السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

لبنان يخشى انقطاع أدوية الـHIV وصوت المصابين تخنقه الوصمة الاجتماعية تجاه المرضى

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
Bookmark
صورة تعبيرية.
صورة تعبيرية.
A+ A-
يحاول أحد مرضى نقص المناعة البشرية التعايش مع مرضه الذي بات جزءاً من حياته. لقد مرت 12 سنة وهو يجاهد ليوازي بين حياته الشخصية وخصوصيته في العيش مع مرضه وبين حياته المهنية التي تصبح "على المحك إن اكتُشفت إصابتي بالـHIV"، وفق وصفه. وكأنه أمام امتحان متواصل، يتوجب عليه أن يواظب على حماية نفسه خوفاً من اكتشاف مرضه وتحمّل العواقب التي غالباً ما تكون الطرد التعسّفي من العمل.في الآونة الأخيرة، ازداد منسوب القلق والخوف عند مرضى نقص المناعة البشرية، ومن بينهم المريض الذي قرّر أن يُشاركنا هواجسه في بلد يتخبّط بأزماته التي وصلت إلى القطاع الصحّي وتوفُّر الدواء. يقول إنه في "الآونة الأخيرة أصبحنا نتسلّم الدواء كل شهر بدلاً من شهرين بسبب عدم توفر الأدوية بكمية كافية كما كانت سابقاً".ولكن، إن ما يخشاه حقيقة يتمثل بأن ينقطع الدواء نتيجة تكاليفه العالية وصعوبة الحصول عليه إذا تعذّر على وزارة الصحة تأمينه كما تفعل منذ سنوات. وما يجهله كثيرون أن فقدان السيطرة على المرض من شأنه أن يؤدّي إلى تكاثر الفيروس في جسم المريض وبالتالي زيادة خطر انتقال العدوى إلى المجتمع. بمعنى آخر عودة الفيروس إلى حالة الانتشار التي كان عليه قبل 30 سنة.لا يقتصر هذا القلق على مريضنا وحده الذي هو واحد من بين 2800 مريض في لبنان يواجهون المصير نفسه "هاجس انقطاع الأدوية" ويعجزون عن المطالبة بحقهم على الملأ بسبب وصمة العار التي ما زالت ترافقهم وتحاصرهم أينما ذهبوا. هؤلاء المرضى يجدون أنفسهم مقيّدين ومحكومين بالمطالبة بحقهم في الحصول على الدواء "على السكّيت" لأنهم غير قادرين على رفع صرختهم ووجعهم عالياً.فرض مصطلح "انقطاع الأدوية" نفسه على حياة كل مواطن في لبنان منذ بداية الأزمة الاقتصادية في عام 2019، وأصبح سيناريو "استجداء الدواء" كما المتاجرة به في السوق السوداء حقيقة ملموسة في محطات عديدة. فهل تلقى أدوية الـHIV المصير نفسه الذي عاشه مرضى السرطان في لبنان؟ ومن هنا تبدأ رحلتنا في البحث عن الأجوبة.  في الأيام الماضية الأخيرة، علت صرخة أطباء الأمراض الجرثومية والمعدية من خطر توقف مرضى الـHIV عن تلقي علاجهم. وبالأمس، كانت صرخة الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية البروفيسور جاك مخباط موجعة، هو الذي رافق مرضى نقص المناعة البشرية منذ سنوات طويلة في لبنان، يجد نفسه اليوم يحارب متعباً لتفادي العودة إلى الوراء.يعتبرها قضيته، هو الذي حمل شعلة مكافحة الـHIV في لبنان يجد نفسه أمام تهديد حقيقي. يؤكد أن "التحذير من خطر انقطاع أدوية HIV ليس من باب التهديد أو التخويف، بل من باب اليقين بشأن ما قد نكون مقبلين عليه إن لم نرفع الصوت ونضع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم