الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل التشدد في إجراءات السفر يحمي لبنان من "أوميكرون"؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
مسافرات عبر مطار بيروت (أرشيفية، مارك فياض).
مسافرات عبر مطار بيروت (أرشيفية، مارك فياض).
A+ A-

أصبح المتحور الجديد لفيروس كورونا يشكل هاجساً حول العالم في الأيام القليلة الماضية بعد ظهور إصابات عديدة به بدءاً من جنوب أفريقيا، حيث سجلت أكثر من 200 إصابة جديدة يومية به في الأيام الأخيرة، بحسب ما نشر في Huffington post، وهولندا وأوستراليا وهونغ كونغ ولندن وغيرها. منذ ذلك الحين، تطرح أسئلة عديدة حول المتحور الذي يحيّر العالم، فيما يسعى العلماء إلى اكتشاف ما إذا كان أكثر خطورة وانتشاراً من باقي المتحورات، خصوصاً بعد أن صنّفته منظمة الصحة العالمية أنه متحور مثير للقلق.

كيف ظهر المتحور الجديد؟

قد يكون المتحور الجديد ظهر لدى شخص أصيب بالفيروس، لكنه لم يتخلّص منه، ما سمح له بالتطور جينياً، تماماً كما حصل مع متحور ألفا الذي ظهر أولاً في بريطانيا من شخص يعاني مشكلة مناعية أصيب بالفيروس.

ما الذي يثير القلق في المتحور الجديد؟

وفق المعطيات الأولية حول المتحور الجديد، تبين أن خطر الإصابة المتكررة يرتفع أكثر، مقارنة بالمتحورات الأخرى. كما أن عدد الطفرات المرتفع في الـspike protein  في المتحور الجديد قد بلغ 30، ما يشير إلى معدل انتشاره المرتفع بين الناس. ووفق أحد العلماء من جامعة كامبردج شارون بيكوك أن أول البيانات المتوافرة عن المتحور، تشير إلى أن الطفرات في المتحور ثابتة مع ازدياد انتشاره. لكن ليس مؤكداً ما إذا كان المتحور سيشكل خطورة كبرى في دول العالم حيث انتشر متحور دلتا. حتى إن ثمة متحورات أخرى سابقة أقلقت العالم مع بداية ظهورها، ثم تبين لاحقاً أنها لا تشكل خطورة كبرى.

 وفق الخبيرة في علم الفيروسات في جامعة Warwick لورانس يونغ، يعتبر متحور "أوميكرون" النسخة التي تحمل العدد الأكبر من الطفرات مقارنة بكافة المتحورات السابقة لفيروس كورونا، وما فيه من تغيرات مثيرة للقلق لم نشهدها سابقاً في الفيروس نفسه، قد يكون مصدر القلق في المرحلة الحالية.

ما الذي نعرفه وما لا نعرفه عن المتحور الجديد؟

حتى اللحظة لم يؤكد العلماء ما إذا كانت الإصابات الناتجة عن متحور "أوميكرون" قد تكون أكثر أو أقل خطورة من سابقاتها من المتحورات كمتحورَي بيتا ودلتا، وإن كان قد ظهر فيه تغيير جيني واضح مقارنة بباقي المتحورات. وتبدو هذه التغيرات الجينية مقلقة مبدئياً. ومن المتوقع أن يتطلب ظهور المزيد من المعطيات بضعة أسابيع لتأكيد ذلك وللتأكد من فاعلية اللقاحات في مواجهة المتحور الجديد.

حتى اللحظة يبقى متحور دلتا الأكثر انتشاراً بين مختلف متحورات كورونا، إنما وفق الخبراء، من المرجح أن تكون اللقاحات المتوافرة حالياً فاعلة في مواجهة متحور "أوميكرون" لكونها أظهرت فاعلية في مواجهة مختلف المتحورات السابقة.

 

هل إقفال المطار والتشدد في إجراءات السفر حل لحماية البلاد من المتحور الجديد؟

اتخذت دول عديدة إجراءات متشددة في مطاراتها لتحمي نفسها من المتحور الجديد،  ومنها الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبرازيل وبريطانيا والمملكة العربية السعودية واليابان وروسيا، بعد ظهور إصابات في دول متعددة. فكما مع ظهور متحورات سابقة، يعتبر إقفال المطار والتشدد في إجراءات السفر من أول الحلول الوقائية التي تلجأ إليها الدول مع ظهور متحور جديد لتمنع دخوله إلى أراضيها عبر القادمين إليها.

لكن كما بالنسبة إلى باقي المتحورات يعتبر رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا أن إقفال المطار أو التشدد في إجراءات المطار يعجز غالباً عن منع متحور جديد من الدخول إلى الدول بعد ظهوره في دول أخرى.

بالنسبة إلى لبنان لا تعتبر هذه الخطوة واردة في فترة الأعياد. إنما من الإجراءات التي من المتوقع أن تتخذ في لبنان، كما في باقي الدول االتي تحاول أن تمنع المتحور من الدخول إلى أراضيها هو عدم استقبال المسافرين الأجانب القادمين من الدول التي ظهرت فيها إصابات بالمتحور الجديد، في أراضيها.

أما بالنسبة إلى المواطنين اللبنانيين القادمين من هذه الدول التي حصل فيها انتشار مجتمعي للمتحور، فتتخذ إجراءات متشددة مع خضوعهم إلى فحص PCR عند وصولهم إلى المطار وفرض الحجر لمدة أسبوع. هذا إضافة إلى التشدد مع مختلف القادمين إلى الأراضي اللبنانية عبر المطار في إجراء فحص PCR .

 وإن كان أبي حنا يرجح ألا تكون الإجراءات فاعلة بما يكفي في منع دخول المتحور إلى الاراضي اللبنانية في حال انتشر في دول عديدة. إنما في كل الحالات لا بد من القيام بها على سبيل الوقاية، خصوصاً أن متحور "أوميكرون" قد صُنّف مباشرة من قبل منظمة الصحة العالمية كمتحور مثير للقلق بما يدعو للحذر.

فوفق ما تبين، أن هذا المتحور يحمل تغييرات جينية عديدة تجعله أكثر انتشاراً بانتظار تأكيد ذلك. كما ان المعطيات الأولية حوله تظهر إمكان الإصابة بالفيروس بشكل متكرر والإصابة بسبب التغييرات الجينية الموجودة فيه والتي تمنع المناعة من التعرف إليه بعد الإصابة.

ويبقى السؤال حالياً عما إذا كان يعتبر أكثر خطورة من المتحورات السابقة أم لا، فيما ثمة حذر عالمي من أيام عدة ومن بداية ظهوره بالنظر إلى ما أظهرته المعطيات المتعلقة به. علماً أن الإصابات في جنوب أفريقيا كانت ممن تلقوا لقاح كورونا، لكن تعتبر نسبة التلقيح في المنطقة متدنية ولا يمكن الاستناد إلى ذلك في تحديد ما إذا كان اللقاح فاعلاً في مواجهة المتحور الجديد أو لا. وبالتالي يبقى التلقيح بأعلى نسبة ممكنة والتشدد في الإجراءات الوقائية السلاح الأمضى في مواجهة المتحور الجديد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم