الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأمتار الأخيرة بعد سلسلة مطبات غير مسبوقة في الأولمبياد

المصدر: "أ ف ب"
أولمبياد طوكيو
أولمبياد طوكيو
A+ A-
نجا أولمبياد طوكيو من تأجيل تاريخي، ثم حظر غير مسبوق على الجماهير الأجنبية، بالإضافة إلى معارضة محليّة مستمرّة خشية تفشّي فيروس كورونا، قبل أن يستكمل الأولمبياد مساره الصحيح، قبل شهر على موعد الافتتاح، باتّجاه خطّ الوصول قريباً.

تضمّنت رحلة الألعاب المقبلة قائمة طويلة من التعقيدات، هدّدتها في بعض الأحيان بأن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتمّ إلغاؤها.
 
قبل 4 أسابيع من حفل الافتتاح المقرّر في 23 تموز، وفي ظلّ مزاج بعيد كلّ البعد من البهجة، قد يجد المنظّمون سبباً للاحتفال؛ فقد وصلت طلائع الفرق إلى اليابان مع كبار المسؤولين وبعض وسائل الإعلام الأجنبية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المعارضة العامة طويلة الأمد للألعاب قد تتقلّص مع الاقتراب من ساعة الافتتاح.
 
قال الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبيّة الدوليّة: "نحن في مرحلة التسليم الكاملة. بدأ الرياضيون بالوصول إلى طوكيو، وهم على استعداد لتحويل أحلامهم إلى حقيقة".
 
كانت معركة شاقّة منذ الإعلان غير المسبوق عن تأجيل الألعاب لمدّة سنة في آذار 2020، عندما بدأ حجم جائحة كورونا بالتوسّع.

آنذاك، كان هناك سبب للأمل في أن ينتهي الوباء قبل حفل الافتتاح، وأن تكون الألعاب: "دليل انتصار البشريّة على الفيروس" بحسب المسؤولين اليابانيين.
 
لكن تصاعد حدّة الفيروس عالميّاً، وظهور المزيد من المتحوّرات المعدية، خفّضت من حدة هذه النغمة المنتصرة، وأثارت معارضة متزايدة في داخل البلاد.
 
لا هتاف وعناقات
 
في النصف الأول من السنة، وجدت استطلاعات الرأي أن معظم اليابانيين عارضوا إقامة الألعاب الصيف المقبل، مفضّلين إما الالغاء أو تأجيلاً إضافياً.
 
لكن المسؤولين ضغطوا في الاتجاه المعاكس، مستضيفين تصفيات واختبارات متأخرة، كما بذلوا جهوداً جبّارة لصياغة قواعد لمكافحة تفشّي الفيروس، واعتبروا أنّها ستحمي الحدث الكبير وتجعله آمناً.

في آذار، أعلنوا أنها ستكون الألعاب الأولى التي تفرض حظراً على الجماهير الأجنبية القادمة من الخارج، وهو قرار وصفته رئيسة اللجنة المنظمة للألعاب سيكو هاشيموتو بأنه "لا مفرّ منه".

يوم الإثنين، وضع المنظّمون حدّاً أقصى لعدد الجماهير المحليّة، لا يتخطّى عشرة آلاف متفرج في المنشأة الواحدة، لكنهم حذّروا من أن الألعاب قد تقام وراء أبواب موصدة بحال تفشّي الفيروس أكثر.

حتى في ظلّ حضور بعض المتفرّجين على المدرّجات، لا شكّ في أن الأولمبياد سيكون نسخة باهتة من الاحتفالات السابقة.

سيتمّ حظر الهتاف، ولا يمكن للرياضيين أن يتعانقوا أو يتصافحوا خلال الاحتفالات بتحقيق النصر. ويتعيّن عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت، باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية.
 
وتتراوح عقوبات انتهاك القواعد بين التحذير اللفظيّ والغرامات إلى الإقصاء من الألعاب تماماً.

حواجز إضافية

واجه الأولمبياد انتكاسات كثيرة منذ العام 2015، عندما أعيد مشروع بناء الملعب الرئيس إلى نقطة البداية نظراً لتكلفته المرتفعة.
 
في 2019، أعلن رئيس اللجنة التنظيمية للأولمبياد الياباني تسونيكازو تاكيداً لاستقالته نتيجة تحقيق فرنسي في دفعات بقيمة 2,3 مليون دولار لحصول طوكيو على شرف الاستضافة. نفى المسؤول أيّ علاقة له بشبهات الفساد.
 
وفي شباط، استقال رئيس اللجنة المنظّمة يوشيرو موري بعد تلميحات مهينة بحق النساء.

ومع الاقتراب أكثر من الألعاب، تقول اللجنة الأولمبية الدولية إن أكثر من 80% من المشاركين والحاضرين سيحصلون على اللقاح، لكن المشاركين سيتمّ اختبارهم يوميّاً.
 
وفي ما قد ينتظر المشاركين في الأيام المقبلة، جاءت نتيجة اختبار مدرّب أوغندي وصل إلى اليابان السبت إيجابية، بالرّغم من تقارير عن تلقيح البعثة والحصول على نتائج سلبية لاختبارات كورونا.

من ناحية ثانية، كبّد التأجيل الأولمبي وبروتوكول الحماية من تفشّي كورونا نفقات إضافية بقيمة 2,6 مليار دولار، تضاف إلى ميزانية ثقيلة أصلاً، بلغت 14,9 مليار دولار، وقد تجعل من ألعاب طوكيو الأغلى في التاريخ.
 
لكنّه بالرّغم من تلك النفقات الباهظة، فإن هناك مؤشّرات على حلحلة في موقف الجماهير المحليّة، في وقت تشير آخر الاستطلاعات إلى أن 50% أو أكثر مع إقامة الألعاب بدلاً من إلغائها أو تأجيلها.

ويأمل رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا، الذي يخوض أول انتخابات بعد الألعاب، في أن تحقق الأخيرة نجاحاً يعزّز مسيرته السياسيّة، وسط ضغوطات حيال أسلوب مواجهة حكومته الجائحة، بالرغم من أن اليابان شهدت تفشيّاً أقلّ من دول كثيرة، مع نحو 14500 حالة وفاة وتجنّب عمليات الإغلاق القاسية.

بدأت عملية التلقيح ببطء، لكنها تسير بوتيرة أسرع الآن، حيث تمّ تطعيم نحو سبعة في المئة من السكّان بشكل كامل.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم