السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"سبايس إكس" أفضل حالاً دون إيلون ماسك... عمل إضافيّ وإجراءات تعسّفيّة بحضوره!

المصدر: "النهار"
إيلون ماسك (تصميم ديما قصاص).
إيلون ماسك (تصميم ديما قصاص).
A+ A-

يشغل إيلون ماسك منصب الرئيس التنفيذيّ للعديد من الشركات المعروفة، أبرزها "سبايس إكس" و"تسلا"؛ شركتان تشهدان وضعاً معاكساً، ففي حين تعاني "تسلا" منذ استحواذ ماسك على "تويتر"، فإنّ "سبايس إكس" تزدهر، ويشير البعض إلى أنّ هذا بسبب لعب الرئيس التنفيذيّ دوراً أقلّ نشاطاً في أعمالها، بحسب "بلومبيرغ".

 

تستعدّ "سبايس إكس" لسنة فاصلة، تهدف إلى ما يصل إلى 100 رحلة، وهي قفزة كبيرة عمّا حقّقته الشركة سنة 2022، إذ أطلقت رحلة واحدة كل ستّة أيام. وفي حلول شهر آذار، ستجرّب السير في الفضاء التجاريّ للمرّة الأولى على الإطلاق، حيث سيتدلّى رواد الفضاء من سفينة "دراغون" 700 كيلومتر فوق الأرض. وستحاول "سبايس إكس" قريباً الوصول إلى المدار لأوّل مرّة بما تعتبره أقوى صاروخ على الإطلاق، "ستارشيب"، مركبة الإطلاق التي تهدف إلى الوصول يوماً ما إلى القمر والمريخ.

 

 

كانت الشركة تستعدّ لكلّ هذه الأهداف في وقت قام الرئيس التنفيذيّ بتفويض المهام إلى غواين شوتويل، رئيسة "سبايس إكس" ومديرة العمليات الرئيسيّة، ومنذ إغلاق عمليّة الاستحواذ على "تويتر" في أواخر تشرين الأول، كان ماسك منشغلاً بإصلاح العمليّات والقضايا الهندسيّة في شركة الوسائط الاجتماعيّة، ما قلّل من مشاركته في الأمور اليوميّة في "سبايس إكس"، وفق ما نقلت "بلومبرغ" عن موظفين حاليّين وسابقين رفضوا الكشف عن هوّياتهم.

 

رئيسة "سبايس إكس" ومديرة العمليات الرئيسية غواين شوتوي
 

يصف هؤلاء الأشخاص ماسك بأنه أكثر فاعلية في تحديد الرؤية طويلة المدى للشركة، بما في ذلك هدفها للوصول إلى المريخ، ويقولون إن اهتمام الرئيس التنفيذي اليومي ليس ضرورياً، وأنه عندما يكون تركيز ماسك في مكان آخر، يكون هناك بعض الهدوء.

 

عمل إضافيّ

تشير "بلومبرغ" إلى أنّه عندما يركز ماسك بشكل مفرط على العمليات اليومية، يمكن أن يؤدي ذلك غالباً إلى عمل إضافي، إذ "يدخل أحياناً أثناء العمل على المشاريع ويطالب بإجراء تغييرات لأسباب تعسّفية في بعض الأحيان"، على حدّ قول الموظفين السابقين.

 

على سبيل المثال، اعتبر ماسك أن بعض الأجهزة تحتوي على عدد كبير جداً من الأنابيب أو الموصلات أو الأسلاك، أو أنها لا تلائم بشكل عام جمالية التصميم المفضلة لديه، وطالب الموظفين بإعادة صياغة الأنظمة وتبسيطها، ما دفعهم إلى قضاء الوقت في تبرير سبب وجود أجزاء معينة، أو إطلاق عمليات إعادة تصميم رئيسية، وأنّ العمل الجديد قد يستغرق أسابيع لإنجازه.

 

 

وقال موظف سابق إن الشركة توقف عمليّات التوظيف في الفترة التي يوجه فيها ماسك انتباهه إلى "سبايس إكس"، لأنّه يريد أن يكون له القرار الأخير في عمليات التعيين؛ في نهاية عام 2021، على سبيل المثال، يقول العديد من الموظفين السابقين إن ماسك قرّر أن الشركة لديها عدد كبير جداً من الموظفين وتحتاج إلى تقليص حجمها. وفي السابق، كان يطلب من مديري التوظيف إثباتات استثنائية للموظّفين الجدد. لذلك، نادراً ما كان يتم توظيف الأشخاص خلال هذه الفترة، حين يكون من الصعب الحصول على موافقة ماسك.

 

من جهته، وصف موظف سابق آخر اجتماعاً على أنّه مرهِق في عطلة نهاية الأسبوع، حدث قبل أن تنقل "سبايس إكس" ركّاباً بشريّين لأول مرة إلى الفضاء، عندما كانت الشركة في سباق غير معلُن مع شركة "بوينغ"، لتكون أول من ينقل رواد فضاء "ناسا" إلى محطة الفضاء.

 

وفي السياق، أرسل ماسك بريداً إلكترونياً إلى الفريق العامل على مركبة "دراغون" في إحدى ليالي الجمعة، لحضور اجتماع عاجل في صباح اليوم التالي. وبعد وصول ماسك متأخراً، سرعان ما أخبر الفريق أن توقيت الإطلاق لا يمكن أن يتأخر وأن عليهم جميعاً العمل بجد قدر الإمكان للالتزام بالجدول الزمني. لم تكن المهمّة سهلة على أعضاء الفريق، الذين كانوا يحاولون إعطاء الأولوية لتنفيذ المهمة بأكبر قدر من الأمان.

 

المهمة

أعرب بعض الموظفين الحاليين عن ارتياحهم بشأن انشغال ماسك مؤخراً في "تويتر"؛ مع غياب الرئيس التنفيذيّ، فإن معظم المديرين التنفيذيين في "سبايس إكس" يقدمون تقاريرهم إلى شوتويل. وقال مدير "ناسا" بيل نيلسون في كانون الأول إنّه تحدث مع مديرة العمليات حول ما إذا كان استحواذ ماسك على "تويتر" سينتقص من عمل "سبايس إكس". أردف نيلسون: "أكدت لي أن ذلك لن يصرف انتباههم عن مهمتهم".

 

في الأيام الأولى لبرنامج "ستارشيب"، كان ماسك في منشأة "ستاربايز" التابعة لشركة "سبايس إكس" في بوكا تشيكا، وفي بعض الأحيان كان يشرف شخصياً على الجداول الزمنية ويصر على تغييرات التصميم، وفق قول بعض الموظفين. أمّا الآن، استلم نائب رئيس الشركة مارك جانكوزا هذه المهمة، بعد أن كان مسؤولاً سابقاً عن مبادرة "ستارلينك" للإنترنت من الفضاء.

 

في هذه الأثناء، لم تقترب طائرة ماسك الخاصة من المطار بالقرب من منشأة "ستاربايز" منذ 14 تشرين الأول، قبل حوالي أسبوعين من إغلاق صفقة الاستحواذ على "تويتر".

 

تزامن تولي جانكوزا لمسؤوليات "ستارشيب" مع زيادة التركيز على موثوقية الإطلاق والمزيد من اختبارات الحد من المخاطر، وفقاً للموظفين الحاليين، بينما كانت السنوات الأولى من تطوير المركبة أكثر خطورة، حين أطلقت "سبايس إكس" رحلات تجريبية متعددة شبه مدارية كل شهرين، وانتهى بعضها بهبوط وتحطّم. وفي نفس اليوم الذي أغلق فيه ماسك استحواذه على "تويتر"، أفادت "ذا إنفورمايشن" عن حادث وقع أثناء اختبار في المنشأة قبل أسبوعين، إذ كان من الممكن أن يتسبب في إصابة ما يقرب من عشرين من أفراد الطاقم، والذي قال المنشور إنه أثار مخاوف بشأن تسرع العمّال.

 

ستكون المهمّة الآن المضي قدماً في إنجاح "ستارشيب"، التي من المقرر أن تلعب دوراً رئيسياً في حملة "ناسا" لإعادة البشر إلى القمر لأول مرة منذ 50 عاماً. وبفضل المديرين التنفيذيين المتميزين وراء ماسك، يمكن لـ"سبايس إكس" المضي قدماً بخطى سريعة دون وجود قائد في المكان. لكن في نهاية المطاف، فهم مسؤولون عن تنفيذ رؤيته، وهي مسألة وقت فقط حتى يعود.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم