الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تطعيم 21800 لبناني يومياً لتحقيق التغطية اللقاحية المرغوبة في نهاية السنة... "نحن أمام سيناريوين"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
متى نصل إلى برّ الأمان في لبنان؟
متى نصل إلى برّ الأمان في لبنان؟
A+ A-
يبدو واضحاً انخفاض المؤشرات الوبائية في لبنان، على الرغم من بطء عملية التلقيح. لا يمكن انكار أو تجاهل هذه البيانات الصادرة يومياً والتي تُشكّل ركيز أساسية في المسار الوبائي والسيناريوات المنتظرة والمختلفة التي تنتظر لبنان.
 
التحدي كبير، والتعويل على الشهرين المقبلين لتسريع عملية التطعيم نتيجة تأمين كميات كبيرة من اللقاحات سيرسم النهاية التي سنصل إليها. لكن التلقيح وحده لا يكفي، نحتاج في المقابل إلى الالتزام بالتدابير الوقائية للوصول إلى برّ الأمان، وعدم الوقوع في خطأ دول أخرى وآخرها الهند.
 
نسمع مؤخراً بأن صيف لبنان الوبائي قد يكون شبه طبيعي، العودة إلى الحياة ما قبل كورونا لم تعد بعيدة المنال. فهل حقاً سنكون في وضع آمن؟
 
تشرح الأستاذة الباحثة المساعدة في دائرة علوم الوبائيات والصحة السكانية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة غنى ممتاز لـ"النهار" أنه "لا يخفى على أحد الانخفاض الملحوظ في المؤشرات الوبائية والذي يعود إلى عوامل عدة أهمها تحقيق مناعة مجتمعية لا بأس بها نتيجة الاصابة بالفيروس، والتي تُقدر حسب دراسة أعدتها الجامعة بـ40% (أظهرت تعرض حوالى 40% من السكان للاصابة السابقة حتى شهر نيسان)، بالإضافة إلى إجراءات الوقاية كالتباعد الاجتماعي والتدابير الأخرى في بعض القطاعات والتي تؤكد عدم العودة إلى الحياة بشكل طبيعي.
 
إذاً، يُشكّل هذان العاملان (تطبيق الإجراءات نسبياً والمناعة المكتسبة نتيجة الإصابة) ركيزة أساسية للتخفيف من انتشار الوباء.
 
 
لكن هل هذا يعني أننا في وضع آمن؟
تؤكد ممتاز أنه "صحيح أن هذه المناعة المكتسبة جيدة إلا أنها ليست كافية لتمنع حدوث موجة وبائية قاسية في حال التخفيف من إجراءات الوقاية من جهة، ودخول أحد المتحورات الجديدة من جهة أخرى. ويعتبر هذا السيناريو وارداً ومحتملاً، وحاولنا عبره محاكاة الواقع، أي في حال رفعنا الإجراءات تدريجياً حتى شهر  آب، ودخول أي من المتحورات الجديدة، نرسم سيناريو تقديريّاً يكشف ما نحن مقبلون عليه من خلال تطوير مركز ترشيد السياسات نموذجاً علمياً يحاكي السيناريوات."
 
وبالتالي، السيناريو الأكثر محاكاة للواقع يقضي بتخفيف القيود في الصيف وعدم إلتزام الناس بالإرشادات والتدابير الوقائية. دون أن ننسى ما يعكسه انخفاض الإصابات على الشعور بالأمان المزيف والخاطئ. كذلك وجود المتحورات الجديدة في دول عدة (فرنسا وبريطانيا سجلتا إصابات بالمتحور الهندي وقطر تعاني من موجة وبائية كبيرة بمتحور جنوب افريقيا برغم من المناعة الجيدة لديها)، بالإضافة إلى غياب الالتزام الجدي للقادمين إلى لبنان، سيزيد من مخاطر الانتشار الوبائي.
 
 
وإزاء هذا الواقع، تشدد ممتاز على أن خطر "دخول أي من هذه المتحورات الجديدة في ظل تخفيف الإجراءات في الصيف، يعني أننا أمام سيناريو سيئ وموجة جديدة وقاسية. ولكن يبقى أن نعرف أن التطعيم سيساعد في التخفيف من وطأة هذه الموجة. وبالعودة إلى حملة التطعيم، هناك حوالى 6% من اللبنانيين حصلوا على جرعتين و4% على جرعة واحدة من اللقاح. وعليه لا يمكن لهذه النسبة أن تقف حاجزاً أمام حدوث موجة ثانية. لذلك نحن بحاجة إلى تسريع عملية التطعيم قبل حدوث أي موجة، وتأمين أكبر تغطية لحملة التلقيح في أسرع وقت ممكن".
 
إذاً، وتيرة التطعيم كما هي اليوم لن توصلنا إلى المناعة الجماعية والتغطية وهما الهدف التي نطمح إليه وهو 80%.
 
وعن النسبة التي يجب تطعيمها للوصول إلى مناعة مجتمعية كافية قبل نهاية السنة، توضح ممتاز أن "في عملية بسيطة ورياضية يمكن الحصول على رقم تقريبي. في حال اعتبرنا أن عدد السكان الحالي في لبنان يقارب 6.8 ملايين شخص وفق تقدير الأمم المتحدة، علينا تطعيم حوالى 21800 شخص يومياً ابتداءً من الغد لتحقيق نسبة تغطية اللقاح المرغوبة و المقدرة بـ 80% قبل نهاية السنة. (دون أن ننسى 5% من الملحقين).
 
مضيفةً "تلعب بعض العوامل مثل التأخر في تسليم كمية اللقاحات ووصولها، دوراً في عملية التطعيم، ومع ذلك يُعول المعنيون على قدوم كميات كبيرة من اللقاح في الشهرين المقبلين. صحيح أنه يصعب التحكم في كل الأمور، فبعض المشاكل تكون انتاجية وتتعلق بالشركات نفسها وقدرتها على تلبية الطلب العالمي، لكن في المقابل، يمكن للسلطات المعنية اتباعُ استراتيجيات تساعد على الاستفادة القصوى من الجرعات الموجودة في لبنان والوصول لأكبر عدد ممكن من السكان."

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم