الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

Brave Heart... لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون تشوهات خلقية في القلب رغم التحديات ​

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
طوال 17 سنة قد الصندوق الدعم لحوالى 300 عملية طفل في السنة
طوال 17 سنة قد الصندوق الدعم لحوالى 300 عملية طفل في السنة
A+ A-

 

من تاريخ تأسيسه قبل 17 عاماً، يقدّم صندوق Brave Heart المساعدة للأطفال الذي يعانون تشوهات خلقية في القلب ويحتاجون إلى عمليات جراحية تنقذ حياتهم وتسمح لهم بمتابعة حياة طبيعية كباقي الأطفال. حوالى 300 عملية جراحية يدعمها صندوق Brave Heart سنوياً طوال السنوات الماضية، لكن الأزمة التي حلّت بالبلاد والتي بدأت ملامحها تظهر من حوالى سنتين أو ثلاث قد طالت مختلف المجالات والجمعيات ولم يبق أحد بمنأى عن تداعياتها. بحسب ما توضحه رئيسة مجلس الإدارة جومانا غندور لم تبدأ التحديات حديثاً، بل من حوالي 3 سنوات، إلا أن الصعوبات تزيد تدريجاً بشكل ملحوظ فيما تزداد الأمور تعقيداً في البلاد. هذا، فيما تعتبر حياة الأطفال على المحك. فكيف لـBrave Heart أن تنهار إذا كان وجودها أساسياً لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال؟

شيئاً فشيئاً، بدأت معدلات التبرعات والمساهمات بمختلف أشكالها تتراجع من حوالى 3 سنوات فيما راحت الاحتياجات تزدادد، كما أصبح معروفاً، وفق ما توضحه غندور في حديثها. فكان واضحاً أن الأمور تتجه نحو الأسوأ، حتى إن بعض رعاة الأنشطة الذين كانوا يساهمون في جوانب مختلفة وفق مجال اختصاصهم، تراجعوا وأصبح من الصعب تأمين هذا النوع من الدعم. "نعرف أن أوضاع الكل صعبة والأزمة تطال الكل وكلّنا نعاني معاً. لكن نعرف أنه بالنسبة لنا كجمعيات تزداد التحديات والصعوبات لمساعدة الأطفال الذين يعتمدون علينا ولا ملجأ آخر لهم".

بعد انفجار المرفأ، كما بالنسبة إلى مختلف الجمعيات التي تعنى بمجالات غير تلك التي اعتُبرت من الأولويات في تلك المرحلة، تراجع صندوق Brave Heart وابتعد عن الواجهة. فكانت التبرعات تتجه عندها بشكل أساسي إلى الإعمار والقطاع الصحي ولتأمين الحاجيات الغذائية لمن تضرروا في الانفجار. لكن اليوم، يبدو الوضع مختلفاًـ فيما تزيد الأمور سوءاً وتصبح الأزمة أكثر عمقاً بعد، ما يدعو الجمعية إلى إطلاق صرخة لاعتبار أن انهيارها غير ممكن أياً كانت الظروف حفاظاً على حياة هؤلاء الأطفال الذين يعوّل أهلهم عليها لإنقاذهم. تشير غندور إلى أن مرحلة الإعمار قطعت شوطاً مهماً، وكان من الممكن تخطيها بفضل الجهود الجبارة التي بذلت، لكن اليوم تعود صرخة الجمعيات في هذا القطاع إلى الواجهة لأن التهاون غير ممكن في هذا المجال. هذا وعلى الرغم من أن انتشار الوباء شكل عائقاً إضافياً بحيث منع إقامة الانشطة المعتادة لتمويل الصندوق، لكن في الوقت نفسه حال دون إجراء الجراحات غير الطارئة للأطفال. فطوال العام الماضي لم تُجر إلا الجراحات الطارئة التي لا يمكن ها الانتظار وإضاعة الوقت فيها، ما خفف في الواقع من الأعباء على الصندوق. لكن مع إعادة فتح البلد، من المتوقع أن يتقدّم عشرات الأطفال الذين انتظروا طويلاً وتم تأجيل عملياتهم ليجروها الآن، مع كل الضغط الاقتصادي والأعباء سواء على Brave Heart أو على الناس عامةً الذين يؤدي الوضع الاقتصادي المتردي إلى ازدياد احتياجاتهم حكماً وتراجع إمكاناته المادية وبالتالي ارتفاع معدلات الدعم الذي يحتاجون إليه.

تجدر الإشارة إلى أن صندوق Brave Heart يؤمن المساعدة المالية لعملية طفل يحتاجها، فيتولى تغطية مصاريف العملية المتبقية من تغطية وزارة الصحة والتي تتكفّل بنسبة معينة منها. وبحسب غندور فإن معدل التكاليف التي يغطيها الصندوق لعملية طفل هي 5000 دولار أميركي تقريباً، فمنها ما قد تكون كلفتها أقل ومنها ما قد تكون أكثر. لكن اياً كانت الظروف تشدد على انه لا يمكن للجمعية إلا أن تساعد كل طفل وتنقذ حياته. فبغياب هذه المساعدة، قد يخسر الطفل حياته. التحديات كثيرة اليوم مع الأزمة الاقتصادية وانعدام النشاطات بسبب كورونا، فيبدو الممولون الكبار والمغتربون وحتى من يدعمون الجمعية بالحد الأدنى ممن يعوّل عليهم لنستمر ونتابع تقديم الدعم للأطفال. فكل مساعدة مهما كانت بسيطة تساهم في إنقاذ روح طفل.

فنسبة نجاح العملية تصل إلى 98 في المئة، بما يوازي معدلات النجاح في كبرى مستشفيات نيويورك لمعالجة تشوهات القلب الخلقية. وبالتالي من المؤسف أن يخسر طفل حياته لأسباب مادية ليس إلا. فأي مساعدة يمكن أن تحدث فارقاً أياً كان نوعها، ولو حتى بدعم الحملات التي تقيمها الجمعية لمساعدة حالة معينة من وقت إلى آخر أو في تقديم الدعم لها في ما تقوم به من تعاون مع كفاءات لبنانية شابة بحيث يكون الدعم متبادلاً فيباع نتاج عملهم وفي الوقت نفسه تساهم الجمعية في دعمهم حتى لا يغادروا البلد، فيما تستفيد الجمعية من إنتاجهم وقدرتهم الإبداعية فتقوم ببيع المنتجات وتستفيد من الأرباح للمساهمة في الجراحات التي يحتاجها الأطفال. ففي ظل التحديات الكثيرة التي تواجهها البلاد، يبقى التضامن وتضافر الجهود السلاح الذي يبقى متاحاً للوصول إلى برّ الأمان.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم