الذكاء الاصطناعي يُغيّر عالم الأعمال المستقلّة

يخشى الكثير من العاملين في العديد من المجالات الإبداعيّة والفنّية من فقدان وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعيّ التوليدي، بعد أن ظهر بوضوح أنّ أدوات مثل "شات جي بي تي" ومولّد الصور "DALL-E 2" تؤثر على سوق العمل الحرّ.

في هذا السياق، أفاد تقرير من "فوربس" بأنّ العاملين المستقلّين يواجهون تحدّيان بسبب الذكاء الاصطناعيّ: العملاء الذين يستخدمون التكنولوجيا لإنجاز الأعمال بأنفسهم وتوفير التكاليف، والعاملين المستقلّين الجدد الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بأنفسهم ويصعّبون المنافسة.

وذكر التقرير أنّ ميليسا شيا، الشريكة المؤسِّسة لشركة ناشئة تركّز على الموضة، استبدلت ثلاثة من كتّاب المحتوى بـ"شات جي بي تي" نظراً إلى قدرته على كتابة المقالات والتعليمات البرمجيّة وتصميم الرسومات والمزيد. وتقول شيا إنّ برنامج الدردشة أفضل من أيّ كاتب وظّفَته على الإطلاق، وإنها قلقة بشأن ملايين الأشخاص الذين سيفقدون وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي.

في المقابل، فإنّ العاملين لحسابهم، والذين يمتلكون خبرة أقلّ، أصبحوا يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعيّ للقيام ببعض أعمالهم، ممّا أغرق منصّات العمل المستقلّ بمشاريع متطابقة كتبها "شات جي بي تي"؛ الأمر الذي زاد بدوره الشكّ في أصالة العمل الذي يقدّمه المستقلّون ويسبّب نزاعات وانعدام ثقة في مجتمع العاملين لحسابهم الخاصّ.

وبالرغم من ذلك، سلّط التقرير الضوء على التحدّيات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ للعالم المستقلّ، واستشهد بالخبراء الذين يقولون إنّ العاملين لحسابهم الخاصّ، الذين يقدّمون مهارات متخصّصة أو إبداعاً بشريّاً، سيظلون مفضَّلين على الذكاء الاصطناعي.

إذن، مع خوف المستقلين من فقدان وظائفهم والعملاء المحبطين من العمل المكتوب بالذكاء الاصطناعي، دفع "شات جي بي تي" عالم العمل المستقل إلى حالة من الفوضى، وقد يتقلّص عدد الوظائف الشاغرة للعاملين المستقلّين على منصّات التوظيف مثل "Freelancer" أو "UpWork"، ممّا يعني عائدات أقلّ لهذه المنصّات أيضاً.