السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

2.17% نسبة التطعيم في لبنان... وزارة الصحة دفعت مقابل 7 ملايين جرعة، والمناعة المجتمعية بعد سنة؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
من حملة تطعيم المضيفات في "الميدل إيست" (نبيل اسماعيل).
من حملة تطعيم المضيفات في "الميدل إيست" (نبيل اسماعيل).
A+ A-

يبدو واضحاً أن الشرخ والتجزيئات التي نشهدها في وزارة الصحة واللجنة الوطنية لكورونا يطرح تساؤلات كثيرة. وما كان في الخفاء ظهر إلى العلن على الرغم من النفي والمراوحة في تخفيف من وطأة الإختلاف. إلا ان ما يجري من تعدد لجان ومسؤوليات ليست المشكلة الوحيدة، فعدم وصول كميات كافية من اللقاحات تبقى العقدة الأكبر في ظل ارتفاع الإصابات والوفيات.
 
التعويل اليوم على كميات اللقاحات التي ستصل تباعاً في الأشهر المقبلة في حال صدقت الشركات في تسليم الكمية المتفق عليها.
 
وقد دفعت وزارة الصحة مقابل الحصول على 7 ملايين لقاح لثلاثة ملايين و500 ألف لبناني، ووفق الكميات المستوردة التي سنحصل عليها إضافة إلى مليون جرعة من القطاع الخاص نصل إلى مناعة مجتمعية بعد سنة، شرط أن تصدق الشركات في تسليمها الكميات وعدم إخلالها بالاتفاق كما حصل أخيراً مع لقاح أسترازينكا حيث كان من المفروض تسلم 130 ألف جرعة، في حين حصلنا على 30 ألفاً فقط.
 
صحيح أن نسبة المسجلين على المنصة ما زالت خجولة ولم تتخطَّ المليون و200 ألف شخص، إلا أن الكميات التي ستصل تباعاً من أكثر من شركة واشراك القطاع الخاص في عملية التلقيح من شانها أن تزيد من نسبة الملقحين في لبنان. ومن المتوقع أن يُلقح المسجلون على المنصة خلال فترة لا تتعدى الثلاثة أشهر كحد أقصى.
 
التقصير في التوزيع ليس المشكلة الوحيدة، فهذه المشكلة تعانيها كل الدول وليس لبنان. إلا أن تعدد اللجان داخلياً يُسيء للمشروع الوطني للتلقيح، وما يبدو ظاهراً من دورها التنفيذي يناقضه في الباطن في الحدّ بطريقة أو بأخرى من صلاحيات اللجنة الوطنية.
 
تشكيل هذه اللجنة وانطلاق حملة التطعيم في القطاع التربوي قابلهما مقاطعة من رئيس اللجنة الوطنية للقاحات الدكتور عبد الرحمن البزري. وعلى الرغم من معالجة التحفظ الذي أشعل شرارة امتعاض هذه اللجنة، إلا أن سبب تشكيل لجنة موازية ليس مقنعاً.
 
برأي البزري أن "هدف تشكيل لجنة جديدة جاء بهدف مراقبة عملية التلقيح في المراكز، وكانت نقطة الخلاف الرئيسية أن هذه المهمة يقوم بها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر اللذان يرفعان تقارير إلى اللجنة الوزارية ولجنة اللقاحات. أما التحفظ الأساسي فكان في البند الثاني الذي ينص على اعطاء صلاحية في تغيير الخطة إلا أن هذا الموضوع حُسم ولم يعد هناك من تغيير في الخطة وستقوم اللجنة برفع تقرير إلى الوزارة التي ستناقشها مع لجنتنا".
 
وفي العودة إلى اللقاحات التي ستصلنا تباعاً خلال هذين الشهرين، يؤكد البرزي أن "المشكلة الأكبر تكمن في عدم وصول كميات كبيرة من اللقاحات، إلا أننا نأمل في هذين الشهرين في الحصول عليها مما سيخفف من بطء عملية التطعيم نتيجة الشُح الكبير في الجرعات.
 
وفي التفاصيل، سيستلم لبنان دفعة جديدة من فايزر قدرها 50 ألف جرعة، وما يهمنا اليوم أن تصدق أسترازينكا معنا بتسليم الكميات المطلوبة. كما نتابع المستجدات المتعلقة بلقاح أسترازينكا وسندرس الملف وعلى أساسه سنتخذ الإجراءات المطلوبة مع وزارة الصحة في حال ظهور أي نتيجة جديدة".
في حين يعتبر اللقاح الصيني فعالاً لمن هم دون الـ60 وكلما كان المتلقي صغيراً في السن أعطى فعالية أفضل. لذلك سمحنا باستخدامه لمن هم دون الـ60 ولا يعانون من أمراض مزمنة، وستصل كمية منه للجيش اللبناني وهبة لوزارة الصحة".
 
أما بالنسبة إلى شهادة التطعيم باللقاح الروسي لكونه لم يحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يشير البرزي إلى أن الدولة اللبنانية تعطي الشهادة في حال كانت الإجراءات معها حتى لو لم يحصل على موافقة من FDA.
 
وعن تخوف البعض من موجة ثالثة في لبنان في شهر تموز، يشدد رئيس اللجنة الطونية للقاحات على أننا "نراقب اليوم العاملين الصحيين الذين عانوا من مشكلة مناعية عالية نتيجة تعرضهم للفيروس، وفي حال انخفضت نسبة الإصابة في صفوف هذه الفئة هذا يعني أن اللقاح أظهر فعاليته. ولقد وجدنا غياب اصابات خلال اليومين الأخيرين عند العاملين الصحيين، وهذه مؤشرات إيجابية".
 
ومما يعوّل عليه المسؤولون اليوم في ملف التطعيم أن نلقح حوالى 800 ألف إلى مليون جرعة، وعند تأمين نسبة مناعة جيدة ورفع منسوب المناعة المجتمعية، عندها يمكن التحرك أكثر من الناحية الإقتصادية وإنعاش القطاع.

في المقابل، يشرح مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية النائب الدكتور وليد خوري لـ"النهار" أن بدء عملية التطعيم في المراكز كشفت بعض الثغرات والنواقص التي لم تحددها خطة التلقيح لأنها تفصيلية، برغم من أن خطة التطعيم التي وُضعت جيدة جداً. إلا أنه على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، من له الحق من الأشخاص الذين يعانون من إعاقة او مشاكل صحية الحصول على اللقاح، ومن هي الجهة المخولة للبحث في الحالات الاستثنائية مثل مريض ثلاثيني يخضع للعلاج الكيميائي.
 
كل العاملين في القطاع الصحي أولوية خصوصاً الذين هم في احتكاك مع المرضى ومن ثم العاملين الصحيين في المستشفى ومن بينهم العاملون في قسم التصوير الشعاعي والمختبرات لأنهم في احتكاك مع مرضى كورونا. إلا أن الخطة لم تشمل الأشخاص العاملين في المختبرات الخاصة والذين لم يلقحوا بعد. وكذلك الأمر بالنسبة إلى مساعدة طبيب الأسنان مثلاً حيث تلقى الأخير اللقاح في حين لم تشمل الخطة المساعدة. ولا يمكن ملاحظة هذه الأمور إلا عند التطبيق".
 
وعن كمية اللقاحات التي ستصل إلى لبنان في الأشهر المقبلة، يؤكد خوري أننا "سنحصل على 400 ألف جرعة من لقاح فايزر ستصل تباعاً حتى شهر حزيران، ومن ثم سيصلنا حوالى 750 ألف جرعة، إضافة إلى أسترازينكا ومليون جرعة من لقاح "سبوتنيك في" ستصل تباعاً وسيستلم لبنان 150 ألف جرعة كل شهر. وبالتالي إن نسبة التطعيم حتى اليوم بلغت نحو 2.17% من السكان، ويحتل لبنان مرتبة 72 في لائحة التطعيم وخلفنا يوجد حوالى 120 دولة من بينها 50 دولة لم تباشر بعد بعملية التطعيم حتى الساعة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم