السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كيف يواجه مرضى غسيل الكلى الأزمات المتراكمة؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-

يُهدَّد الخطر حياة الآلاف من مرضى غسيل الكلى في لبنان اليوم، بسبب النكبات المتتالية، التي لم توفّر قطاعاً في البلاد إلا ودهمته. المستشفيات تُطلق تحذيرات، والأطباء يطلقون صرخات، لعلّ أحداً يلتفت إلى حال هؤلاء المرضى الذين يجهلون مصيرهم وسط الأزمات.

أمام مرضى غسيل الكلى ثمّة تحدٍّ، لأن علاجهم لا يحتمل تأجيلاً، ولا بدّ لهم من إجراء جلسة العلاج في الموعد المحدّد، وإلا تكون حياتهم بخطر.

ما التحدّيات التي تواجه المرضى حالياً في جلسات غسيل الكلى؟

بحسب رئيسة قسم مركز غسيل الكلى في مركز بلفيو الطبي الدكتورة شاديا بعيني، لا تزال جلسات غسيل الكلى كافّة مؤمنة بنسبة 100 في المئة، لأن مستلزمات الجلسات مدعومة ومتوافرة، ولكن السؤال المطروح هو إلى متى سيستمرّ هذا الدعم؟

ووجود الدّعم على المستلزمات لا يمنع من القول إن التحدّيات كثيرة؛ وكأيّ مريض آخر ثمّة تهديد لحياة مريض الكلى بسبب أزمة المحروقات. ثمّة معاناة بسبب الشحّ في مادة المازوت وخطر انقطاعها عن المستشفيات كما حصل في عدد من المستشفيات التي لم تعد قادرة على استقبال المرضى. 

ومن المشكلات التي يواجهها المريض، وقد لا يعي كثيرون أهمّيتها أيضاً، التنقّلات الضروريّة للمرضى، الذين قد يضطرّون إلى دفع تكاليف سيّارات الأجرة المرتفعة أثناء توجّههم إلى المستشفيات لإجراء جلسات غسيل الكلى مرتين أو 3 أسبوعياً.

أما انقطاع الأدوية فأزمة أخرى يواجهها مرضى غسيل الكلى. صحيح أن الأدوية المزمنة مدعومة، لكن ثمّة أدوية كثيرة يحتاجها مرضى الكلى، منها للكوليسترول، ومنها للحكاك، ومنها حماية للمعدة، وكلّها ليست مدعومة الآن، فيضطرّ المرضى إلى تأمين أدويتهم من سوريا والأردن أو من مغتربين، ما يضع المرضى تحت ضغط نفسيّ كبير هم بغنى عنه.

والأسوأ وفق بعيني أن الطبيب أصبح مرغماً على تقبّل أيّ دواء بديل، أيّاً كان مصدره، ووصفه لمريضه، في ظل انقطاع الكثير من الأدوية، وكأن المعايير الطبية والعلمية الأساسية التي يفترض التقيّد بها لم تعد هي الأساس، فأصبح من الضروريّ للمرضى والأطباء الرضوخ للظروف القاسية المفروضة في البلاد والتأقلم معها أياً كانت النتائج.

وتُضيف بعيني: "أصبحنا كأطباء مضطرّون إلى الاهتمام بتفاصيل كثيرة، تفرضها الظروف، ويُمكن أن يعتبرها البعض سخيفة، إنما تؤثر كلها على المريض وعلاجاته. فالمريض الذي يستعمل الكرسي المدولب مضطرّ إلى المغادرة أحياناً قبل أن تنتهي جلسة العلاج حتى لا تنقطع الكهرباء في المبنى، حيث يقطن، فلا يتمكّن من الصعود إلى منزله، فيُحتجز لساعات في الشارع. هي تفاصيل على بساطتها مهمّة جداً، ومضطرّون إلى أخذها بعين الاعتبار، ما يؤثر حكماً على فاعلية العلاجات وتطوّر حالات المرضى".

ضغوط نفسية 

أما إذا اضطر مريض الكلى إلى الدخول إلى المستشفى، فهنا قد تكون الكارثة الكبرى، علماً بأنه أكثر عرضة لدخول المستشفى بسبب مضاعفات ترتبط بحالته كأمراض الشرايين والقلب والالتهابات التي يمكن أن يتعرّض لها.

ففي مثل هذه الحالة، تكون تغطية الجهات الضامنة على أساس السعر الرسمي للدولار فيما التكاليف في المستشفى أعلى بكثير في الواقع، إذ يضطرّ المريض إلى تحمّل تكاليف باهظة قد يكون عاجزاً عن تحمّلها.  

هذه الأمور كلّها تشكّل عبئاً نفسيّاً كبيراً على مريض الكلى، الذي يعتبر أكثر عرضة للاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق المرضيّ بسبب حالته الصحية وظروف علاجه.

وتتساءل "إذا كنا نحن بكامل قوانا الجسدية ننهار، ولم نعد قادرين على التحمّل، فكيف بهؤلاء المرضى الذين تفرض حالتهم الصحيّة عليهم ضغوطاً نفسيّة كبرى؟".

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم