الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

استيراد النفط الإيراني إلى لبنان... ماذا عن العقوبات والتهريب إلى سوريا؟

المصدر: "النهار"
"ضرب نصرالله باقتراحه السيادة اللبنانية" (تعبيرية - أ ف ب).
"ضرب نصرالله باقتراحه السيادة اللبنانية" (تعبيرية - أ ف ب).
A+ A-
 تحدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه، أمس، الدولة اللبنانية قائلاً: "نحن حزب الله سنذهب إلى إيران، ونتفاوض مع حكومتها، (وهي موافقة)، وسنشتري بواخر بنزين ومازوت، ونأتي بها إلى ميناء بيروت، و"خلّي" (لتتجرّأ) الدولة اللبنانية أن تمنع إدخال البنزين والمازوت إلى الشعب اللبناني". واعتبر البعض أن نصرالله ضرب مجدداً سيادة الدولة اللبنانية بعرض الحائط، على حساب تأكيد قدرته على اتخاذ القرارات من دون العودة الى المؤسسات الرسمية.

وفي قراءة قانونية لهذا الاقتراح الذي أطلقه السيد نصرالله، قال أستاذ العلاقات الدولية د. سامي نادر لـ"النهار" أنّه من حيث الشكل "ضرب نصرالله باقتراحه السيادة اللبنانية، بحيث اختصرت الكلمة الدّولة اللبنانية، ولم تحترم الأصول المؤسساتية ورمزية السيادة اللبنانية".

وسأل نادر: "كيف سنستورد النفط من إيران، وهي دولة خاصعة للعقوبات؟، حتى الصين بكل جبروتها لا تتمكن من استيراد النفط من إيران، لأنّ كل من يتعامل مع الدّولة الأخيرة يصبح خاضعاً للعقوبات. فهل يمكن للبنان أن يتحدى العقوبات الأميركية ويضيف على عزلته عزلة جديدة؟".

وأضاف أنّه "سيكون لهذا الأمر، بحال حصل، تداعيات كبيرة جدّاً. والعلاقة مع إيران تشكّل مادة انقسام داخلي، وستُعرّض لبنان لعقوبات في لحظة عزلة، وهو بحاجة لما قد يخلّصه منها، ونحن في هذه العزلة نتيجة سياسات حزب الله التي كشفت الساحة اللبنانية السياسية والاقتصادية على الصراعات في الإقليم".

وقال نادر لـ"النهار" إنّ "أزمة لبنان ليست أزمة نفط، إنما أزمة اقتصادية ومالية، تحولّت إلى أزمة سيولة، ومن ثمّ إلى أزمة نفط بسبب عدم وجود سيولة كافية لشرائه، وهذه الأزمة الاقتصادية الحادّة حلّها سياسي ويقتضي الابتعاد عن إيران والمحاور حتى ننشئ الأرضية للحلّ الاقتصادي".

وأوضح أنّ "الدّول ستساعد لبنان إذا أظهر حدّاً أدنى من الحياد، يسمح له تكوين حكومة مستقلة، أي حكومة قادرة على إنقاذ لبنان من صراعات المحاور حتى تصل المساعدات إليه. لذلك مطلوب من لبنان عدم التماهي مع إيران، وحدّ أدنى من المسافة منها من أجل إنقاذ الاقتصاد".

وختم نادر حديثه مع "النهار"، قائلاً: "إذا كانت إيران تريد مساعدة لبنان، فلماذا لا ترسل نفطاً إلى سوريا؟ فهذا الأمر يحدّ من تهريب المحروقات إليها، لأنّ النزيف الحقيقي اليوم، وسبب ازدحام المواطنين أمام المحطات هو تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا، وهذا نفط مدعوم، ويشكّل نزيفاً مالياً حقيقياً".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم