السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هذه الفئة من اللبنانيين لن تتلقّى سوى جرعة واحدة من فايزر... ومصنع محلّي يتّجه لإنتاج اللَّقاح الروسيّ!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
تلقّي اللَّقاح (تعبيرية).
تلقّي اللَّقاح (تعبيرية).
A+ A-
لم تكن الأسابيع الماضية التي مرّت على لبنان سهلة، فقد حصد عداد الوفيات أرواحاً كثيرة وشهدنا على ارتفاعٍ مخيف لأعداد الإصابات.
 
الإقفال العام خفّف من وطأة هذه الكارثة الصحية، فما وصل إليه لبنان بعد فترة الأعياد تخطّى بمشاهده وقصصه السيناريوهات الأخرى، حتى أكدّ الأطباء أن "السيناريو اللبناني لا يُشبه أي سيناريو آخر".
 
عانت المستشفيات كثيراً بعدما بلغت قدرتها الاستيعابية القصوى، مرضى في غرف طوارئ لأيام قبل إيجاد سرير لهم في العناية أو غرفة مخصصة لمعالجة كورونا، وفيات في المنازل وعلى أبواب المستشفيات، وعدوى منتشرة محلياً.
 
حاولت الدولة اللبنانية تلقف الأمر سريعاً، تمديد الإغلاق مع تدابير صارمة وإذن للخروج سمح في السيطرة على أعداد الإصابات المرتفع، وبعد الفتح الدريجي للبلد، باشر لبنان في حملة التطعيم منذ 6 أيام في ظل انخفاض الأعداد اليومية.
 
تتجه الأنظار اليوم إلى حملات التطعيم التي باشرت بها دول كثيرة، التعويل على المناعة الجماعية (80% من عدد سكان كل دولة) قد يقضي على الفيروس ويقطع الطريق أمام تحوراته.
 
يجري التمسك بهذا الأمل بعد سنة من #جائحة أنهكت العالم بكامله، فهل تنجح حملة التطعيم في تحقيق الهدف المنشود؟
 
لبنان يخطو خطوته الأولى، الدفعة الثانية ستصل بعد يوم، والمفاوضات جارية مع الشركات الأخرى لتأمين دفعات منه، فيما يستورد البعض اللقاح الصيني وقد خصع بعض اللبنانيين إلى التطعيم باللقاح الصيني خارج كنف وزارة الصحة.
 
إذ تسعى بعض الشركات كما رجال الأعمال والأحزاب إلى تأمين اللقاح كمبادرة فردية لا علاقة لها بمساعي وزارة الصحة واللجنة الوطنية للقاح التي لم تعطِ الضوء الأخضر بعد لاستيراد اللقاح الصيني رسمياً.
يوضح رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية للقاح الدكتور عبد الرحمن البزري لـ"النهار العربي" أن الدفعة الثانية من لقاح "فايزر" ستكون 31 ألف جرعة وستصل غداً إلى مطار بيروت عند الرابعة بعد الظهر. علماً أن الدفعة الأولى بلغت 28 ألف جرعة. وعند تسليم الدفعة الثانية، سنعمل على تكثيف عملية التطعيم لتطال 25 مركزاً في مختلف المناطق اللبنانية.
 
 
وفي عملية حسابية، وإذا تمّ تطعيم الأسماء المسجلة على المنصة اليوم نكون قد لقحنا حوالي 22 ألف شخص في لبنان حتى الساعة. وبعد مباشرة عملية التطعيم منذ أيام، شهدت المنصة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المسجلين، خصوصاً بعد حملة التطعيم التي طالت الأطباء والتي بثت الثقة والأمان في نفوس اللبنانيين. ونتيجة ذلك، أصبح الطلب على اللقاح أكثر من العرض، ونأمل تكثيف عملية التطعيم في الأسابيع المقبلة.
 
 
 
أما بالنسبة إلى لقاح أسترازينكا، فسيجتمع الدكتور البزري غداً مع الشركة لمعرفة تاريخ التسليم وكمية الدفعة الأولى وكل ما يتعلق به.
 
فيما تعمل الدولة اللبنانية على تأمين اللقاح الروسي والمفاوضات جارية بين الطرفين. وقد كشف البزري أنه "كخطوة أولى سيقوم وزير الصحة بتلبية الدعوة إلى موسكو وسيؤمن الروس 100 ألف جرعة كهدية للبنان".
 
وأبدى مصنع أدوية لبناني نيته تصنيع اللقاح محلياً. وفي التفاصيل، راجعت هذه الشركة البزري الذي شجعها على هذه الخطوة المهمة. ويقول "ستقوم الشركة بتصنيع اللقاح الروسي بالإضافة إلى دواء الـRemdesivir وهذا سيساعد لبنان على تجنب الدفع بالعملة الصعبة التي نحتاجها لشراء هذا الدواء".
 
وأضاف أنه "بمجرد حصولنا على التقنية تصبح الطريقة سهلة، وتساعد الصناعة المحلية في تأمين جرعات اللقاح أولاً وتعزيز الدورة الاقتصادية الداخلية عوّض الدفع بالعملة الصعبة".
 
وقد علم "النهار العربي" من مصادر موثوقة من مصنع الأدوية أن "هناك مفاوضات يُجريها مع الجانب الروسي وهناك نتائج واعدة وإيجابية في مسألة التصنيع، وما يُشكّل نقطة إيجابية أن المصنع قد حصل على موافقة من وزارة الصحة الروسية منذ عام 2018".
 
في العموم، يمكن للمصنع تصنيع جرعات للقاح الروسي والتي يمكن أن تغطي حاجة السوق اللبناني والأسواق العربية، إذ بإمكانه تصنبع حوالي 50 مليون جرعة.
 
وبالتالي التواصل قائم بين المصنّع اللبناني والجانب الروسي وشركة همالايا، وإذا انتهت الأمور بطريقة إيجابية فستكون خطوة كبيرة وبارقة أمل. والهدف من هذه الخطوة لم يكن من باب تجاري بقدر ما كان حاجة وطنية، خصوصاً بعد الحديث عن استغراق لبنان لنحو عامين للوصول إلى المناعة الجماعية نتيجة تعذر الحصول على الكمية المطلوبة للقاحات. وإذا حصلنا على الموافقة والإذن في التصنيع والموافقة على كل الخطوات، فسنتمكن من تلبية حاجة السوق اللبناني خلال 3 إلى 4 أشهر.
 
جرعة واحدة بدل اثنتين؟
وأشار رئيس اللجنة الوطنية للقاح إلى أن "مصابي كورونا لن يضطروا إلى أخذ جرعتين بل سنكتفي بجرعة واحدة من فايزر لأنه أظهرت الدراسات أن جرعة واحدة تعطي الفعالية المطلوبة. وإذا عتبرنا أن هناك حوالي 200 -300 ألف مصاب في لبنان فهذا يعني توفير 300 ألف جرعة، وبالتالي تلقيح 150 ألف شخص في المقابل بالجرعة الثانية. ونستفيد من هذه الحالة عند الأشخاص الذين أصيبوا منذ 3 أشهر، وستساعدنا هذه الجرعات على تلقيح عدد أكبر من خلال الاستعانة بالجرعة الثانية لتلقيح أشخاص آخرين من ضمن الأولويات".
 
ويختم البزري: "ما يهمنا اليوم هو تطعيم 50-60% من اللبنانيين في بداية الصيف، حتى نحافظ على موسم الاصطياف والسياحة وتحقيق نسبة مناعة جماعية لا بأس بها. وعن الأعراض الجانبية المسجلة حتى الساعة تعتبر بسيطة وخفيفة من حرارة وارتعاشات، ولكن لم يُسجل أي عارض خطير".
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم