الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

جدل الجرعة الثالثة يتواصل: من هم المستثنون منها، وماذا عن سلبياتها؟

المصدر: النهار
من هم المستثنيون من الجرعة الثالثة؟
من هم المستثنيون من الجرعة الثالثة؟
A+ A-
يواصل متحوّر "أوميكرون" تمدّده وانتشاره في أكثر من 23 دولة، والحبل على الجرار. وفي الوقت الذي يراقب العلماء فيه خصائص هذا المتحوّر من كثب، للإجابة عن كلّ الهواجس والمخاوف المتربطة به، لاسيما في مسألة شدّة المرض وحدّته، كثُر الحديث عن الجرعة الثالثة المخصّصة
لتعزيز الحماية ومواجهة المتحوّر بمناعة إضافيّة.
 
فقد أظهرت الدراسات والبيانات أن الحماية المكتسبة من اللقاحات ليست متساوية عند الجميع، بالإضافة إلى أنّها تتراجع مع مرور الوقت، ما دفع بالأطباء والعلماء إلى التشديد على أهمية الجرعة المعزّزة لعدم فقدان الحماية المجتمعيّة ضدّ الفيروس. لكن هذه التوصية ليست معمّمة على كلّ الفئات، لأنّ بعض الأجسام قادرة على تكوين أجسام مضادّة بمستويات عالية عكس الأشخاص الذين يعانون أمراضاً سرطانياً أو نقصاً في المناعة أو الذين هم كبار في السنّ.
 
لكن السؤال الذي يتصدّر الواجهة اليوم هو إن باتت الجرعتان غير كافيتين؟ وهل الجرعة الثالثة إلزاميّة لكلّ الفئات؟
كشفت دراسة أجراها مختبرا "فايزر" و"بايونتيك"، ونُشرت نتائجها منذ أكثر من أسبوع، عن أن جرعة ثالثة من لقاحهما ضدّ كوفيد-19 فعّالة بنسبة 95,6% لمكافحة المرض المصحوب بأعراض.
 
مقابل هذه النتائج، تعاني دولٌ كثيرة من إمكانية تأمين الإمدادات الكافية لتطعيم سكّانها، خصوصاً الفقيرة منها، التي لم يحصل مواطنوها على الجرعة الأولى، فكيف الحال إذا كنّا نتحدّث عن جرعة ثالثة معزِّزة؟ هذا التفاوت في التطعيم، واحتكار بعض الدول للّقاحات، طرح مسألة أخلاقيّة حول صحّة اللجوء إلى جرعة معزِّزة في حين أن دولاً كثيرة
ما زالت محرومة من الجرعة الأولى من اللقاحات.
 
ولكن هل يُنصح بتلقّيها لكلّ الفئات؟ وماذا لو لم يكن الشخص بحاجة إليها؟
 
تشرح رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة سهى كنج شرارة بأنه "حسب التوصيات والبيانات المستخلصة يمكن تقسم أولوية الجرعة الثالثة على هذه الفئات:
 
*الأشخاص الذين يعانون أمراضاً في المناعة ومرضى السرطان (أدوية تخفّف المناعة أو العلاج الكيميائي).
 
* الأشخاص الذين خضعوا لزراعة الأعضاء كزراعة الكلى أو نقيّ العظم.
 
بالإضافة إلى كبار السنّ الذين هم فوق الـ65 عاماً، لأنه مع تقدّم السنّ يعجز الجسم عن تكوين مناعة كاملة وكافية مقارنة بالأقلّ سنّاً.
 
وتجدر الإشارة إلى أنه في الدول التي تكون فيها اللقاحات متوافرة، يُمكن تلقّي الجرعة الثالثة عند الأشخاص الذين هم فوق الـ50. أمّا في الدول التي لا تتوافر فيها اللقاحات بشكل كاف، ولم تتلقَّ فئات كثيرة الجرعة الأولى أو الثانية، فيُنصح بتلقّي الجرعة الثالثة للأشخاص الذين هم فوق الـ65.
 
ومن ثَمَّ تأتي فئة الأشخاص الأكثر عرضة للفيروس مثل:
- العاملين في القطاع الصحيّ، كالأطباء والممرضين والعاملين في المختبرات. وتعتبر الفئة الثالثة التي ينصح بتلقّيها الجرعة الثالثة.
 
 
وعن توقيت تلقّي هذه الجرعة المعززة، تشدد كنج شرارة على أنه "ينصح بتلقيها بعد مرور 6 أشهر على الجرعة الثانية وفق توصيات الـcdc بإستثناء الأشخاص الذين خضعوا لزراعة نقي العظم أو سرطاناً او زرع أعضاء كالكلى وغيرها يمكنهم تلقي 4 جرعات من اللقاح من دون الحاجة إلى الانتظار 6 أشهر.
 
أما كبار السن الذين هم فوق الـ65، فعليهم تلقّي الجرعة بعد مرور 6 أشهر على الجرعة الثانية، وليس لأنه قد يضرّ إذا تلقّاها قبل هذا الوقت بل لعدم حاجته إليها قبل ذلك، لكونه يتمتّع بمناعة كافية قادرة على حمايته من الفيروس.
 
سلبيّات تلقّي جرعة ثالثة لسنا بحاجة إليها
 
تؤكّد رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية أنه "مع كلّ جرعة لقاح يمكن أن يكون هناك آثار سلبية، وسمعنا طبعاً بالآثار الجانبية لبعض اللقاحات مثل التهاب عضلة القلب والتهاب المفاصل والجهاز العصبي. والأهمّ أن هذه الآثار الجانبية غير مرتبطة بمستوى الأجسام المضادّة في جسم الشخص، ولا تحدث لأنّ لديّ مستوى عالٍ أو منخفض من المناعة.
 
يعتبر اللقاح كالدواء إذا لم يكن الشخص بحاجة إلى أخذ جرعة معزّزة، فيُفضل عدم تلقّيها لأنه لا يوجد أيّ شيء في الطب لا يحمل احتمال حدوث آثار جانبية حتى لو كان ذلك بنسبة ضئيلة.
 
لذلك، النصيحة اليوم تتمثّل في عدم التسرّع في تلقّي جرعة ثالثة، إذا لم يكن الشّخص بحاجة إليها طبّياً، وتكون محصورة بالفئات المذكورة (مرضى السرطان - نقص المناعة - الكبار فوق الـ65 عاماً). وإذا قرّر الشخص تلقّيها، يجب انتظار مرور 6 أشهر على الجرعة الثانية.
 
أما الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، ثمّ تلقّحوا بجرعتين، فهم ليسوا بحاجة إلى جرعة معزّزة حتى لو كانوا عاملين في القطاع الصحي، لأن المناعة الطبيعية المكتسبة، بالإضافة إلى المناعة المؤمّنة من اللقاح كفيلة بتأمين مناعة كافية لهم.
 
 
هل يمكن إجراء جرعة ثالثة من لقاح مختلف عن الجرعتين؟
 
برأي كنج شرارة أن الدراسات أظهرت أن المزج بين اللقاحات قد يقوّي المناعة أكثر من أخذ جرعة معزّزة من اللقاح نفسه. على سبيل المثال: يُمكن للشخص الذي تلقّى جرعتين من أسترازينكا أن يتلقّى الجرعة الثالثة من لقاح فايزر أو العكس. لكن لا يُنصح بالمزج بين اللقاحات عند الأطفال، فهي محصورة فقط بالبالغين.
 
كذلك تكون الجرعة الثالثة مماثلة للجرعتين بالكمّية، وتختلف الجرعة حسب كلّ لقاح.

التطعيم بكورونا واللقاحات الأخرى
 
أظهرت الأبحاث أن لقاح كوفيد لا يتعارض مع لقاح الأنفلونزا، لذلك لا خوف من تلقّيهما معاً. ولكن يُنصح بالانتظار مدّة أسبوعين بعد التطعيم بلقاح الكورونا قبل إجراء أيّ لقاح آخر حتى لا يفقد اللقاح من فاعليّته، وليتمكّن الجسم من اكتساب المناعة اللازمة من كلّ لقاح.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم