تحديات أوروبية

 يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات كثيرة ومتزايدة كما دلّت على ذلك مداولات القمّة الأوروبية التي انعقدت قبل بضعة أيام. أول هذه التحديات يكمن في كيفية التعامل مع جائحة كورونا وتداعياتها السلبية على الاقتصادات الوطنية، وكيفية دعم هذه الاقتصادات التي كانت تعاني أساساً من فترة ركود. وللتذكير، لم يكن من السهل إطلاقاً التوصل إلى قرار في القمة الأوروبية في تموز الماضي بتوفير حزمة مالية مقدارها 750 مليار دولار تقترضها المفوضية الأوروبية من الأسواق: قسم منها (نحو 390 مليار دولار) مساعدات، وقسم آخر في حدود 360 مليار دولار قروض. إنها "خطة مارشال" أوروبية هذه المرة. تدرك القارة القديمة اليوم أنها تراجعت على صعيد المكانة الدولية وعلى صعيد الامكانات الاقتصادية الوطنية والأوروبية أمام الدور الصيني الناشط والمتمدد، والدور الروسي العائد إلى جانب الدور الأميركي الذي تعرّضت علاقات أوروبا معه للتوتر الذي بقي مقيداً ولعدم التفاهم وغياب التعاون كما وصف مسؤول أوروبي الوضع بين الركنين الأساسيين في الحلف الغربي، وذلك بسبب السياسات الأحادية الحادة التي اتّبعها الرئيس دونالد ترامب. القمّة التي انعقدت قبل أيام أكبَّت على موضوع أساسي هو إعادة صوغ العلاقات مع بريطانيا بعد خروج الأخيرة...