الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

انخفاض حاد في درجات الحرارة الأسبوع المقبل... هل يؤثر ذلك على انتشار كورونا؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
قد ينتشر الفيروس أكثر في الطقس البارد بسبب تغيير سلوكيات الناس ايضاً
قد ينتشر الفيروس أكثر في الطقس البارد بسبب تغيير سلوكيات الناس ايضاً
A+ A-

 من أشهر عديدة ترقّب الخبراء قدوم فصل الصيف علّ ذلك يحد من انتشار فيروس كورونا. وإذا كان الفيروس لم يختفِ كما تصوّر البعض، إلا أنه كان ممكناً السيطرة عليه في العديد من الدول في تلك الفترة. في المقابل، زاد التخوّف من قدوم موسم الشتاء حي تنخفض درجات الحرارة، خصوصاً أن ذلك يترافق مع قدوم موسم الانفلونزا ما يشكّل تهديداً إضافياً في ظل انتشار الوباء. من المتوقع أن نشهد انخفاضاً حاداً في درجات الحرارة في الأسبوع المقبل، فهل للمناخ والطقس البارد تأثير فعلاً على الفيروس ومعدل انتشاره كما له تأثير على فيروس الانفلونزا؟

 

يؤكد الخبراء، بحسب ما ورد في Doctissimo أن الفيروسات التنفسية تعيش بشكل أفضل مع انخفاض الحرارة. فتبدو هذه الظروف الملائمة لها لتتكاثر وتعيش لوقت أطول. ففي هذه الظروف التي تزداد فيها البرودة ويبدو المحيط أكثر رطوبة، هي تعيش أكثر على الأسطح الجامدة وأيضاً على اليدين إذا ما تلوّثت بها. لكن في الوقت نفسه، قد لا يكون هذا السبب الوحيد إنما أيضاً إن سلوكيات الناس تتغيّر في هذا الموسم مع انخفاض درجات الحرارة. فيبدو واضحاً أننا نميل أكثر إلى الوجود في المنازل التي تكون مقفلة عادةً وتتراجع تالياً معدلات التهوئة الطبيعية فيها. هذا بالإضافة إلى أن المخالطة الاجتماعية قد تزيد عامةً في ظل انعدام التهوئة أيضاً في اماكن مغلقة. هذه العوامل كلّها تجتمع في الطقس البارد، ويمكن أن يكون لها كلّها تأثير على الفيروس ومعدل انتشاره. حتى أنه ثمة تغيير في جهاز المناعة في هذه الفترة ما له تأثير إضافي.

 

 

في دراسة جديدة نُشرت في صحيفة medRxiv2 تبين جود علاقة مهمة ما بين المناخ ومعدل انتشار فيروس كورونا. فقد تبين انه دون الـ 10 درجات مئوية ينتج من كل انخفاض بدرجة حرارة واحدة ارتفاع بمعدل 0,16 في معدل انتشار الفيروس وتكاثره. من هنا أهمية التقيد بإجراءات وقاية صارمة في فصل الشتاء إلى حين قدوم فصل الربيع وبدء ارتفاع درجات الحرارة والتقيد بمبدأ التباعد الاجتماعي والحرص على استخدام الكمامة والحد من المخالطة الاجتماعية تجنباً لموجة ثالثة للوباء.

في المقابل، يشير احد الخبراء إلى ان الظروف تختلف هنا في أيام البرد الشديد. فالشروط المثلى لانتشار الفيروس هي في معدل 8 درجات مئوية. أما دون هذا المعدل، فالرذاذ الذي يخرج من الفم والذي قد يكون ملوثاً بالفيروس، فيتجمّد أيضاً ويسقط أرضاً فلا يدعو للخوف عندها.

بحسب مدير وحدة الفيروس والمناعة في Institut Pasteur أوليفييه شوارتز يُلاحظ أن معدل انتشار فيروس كورونا في البلاد الدافئة ومعدل الإصابات يبقى منخفضاً. فإذا كان ارتفاع درجات الحرارة قد لا يؤدي إلى انتهاء الوباء حكماً بين ليلة وضحاها، إلا أنه قد يساعد على الحد من انتشار الفيروس. وهذا ما كانت قد أكدته سابقاً الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا، فقد أظهرت دراسات عديدة ان ارتفاع الحرارة والرطوبة، من العوامل التي تؤثر سلباً على معدل عيش الفيروس فيحد بالتالي من عدد الإصابات ومعدل الانتشار. فقد تبين أن الزيادة في درجات الحرارة بمعدل درجة واحدة يرتبط بانخفاض بنسبة 3,1 في المئة في معدل الإصابات الجديدة ومعدل الوفيات بنسبة 1,2 في المئة.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم