السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"400 جرعة يومية من لقاح "فايزر" في كل مركز"... لبنان أمام تحدٍ جديد منذ نهار الأحد!

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
وصول اول دفعة من لقاح فايزر غداً إلى لبنان.
وصول اول دفعة من لقاح فايزر غداً إلى لبنان.
A+ A-
يترقب اللبنانيون وصول أول دفعة من لقاح "فايزر" الذي سيصل غداً ويتم توزيعه وتسليمه إلى مراكز التطعيم في لبنان وعلى رأسها مستشفى الحريري الجامعي. وبرغم من عدم تجاوز عدد المسجلين في المنصة الوطنية للقاح 500 ألف شخص، إلا أن التعويل سيكون على ما بعد المرحلة الأولى من تلقي اللقاح ومرحلة المراقبة والمتابعة التي ستبث الثقة في نفوس الكثيرين.
 
هذا التحدي الجوهري وما سيرافقه من خطوات فعالة وعلمية لن يكون سهلاً، تحديات كبيرة ستكون أمامنا، وفي ظل موجة الاعتراضات التي رافقت قصة "وصول 5 آلاف لقاح من قبل مراجع سياسية وحزبية"، إلا أن الخوف الأكبر يتمثل في الفوضى التي قد يحدثها الأمر على أرض الواقع، واستقدام اللقاحات دون إشراف وزارة الصحة. صحيح أن وزارة الصحة نفت الموضوع، إلا أن مصادر كثيرة تؤكد صحة هذا الخبر. حتى إن البعض أشار إلى قدرة بعض رجال الأعمال والنافذين على استقدام اللقاح الصيني كهبة، إلا أن وزارة الصحة رفضت ذلك. وفي هذا الإطار، عُلم أن "وزارة الصحة رفضت اللقاح الصيني نتيجة رفض الشركة تسليم البيانات العلمية للتجارب كما حصل مع اللقاح الروسي، وطالما هناك مماطلة ورفض لا يمكن الموافقة على استقدامه إلى لبنان". علماً أن هناك بعض الشخصيات قد حصلت عليه نتيجة سفرها إلى دول مجاورة ومن ثم عودتها إلى لبنان".
 
غداً سيتسلم لبنان أول دفعة من لقاح فايزر، فكيف هي التحضيرات؟
يتحدث رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح الدكتور عبد الرحمن البزري قائلاً: "كما بات معلوماً ستصل أول دفعة لقاحات غداً ويوم الأحد ستبدأ الحملة احتفالياً في مركز واحد وهو مستشفى الحريري ليتبعها نهار الإثنين والثلثاء بدء التطعيم في المراكز الأخرى.
 
في المرحلة الأولى سيتمّ العمل في 18 مركزاً موزعة بين بيروت وجبل لبنان والنبطية والبقاع والشمال والجنوب لتُستكمل في المرحلة الثانية بافتتاح المراكز الأخرى تباعاً. وكل شيء يسير وفق الخطة التي وضعناها، وسيكون في كل مركز عاملون صحيون من أطباء وممرضين وإداريين لمراقبة ومتابعة كل شخص بعد تلقيه اللقاح".
 
وستشمل المرحلة الأولى "تطعيم الطواقم الطبية والمسنين، لتتوسّع تدريجياً إلى القطاعات التي شملت ضمن الأولوية. علماً أنه حتى في الطواقم الطبية هناك أولويات خصوصاً لمن هم في خط الدفاع الأول مع كورونا".
 
وليس خافياً على أحد أن هناك جهات حزبية وسياسية استقدمت اللقاح ولكن ليس لقاح فايزر لإعطائه لجماعاتها. ولكن هذه الضجة التي شهدناها حول هذا الموضوع، لم نر نفس الاستجهان بمسألة الأشخاص الذين سافروا لتلقي اللقاح وعادوا إلى لبنان.
وفي الختام، يشدد البرزي على أننا "سنراقب عملية التطعيم وفق المخطط لها، وسيكون هناك خطة ب وغيرها عند أي طارئ. نحن مجهزون ونأمل أن يزيد عدد المسجلين على المنصة أكثر بعد أول مرحلة تطعيم".
 


في المقابل، يؤكد رئيس اللجنة الصحية النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ"النهار" أنه "سيكون هناك 400 جرعة في كل مركز، وسيتلقى المسجلون على المنصة تاريخ وتوقيت دورهم في الحصول على الجرعة الأولى من فايزر. لكن الدفعة الأولى التي ستصل إلى لبنان ستوزع في المرحلة الأولى على قسم من هذه المراكز لتتوسع فيما بعد لتشمل الـ50 مركزاً المتواجدة في مختلف المناطق اللبنانية في المراحل المقبلة. كما سيتابع مقدمو الرعاية في كل مركز حالات الأشخاص الذين تلقوا اللقاح للتأكد من عدم حدوث أي آثار جانبية.
 
هل يخضع الرؤوساء الثلاثة للتطعيم غداً؟

أما بالنسبة إلى تلقي الرؤساء الثلاثة اللقاح أولاً، يشير عراجي إلى أنه "لم يسمع بالموضوع إلا من وزير الصحة فقط وليس من مصادر أخرى، وربما يعود سبب هذه الخطوة إلى تشجيع الناس على تلقي اللقاح كما حصل في دول عدة".
 
كذلك يشرح عراجي: "حتى الساعة سُجل نحو 500 ألف شخص في المنصة الوطنية للقاح، وهذا العدد يعكس أولاً خوف اللبنانيين من كل شيء جديد، ويفضل قسم منهم التريث قليلاً لمراقبة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح وضمان عدم حدوث أي آثار جانبية. وهذا ما حصل أيضاً في أميركا حيث بلغ عدد الأشخاص الذين يريدون تلقي اللقاح في المرحلة الأولى 48% مقابل 52% يرفضون اللقاح. أما اليوم ينتظر الأميركيون دورهم لساعات بهدف الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح. دائماً تكون البداية صعبة ويشوبها الخوف ولكن ستشجع الناس في المرحلة القادمة بعد التأكد من مأمونية وسلامة اللقاح".
 
كذلك هناك بعض اللبنانيين الذين لا يثقون بالدولة، ويريدون مراقبة عملية التطعيم بكل شفافية ووضوح. وعليه، سيُشكّل لجنة دولية مستقلة لمراقبة عملية التلقيح لأن البنك الدولي هو من دفع ثمن اللقاحات، وبالتالي سيكون هناك لجنتان لمراقبة عملية التطعيم وضمان الشفافية وعدم المحسوبيات. ويجب محاسبة وتصحيح أي خطأ أو ثغرة قد تُسجل أثناء حملة التطعيم. وسيكون هناك مواكبة في كل المراحل سواء من اللجنة الوطنية للقاح أو اللجنة الصحية النيابية ووزارة الصحة، وسنجري تقييماً ونعرف كل ما يجري على أرض الواقع.
 
65 ألف شخص في القطاع الطبي

وأضاف: "لقد سجلت اسمي في نقابة الأطباء وسأنتظر دوري مثلي مثل الآخرين. ويُسجل الطواقم الطبية أسماءهم إما عبر النقابة أو في المستشفيات التي يعملون فيها. ويبلغ عددهم حوالى 55 ألف شخص من الرعاية الصحية ويُشكّلون الفئة الأولى والأساسية لتلقي اللقاح، يليهم 10 آلاف شخص الذين سيتلقون اللقاح في مرحلة لاحقة لأنهم ليسوا من خط الدفاع الأول مع كورونا. في المجموع يكون هناك حوالى 65 ألف شخص من أطباء وممرضين وإداريين في المستشفيات والقطاع الطبي، أي ما يوازي 0.8% من عدد السكان".
 
أما عن المرحلة الثانية والفئة التي ستتلقى اللقاح خصوصاً في ظل الحديث عن جعل القطاع التربوي من الفئات الرئيسية التي يجب تطعيمها، يشدد عراجي على أن "وزير التربية تحدث في هذا الموضوع، حيث أشار إلى أنه استناداً إلى المعايير اللبنانية من المفترض أن يكون التلامذة والطلاب والأساتذة في المرحلة المتقدمة من التلقيح. كما تحدث رئيس الجامعة اللبنانية عن قدرة الجامعة على استقدام اللقاح وتوفيره لأساتذة الجامعة وطلابها.
 
وإزاء هذه المعطيات، أشجع على هذه المبادرات الفردية والشخصية التي تُسرع في عملية التطعيم للوصول إلى المناعة المجتمعية (80%) شرط أن تكون تحت إشراف ومظلة وزارة الصحة. ولكن من المهم استقدام اللقاحات من الدول التي تعتبر مرجعية، وقد حصل اللقاح على الموافقة للاستخدام الطارئ. في حين سيتم وضع آلية مستحدثة من وزارة الصحة لإعطاء الموافقة لدول غير المرجعية ولم تحصل بعد على موافقة منظمة الصحة العالمية شرط تقديم البيانات العلمية لهذا اللقاح للموافقة عليه، كما حصل مؤخراً مع اللقاح الروسي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم