الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

4 لقاحات ستكون متوفرة خلال الأسابيع المقبلة... فهل يعتمد لبنان سياسة "الجرعة الواحدة"؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
"سنحصل على 6 ملايين جرعة لتلقيح 3 ملايين شخص" (تعبيرية- أ ف ب).
"سنحصل على 6 ملايين جرعة لتلقيح 3 ملايين شخص" (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
نخوض اليوم حرباً مع الوقت، نعيش سباقاً بين سرعة انتشار الوباء من جهة وسرعة التلقيح بأقل وقت ممكن لأكبر عدد من جهة أخرى. وبرغم من الخروقات وعدم التنظيم والتجاوزات في بعض المراكز خلال الأسبوع الأول والثاني من بدء حملة التطعيم، إلا أن المراقبة الدولية والمحلية وحملة الغضب نجحت في إعادة المسار وتوجيهه نحو الطريقة الصحيحة.
 
يتحضر لبنان لاستقبال لقاحات جديدة، التحدي كبير والتعويل على تطعيم الفئة الأكثر عرضة يبقى الهدف الأول للتخفيف من خطر مضاعفات الكوفيد والوفيات. سيكون أمام وزارة الصحة امتحان جديد، وسيكون أمام اللبنانيين 4 لقاحات هي: "فايزر"، "استرازينكا"، "سبوتنك" و"سينوفارم" لتسريع عملية التحصين وسباق الفيروس وتحوراته.
 
جرعة واحدة أو اثنتان، سؤال فرض على بعض الدول اللجوء إلى سياسة الجرعة الواحدة، في حين أصرت دول أخرى على التقيّد بشروط الجرعتين، كما أوصت منظمة الصحة العالمية وادارة الغذاء والدواء الأميركية. فهل يتبنى لبنان سياسة الجرعة الواحدة لتحصين المجتمع في ظل نسبة الفحوصات الإيجابية التي ما زالت مرتفعة مع فتح البلد؟
 
يؤكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية الدكتور وليد خوري لـ"النهار" أن اللجنة اجتمعت بالأمس لمناقشة سياسة الجرعة الواحدة لتطعيم أكبر عدد ممكن من الناس وتأجيل الجرعة الثانية عن المدة الموصى بها، ولكن بعد متابعة ومناقشة الموضوع من قبل الخبراء في اللجنة، إتُخذ القرار في استكمال التلقيح كما هو معتمد أي جرعتين تفصل بينهما 3 أسابيع.
 
وكانت انكلترا قد إعتمدت سياسة الجرعة الواحدة مع اللقاحين فايزر وأسترازينكا، وعدم اعطاء الجرعة الثانية قبل 3 أشهر لأنهم اكتشفوا أن الأجسام المضادة تزيد وترتفع بعض مرور شهرين أو ثلاثة أشهر. لذلك كان الإقتراح في تأجيل الجرعة الثانية لثلاثة أشهر . وهذه الخطة اعتمدتها بريطانيا فقط ، في حين قررت فرنسا تأجيل الجرعة الثانية إلى 4 أسابيع."
 
6 ملايين جرعة
 
سنشهد في الأسابيع المقبلة من هذا الشهر عدداً كبيراً من اللقاحات التي ستصلنا تباعاً، وفق خوري "سنحصل على 6 ملايين جرعة لتلقيح 3 ملايين شخص بين لبناني ومقيم، هذا بالحد الأدنى وفق العقود التي وقعناها وستصل في الأسابيع والأشهر المقبلة حسب المتفق عليه. هذا بالإضافة إلى استيراد اللقاح الصيني سينوفارم، كما يتم البحث في استيراد لقاح جونسون أند جونسون، ولكن المشكلة في محدودية التصنيع مع الشركة.
 
كذلك تُجرى المفاوضات حول امكانية استيراد لقاح سبوتنك، وأبدت الدولة الروسية تجاوبها في اعطائنا كميات، إلا أن العائق الوحيد هو قدرة التصنيع خصوصاً بعد زيادة الطلب بشكل كبير من دول كثيرة بعد نشر نتائجه الإيجابية في مجلة "لانسيت"العلمية. وفي هذا الصدد، يتم البحث في تصنيع اللقاح الروسي في لبنان من خلال مصنع "اروان" والمباحثات جارية، إلا أن الموضوع قد يتطلب بعض الوقت لأن التصنيع لن يكون محصوراً في لبنان بل لمنطقة الشرق الأوسط".
 
وعن المستجدات التي طرأت لإعطاء الموافقة على اللقاح الصيني بعد تحفظ وتردد وزارة الصحة اللبنانية عليه، يوضح خوري أنه "بعد تسلم وزارة الصحة كل البيانات المتعلقة بلقاح سينوفارم ودراستها من قبل اللجنة أُعطيت الموافقة على استيراده واستخدامه. وقد أظهرت التجارب السريرية في المرحلة الثالثة والتي شاركت بها عدة دول منها الإمارات والبحرين والبرازيل والبيانات التي حصلنا عليها، مدى فعالية ومأمونية اللقاح. وعليه، تم إعتماده في لبنان اليوم.
وبالتالي سيكون لدينا 4 لقاحات فعالة معتمدة في العالم وهي "فايزر"، "أسترازينكا"، "سبوتنك" و"سينوفارم".
 
 
هذا ويرى خوري أن "الفئة الأكثر عرضة لخطر مضاعفات كوفيد_19 وحتى الوفاة لمن هم أكثر من 75 عاماً، ومن المفترض أن ننهي تلقيح هذه الفئة خلال شهر بالإضافة إلى العاملين في القطاع الطبي والتمريضي والصحي. وبعد الإنتهاء من مرحلة تطعيم هذه الفئة والعاملين في خط الدفاع، سننتقل إلى المرحلة الثانية من تطعيم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاماً، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية.
 
لذلك أمامنا شهران لإنهاء تطعيم هذه الفئات التي تعتبر أكثر عرضة للخطر مقارنة بغيرها، وتعتبر خطوة مهمة لأننا نكون اجتزنا خطر الفيروس على هؤلاء. أما بالنسبة إلى تلقيح باقي اللبنانيين والمقيمين، فهذه العملية تتطلب 8 إلى 9 أشهر كحد أدنى، وقد جهزت اللجنة 50 مركزاً للتطعيم تحضيراً لوصول كميات كبيرة من اللقاحات في هذا الشهر.
 
وعليه، نحن في انتظار وصول حوالى 300 ألف جرعة من لقاح "استرازينكا"، وهذه خطوة مساعدة وايجابية، لأنه لا يحتاج إلى درجة تخزين منخفضة جداً كما هي الحال مع لقاح "فايزر"، وستكون مفيدة لتوزيعه والاستفادة منه في المناطق النائية التي لا يوجد فيها مستشفيات جامعية.
 
وبالتالي، يتأمل خوري أن "نشهد خلال الشهرين المقبلين عملية تطعيم كبيرة مقارنة بالشهر الماضي، وستكون الوتيرة أكبر نتيحة وصول عدد من اللقاحات وبكميات لا بأس بها.
 
 
وفق الأرقام الأسبوع الماضي كنا قد بلغنا حوالى 40 ألف متلقح عبر المنصة، ولكن علينا أن لا ننسى أن "الكميات الأولى كانت قليلة نسبياً حيث بلغت الدفعة الأولى حوالى 28 ألفاً والدفعة الثانية ما يقارب 31 ألفاً، أما الدفعة الثالثة فبلغت حوالى 40 ألفاً. كذلك تعمد الوزارة إلى حفظ كمية من اللقاح للجرعة الثانية، وبالتالي عملية التطعيم سلكت طريقها وسنشهد على وتيرة أسرع في حال حصلنا على اللقاحات بالموعد المحدد ودون مشاكل في التوزيع والتأخير كما يحصل في بعض الدول".
 
أما عن الشركات الخاصة التي ستستورد اللقاحات، يشير خوري إلى أنه "لا يمكنها الاستيراد إلا عبر الدولة لأن الشركات المصنعة ترفض التفاوض والتسليم إلا لوزارة الصحة أو تحت إشرافها، بإستثناء اللقاح الصيني الذي يمكن استيراده دون العودة إلى الدولة. وقد شجعت الوزارة على هذه الخطوة بعد إعطاء الموافقة لـ20 شركة لإستيراد اللقاح شرط أن يكون التسجيل عبر المنصة ويمكن للشركات تلقيح موظفيها والعاملين لديها بإختلاف قطاعاتهم بعد تحديد موعد لهم لإجراء عملية التطعيم في المراكز المحددة".
 
فما يهمنا في النهاية كما يؤكد خوري "تطعيم أكبر عدد ممكن من اللبنانيين بأسرع وقت ممكن، صحيح أنه في الأسبوعين الأولين شهدنا خروقات وانتهاكات وعدم انتظام، إلا أن الأمور اليوم تسير وفق الخطة التي وضعت في الوزارة، ولا يتلقح أي شخص إلا بعد حصوله على موعد عبر المنصة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم