الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في ظل الشح في حليب الأطفال... هل يمكن استبداله بالحليب الخاص بالراشدين؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
عبوات حليب للأطفال في إحدى الصيدليات ("النهار").
عبوات حليب للأطفال في إحدى الصيدليات ("النهار").
A+ A-

في هذه المرحلة الصعبة التي ترزح فيها البلاد تحت الأزمات المتتالية، تبرز أزمة جوهرية لا يمكن التهاون فيها ألا وهي انقطاع حليب الأطفال حيث يعاني الأهالي الأمرّين لتأمين الحليب لأطفالهم فيدورون على مختلف الصيدليات والسوبرماركت علّهم يجدون علبة متبقية من الحليب. نظراً للشح في حليب الأطفال في الأسواق، لم يجد الأهالي أمامهم إلا حرمان أطفالهم من هذا المصدر الغذائي الأساسي أو اللجوء إلى أهون الشرّين باستبدال الحليب المخصص للأطفال الرضّع بحليب الراشدين، في حال توافره. حول مدى صحّة هذه الخطوات التي يلجأ إليها الأهل مرغمين، تحدثت اختصاصية التغذية نيفين بشير مشددةً على أهمية الحليب المخصص لأطفال في سن معينة.

 

هل يجب التقيّد بأصناف الحليب المخصصة للأطفال بحسب الفئات العمرية؟

في الواقع يعتبر الحليب المخصص للمرحلة العمرية الأولى للرضّع (رقم 1)وذاك المخصص للمرحلة الثانية (رقم 2) متشابهين من الناحية الغذائية، وفق ما توضحه بشير. لكن ما يميّز بينهما هو نوع البروتين المستخدم فيه فيتضمن الحليب للمرحلة الأولى الـwhey protein بشكل أساسي، فيما يكون معداً للمرحلة الثانية للأطفال الذين تزيد شهيتهم. تشدد بشير على أنه قبل سن السنة يجب عدم الخلط بين أنواع الحليب المتوافرة لكل مرحلة عمرية بالاشهر. فلكل منها ميزاتها. هذا فيما تركز على أهمية حليب الأم الذي يبقى المفضل بين مختلف أصناف الحليب ويحتوي على مكونات لا يمكن إيجادها في الحليب المصنّع. فالحليب الطبيعي يحتوي على نسبة أعلى من الكربوهيدرات مقارنة بذاك المتوافر في الاسواق وهو غني باللاكتوز المتوافر بمعدلات أقل في حليب البقر. إضافة إلى غنى الحليب الطبيعي باللاكتوز هو غني بالـoligosacharides المفيدة لصحة الجهاز الهضمي وصمغ الحليب أو الـcolostrum الذي يبدأ إنتاجه قبل ولادة الطفل حتى ويؤمن الغذاء الاساسي للطفل. من هنا أهمية التركيز على الإرضاع بالدرجة الأولى.

في المقابل، يمكن لمعظم الاطفال أن يتناولوا ابتداء من سن السنة حليب البقر دون مشكلة، شرط ألا يعانوا حساسية منه.  فيعتبر حليب البقر مسبباً اساسياً للحساسية من الولادة حتى سن 3 سنوات، من هنا أهمية الحرص على إجراء الفحص المخصص للكشف عن الحساسية ضد حليب البقر CHALLENGE TEST، في حال وجودها. فإذا كان يعانيها يمكن أن يواجه حتى مشكلة في الرضاعة الطبيعية وقد تظهر أعراض كتلك المرتبة بالجهاز التنفسي كالسعال والإكزيما ومشكلات في الجهاز الهضمي كارتداد الطعام والإمساك والإسهال أما في حال وجود المشكلة فيمكن ان يتناول الطفل حليب البقر العادي دون أي مشكلة وان يتم التركيز أيضاً بدائل الحليب التي تشكل مصادر مهمة للكالسيوم.

في حال ظهور أعراض يمكن أن تنتج من الحساسية على الأم المرضعة أن تبدأ بإزالة الأطعمة التي يمكن أن تكون مسببة في غذائها تدريجاً منها الحليب ومشتقاته والبيض أيضاً. ومن المؤكد أنها تحتاج في مثل هذه الحالات إلى مكملات الكالسيوم وفيتامين د. أما الفحص الخاص بالكشف عن الحساسية لدى الطفل فيجرى خلال  4 إلى 6 اسابيع بعد وقف تناول حليب البقر لمدة 15 يوماً. أما إذا كان الرضيع يتناول حليب البقر حصراً، فيستبدل خلال هذه الفترة بالـ Hydrolyzed formulas، وإذا كانت الحساسية حادة فيتناول الحليب المصنّع الذي يحتوي على الأحماض الأمينية.

وبعد هذه الفترة، يمكن أن يبدا الطفل بتناول حليب البقر تدريجاً للتأكد من عدم ظهور أي أعراض. انطلاقاً من ذلك، تشدد بشير على أهمية الرضاعة الطبيعية كتغذية مثلى للأطفال بالدرجة الأولى. أما بالنسبة إلى من يستبدلون الحليب المخصص للفئات العمرية دون سن السنة، فهو خطأ يجب عدم الوقوع فيه اياً كانت الظروف لأن لكل مرحلة عمرية في سن صغيرة الحليب المناسب لها ولا يمكن الاستبدال أو إعطاء الطفل حليب البقر الخاص بالراشدين بسبب وجود خطر الحساسية. فلا يمكن القيام بذلك إلا ابتداءً من سن السنة. وبعد سن الثلاث سنوات فقد يعاني ألأطفال أنواعاً أخرى من الحساسية ضد المكسرات أو السمك، بالتالي يتراجع خطر تعرّضه للحساسية من حليب البقر.

مع الشح في حليب الأطفال في الأسواق، ما البدائل التي يمكن التركيز عليها للطفل كمصادر للكالسيوم؟

مما لا شك فيه أن الأهالي يجدون صعوبات في تأمين الحليب الخاص بأطفالهم نظراً لانقطاعه في الصيدليات والسوبرماركت، ومنهم من اضطر إلى وقفه تماماً في النظام الخاص بالأطفال. وفق ما توضحه بشير من سن 6 أشهر يبدأ الطفل بتناول الطعام الصلب فيمكن البدء في مرحلة ما بالتركيز على الأطعمة الغنية بالكالسيوم بشكل خاص، كمصادر اساسية للكالسيوم كاللبنة والجبنة والبروكولي المسلوق كمصدر ممتاز للكالسيوم وأيضاً اللبن. فعندما يبدأ الطفل بتناول الطعام الصلب يصبح سهلاً التركيز على باقي مصادر الكالسيوم وفيتامين د فهي تناسبه تماماً شرط تقديمها له بالطريقة التي تناسب سنّه. علماً أن أطباء الأطفال يعتبرون انه بعد سن السنة، لا يعود الحليب المصدر الغذائي الوحيد للكالسيوم فلا يعود كافياً لأنه لا يعود يؤمن له كافة احتياجاته الغذائية. فالتنويع الغذائي ضروري عندها وتحقيق التوازن، وإذا لم يكن الحليب متوافراً يمكن التركيز على باقي مصادر الكالسيوم فهي كافية له.

ما حاجات الكالسيوم اليومية للطفل؟

تحتلف الحاجات اليومية للكالسيوم بحسب سن الطفل ومعايير أخرى تؤثر أيضاً. لكن توضح بشير أهمية أن يعتاد الطفل باقي مصادر الكالسيوم بعد سن السنة ليستفيد من كافة الفيتامينات والمعادن، بدلاً من الاعتماد التام على الحليب.

بين عمر السنة والثلاث سنوات: 700 مللغ من الكالسيوم في اليوم (حصتين أو ثلاثاً)

بين عمر الأربع سنوات والثماني سنوات: 1000 مللغ من الكالسيوم (حصتين أو ثلاثاً)

بين عمر التسع سنوات والـ18: 1300 مللغ من الكالسيوم في اليوم (4 حصص)

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم