الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أسبوعان وتعلن انتصارها على السرطان... ابنة الـ12 عاماً "قساوة الإبرة كانت أقوى عليّ من معرفتي بالمرض"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
ماجدة ياسمين (النهار)
ماجدة ياسمين (النهار)
A+ A-
 تجلس ابنة الـ12 عاماً في الغرفة التي يطغى عليها اللون الأصفر والأخضر، ألوان الحياة في وجه المرض الخبيث. في إحدى الزوايا، تجلس ماجدة ياسمين منتظرة دورها في تلقي العلاج ضد سرطان الدم، أفكارها تحاصرها، لم يتبقَ أمامها سوى أسبوعين قبل أن تعلن رسمياً أنها انتصرت على "سرطانها".

3 سنوات من المعركة والنضال، 3 سنوات من طفولة ممزوجة بالألم والخوف والصبر، كان عليها أن تتحلى بالإيمان والقوة ونجحت! بصوتها الخافت والخجول تُشاركنا ماجدة قصتها بتفاصيلها المروية ببساطتها في اليوم العالمي للسرطان، ومن قال إن الأولاد لا يكبرون قبل أوانهم؟!

بدأ كل شيء عندما عانت ماجدة في التاسعة من عمرها حرارة مرتفعة وألماً في الساق دفعت عائلتها إلى إجراء فحوص دم. تقول لـ"النهار" بعد صدور النتائج توجهنا بسرعة إلى المستشفى، وهناك سمعت للمرة الأولى بالسرطان. لم أكن أعرف عن هذا المرض، ولكن عندما رأيتُ والديّ حزينين، حزنتُ أيضاً".
 

لا تتذكر ماجدة كيف تلقت الخبر، وكأنها كانت تحمي نفسها من هذه اللحظة، كانت تشعر أن هناك شيئاً ما خصوصاً بعدما شاهدت والديها حزينين.

تتذكر ماجدة كلام والديها "هذا المرض مشواره طويل ولكن لا تخافي ستنجحين في تخطيه. ولأنني أثق بكلامهما، لم أفكر سوى بإنهاء هذا العلاج وتخطي هذه المرحلة.
 
 

قساوة أن تعرف بأنك مصاب بسرطان تبدو أخف وطأة عند الأطفال مقارنة برحلة العلاج التي تكون بالنسبة لهم أشد قسوة وألماً. قد لا تتذكر ماجدة كيف تلقت خبر اصابتها بسرطان الدم، إلا أنه يستحيل عليها أن تنسى تلك الإبرة التي تُحدثني عنها وتتذكرها جيداً "يوجد إبرة تؤلم كثيراً، وكان عليّ أن أتحملها كل أسبوع على مدة 20 أسبوعاً. كانت أصعب شيء واجهته، ولا يمكن أن أنساها. كما كان يزعجني أيضاً تناول دواء كان يؤلم عظامي ويجعلني غير مرتاحة".

مقابل هذا الوجع والذكريات الأليمة كما المضحكة، تؤكد ماجدة أن أفضل خبر سمعته "أنه بعد أسبوعين سأنهي رحلة علاجي وسأعلن رسمياً انتصاري على السرطان. هذا الانتصار ستحتفل به مع والديّ، وقد قال لي والدي إنني سأذهب معه لانتقاء هديتي التي أتوق إليها
 
وأتمنى الحصول عليها. وأنا متحمسة لهذا النهار وأتمنى أن أشتري "الآيباد" هذه الشاشة التي ستنقلني إلى عالم أكثر انفتاحاً ومرحاً."
لدى ماجدة الكثير من الأحلام، لم تحسم بعد خيارها فيما ستصبح عليه في المستقبل، ما زالت صغيرة ومع ذلك هي تحلم بكل فرح. الإبتسامة لا تفارقها طوال الوقت برغم من أن الكمامة تخفيها إلا أن وقعها مسموع ويضفي أملاً وفرحة لا يمكن حتى لهذه الكمامة أن تُخفيها.
 

وتتوجه ماجدة إلى كل الأطفال الذين يخوضون معركتهم مع السرطان قائلة: "صح أنو هوي صعب، إلا أن الأكيد أنكم ستتخطون هذه المرحلة وكل شيء له حل. تعرف أن ما تسمعه في الأخبار حول انقطاع الأدوية مقلق، إلا أنها على ثقة أن المركز يعمل ليلاً ونهاراً لتأمين الأدوية والعلاجات الضرورية ولا أخاف من هذا الموضوع"، ومع ذلك تصف ابنة الـ12 عاماً ما يجري في لبنان "بالحرام يلي عم بصير بس".

تحارب ماجدة مع سرطان الدم منذ 3 أعوام، هي التي أخبرت الجميع بمرضها وقد ساعدها أصدقاؤها ومحيطها في تخطي كل المعوقات والصعوبات في رحلة العلاج تلك. تعترف "نحن لا نتحدث كثيراً عن الموضوع لكنهم يعرفون بإصابتي. وقد ساعدتني وسائل التواصل على ابقاء المسافة قريبة منهم عندما اضطر للتغيب، الحديث معهم كان يخفف عني ثقل الوقت".
 

اختبرت ماجدة قساوة انفجار 4 آب هي التي تسكن في بيروت، كان دوي الانفجار قوياً ومحفوراً في ذاكرتها التي جسدتها في رسم تعبيري. تقول "لقد كان الصوت قوياً ورسمت ما تخيلته والدمار، ولكن برغم صعوبة هذا اليوم إلا أنني على ثقة أن بيروت ستنهض من هذا الدمار كما انتصرت على السرطان".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم