تتقدم حكومة تصريف اعمال بمشاريع فتح اعتمادات إضافية، على ان يتقدّم النواب الراغبين في ذلك بملاحظاتهم الخطية بخصوص هذه الاعتمادات لانّ الملاحظات الشفهية اثارت جدلا وبلبلة في الجلسة.

توازياً، أصدر وزير المال يوسف الخليل الخميس الماضي قرارا يتصل بأحد هذه المشاريع، ويقضي بإعطاء تعويض موقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يفيدون من معاش تقاعدي.

في التفاصيل، يرمي المشروع الأول الى فتح اعتماد إضافي بمبلغ قدره 21.232.884.850.000 (واحد وعشرون ألفا ومئتان واثنان وثلاثون مليار ليرة) لإعطاء تعويض موقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يفيدون من معاش تقاعدي. والاعتماد الإضافي الثاني مخصص لتغطية الفرق في تعويض النقل الموقت للإدارات العامة وقدره نحو 1545 مليار ليرة. والمشروع الثالث يرمي الى فتح اعتماد اضافي في باب وزارة التربية والتعليم العالي لتأمين حوافز مالية لأساتذة الجامعة اللبنانية لتمكينها من استكمال العام 2022-2023 وقدره 255 مليار ليرة. اما المشروع الرابع فيرمي الى فتح اعتماد إضافي بمبلغ 1955 مليارا و100 مليون ليرة، أي ما يوازي 20.58 مليون دولارfresh في موازنة رئاسة مجلس الوزراء - مجلس الانماء والاعمار من اجل تمويل عقد التشغيل والصيانة وعقد الاشراف على التنفيذ في مطار بيروت مع شركة MEAS، ووفق مشروع القانون فإن هذا التمويل ضروري لتتمكن الشركة من الاستمرار بتأدية مهامها وتجنيب المطار اي تداعيات خطيرة، فيما المشروع الخامس والأخير يرمي الى فتح اعتماد إضافي استثنائي بمبلغ قدره 1000 مليار ليرة في موازنة وزارة الداخلية والبلديات - الامن العام من اجل تحقيق كميات جوازات السفر البيومترية المطلوبة مع متمماتها. فهل ستُحتسب ارقام هذه الاعتمادات الإضافية وفق ارقام موازنة 2022 أم على موازنة 2023؟