هذه تعقيدات الحسابات لانتخابات مبكرة

بدأت وتيرة الكلام عن الانتخابات النيابية، سواء أدرِجت في اطار الانتخابات المبكرة ام في موعدها الطبيعي في أيار 2022، تأخذ زخما تصاعديا في ظل الغموض المتعاظم حول ازمة تشكيل الحكومة الجديدة وما سُمي الفرصة الأخيرة لتذليل العقبات التي تعترضها خلال الأسبوع الجاري. والواقع ان ملف الانتخابات النيابية لن يكون اقل تعقيدا من الملف الحكومي في حال اصطدمت فرصة استيلاد حكومة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري بالاخفاق وسلكت الأمور مسالك اشد تأزما، لان مسار الأوضاع الداخلية برمتها سيصبح في هذه الحال امام احتمالات شديدة الخطورة والدقة، فيما سيُفتح على الغارب بدء العد العكسي لملف الانتخابات النيابية. وفي ظل هذه الاحتمالات بدأت القوى السياسية على اختلافها تجري حساباتها المتصلة بالسنة الفاصلة عن موعد الانتخابات في أيار المقبل، ولكن مع إبقاء هامش يكبر تباعا حيال احتمال اجراء انتخابات مبكرة في حال اتجهت كتل نيابية من لون طائفي واحد الى الاستقالة على غرار تلويح نواب في تكتل "لبنان القوي" بهذا الاحتمال، وعلى قاعدة ان نواب كتلة "الجمهورية القوية" سيلاقون هذه الخطوة بالاستقالة بدورهم.  مع ذلك، لا يبدو تناول الاحتمالات المرتبطة بملف الانتخابات النيابية بالسهولة التي يصوّرها بعض الافرقاء في معرض طرح هذا الملف في ساحة الحسابات الضاغطة لتحقيق مكاسب سياسية او لتصفية حسابات او لفرض معادلات جديدة، من مثل التهديد باستقالة كتلتين ذات غالبية مسيحية...