صعّد مسؤولون إسرائيليون وتيرة تهديداتهم بشنّ عملية عسكرية في لبنان على وقع ارتفاع منسوب الهجمات المتبادلة مع "حزب الله" خلال الأيام الأخيرة. لكنّ احتمال اندلاع مواجهة شاملة بين الطرفين لا يزال ضئيلاً، بعد المواقف الدولية التي أطلقت في الساعات الأخيرة، وحملت تشديداً لافتاً على ضرورة تجنيب لبنان أي تصعيد.
وفي السياق، نقلت "إسرائيل هيوم" عن حاييم تومر، المسؤول السابق بالموساد الإسرائيلي قوله إنّ حرباً واسعة مع "حزب الله" ستقوض قدرة إسرائيل على العمل كدولة.
وأشار تومر إلى أنّ الحرب الشاملة تشكّل تهديداً للرؤية الصهيونية لإسرائيل، معتبراً أنّه "إذا اندلعت الحرب فإن صواريخ حزب الله ستشل إسرائيل بما في ذلك مطارا بن غوريون وحيفا".
وأكّد أن الحرب الواسعة ستجعل مصير عكا وحيفا وطبريا وربما تل أبيب كمصير كريات شمونه.
وتابع: "لدى حزب الله صواريخ دقيقة يمكنها تفجير حقول الغاز الإسرائيلية في ثوان"، مؤكّداً أنّ "سلاح الجو لم يعد حرّاً بالعمل فوق لبنان بسبب نظام الكشف الذي زودت إيران حزب الله به".
وختم "نحن على مفترق طرق تاريخي مصيري وعلينا قبول مقترح بايدن".
وفي آخر المستجدّات، استهدفت مسيّرة مقهى قرب محطة وحيد في بلدة عيترون نتج عنه سقوط ضحيتين وأضرار مادية في السوق.
أعلن "حزب الله"، صباح اليوم، أنّه نفّذ هجوماً جوياً بمسيّرة انقضاضية على مربض المدفعية المستحدث في موقع "سنئيم" في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود، وأصابت هدفها بدقة.
وفي بيان آخر، قال الحزب: "بعد رصد وترقّب لقوات العدوّ الإسرائيلي في موقع الراهب عند الساعة 01:10 من فجر يوم السبت 8-6-2024، وعند تحرّك مجموعة من جنوده داخل الموقع استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بقذائف المدفعية".
كما أعلن أنّه استهدف ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة، وكذلك موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا بالأسلحة المناسبة.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ "حزب الله" أطلق الليلة مسيّرة إلى مرج ابن عامر على بعد 40 كلم والدفاعات الجويّة فشلت في اعتراضها.
كما أعلن أنّه هاجم عدة مصادر لإطلاق الصواريخ من جنوبي لبنان.
وأفيد عن قصف إسرائيلي بالمدفعية على بيت ليف وأطراف رامية.
وتواصل فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعيّة الرسالة للإسعاف الصحي (مركز ميس الجبل التطوعي) وعناصر الجيش اللبناني وقوات اليونيفل الدولية جهودها للسيطرة على الحريق الكبير الذي اندلع صباح اليوم في محيط موقعي الجيش اللبناني واليونيفل (الكتيبة النيبالية) مقابل مستوطنة المنارة على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية بمحاذاة الخط الأزرق.
وبهذا الشأن، أفيد عن انفجار عدد من الألغام بسبب اتّساع رقعة الحريق مقابل مستعمرة المنارة.
وكان رؤساء دول وحكومات كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا أصدروا بياناً في باريس، وزّعه قصر الإليزيه، أكّدوا فيه أن الحفاظ على استقرار لبنان مسألة حيوية، في وقت أبدوا فيه عزمهم على بذل جهود متضافرة من أجل الحدّ من التوتر على طول الخط الأزرق تطبيقًا للقرار 1701. ودعا الرؤساء جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أيّ تصعيد في المنطقة.
كذلك دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس إلى "وقف الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود بين الدولة العبرية ولبنان"، معرباً عن قلقه من خطر نشوب "صراع أوسع نطاقاً تكون له عواقب مدمّرة على المنطقة". وقال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان إنّه "مع استمرار تبادل إطلاق النار حول الخط الأزرق، فإنّ الأمين العام يدعو الأطراف مرة أخرى إلى وقف عاجل لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701". وأبدى الأمين العام أسفه "لأنّنا فقدنا بالفعل مئات الأرواح، ونزح عشرات الآلاف، ودُمرت منازل وسبل عيش على جانبي الخط الأزرق".