السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

دوري الأبطال يتحول إلى عقدة العقد لجوفنتوس

المصدر: "أ ف ب"
خيبة جوفنتوس
خيبة جوفنتوس
A+ A-
عندما سُحبت قرعة الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، تنفّس جمهور جوفنتوس الصعداء لاعتبارهم أنها مهّدت الطريق أمام عملاق إيطاليا لمحاولة التخلص من عقدة لازمته منذ عام 1996 حين توّج بلقبه الثاني بركلات الترجيح على حساب أياكس الهولندي، وذلك بعدما وضعته بمواجهة فياريال الإسباني.
 
أن تواجه فريقاً لم يخض دور المجموعات للمسابقة القارية الأم منذ موسم 2011-2012 عوضاً أن تلاقي فرقاً مثل باريس سان جيرمان الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني اللذين حلا في المركز الثاني خلال دور المجموعات، يعتبر فرصة مثالية لأي فريق مصنف كبير في القارة العجوز.
 
لكن دوري الأبطال أثبت مرة أخرى أنه عقدة العقد لجوفنتوس حتى عندما احتكر لقب الدوري الإيطالي لتسعة مواسم متتالية، وحتى عندما ضم في صفوفه لاعباً من طراز البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لم يجنب فريق "السيدة العجوز" توديع المسابقة من ثمن النهائي في الموسمين الماضيين على يد فريقين اعتبرا أيضاً أقل شأناً منه على غرار فياريال، وهما ليون الفرنسي وبورتو البرتغالي توالياً.
 
تعاقد جوفنتوس في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة مع الصربي دوشان فلاهوفيتش الذي يعتبر أحد أفضل المهاجمين القادمين بقوة الى الساحة الأوروبية، وقد ضرب هداف فيورنتينا السابق منذ الثواني الأولى لمشاركته الأولى على الإطلاق في المسابقة القارية، بتسجيله هدف التقدم ذهاباً في ملعب فياريال بعد 33 ثانية فقط على البداية، قبل أن ينجح بعدها بطل "يوروبا ليغ" في إدراك التعادل.
 
وبعد بداية موسم كارثية، عاد الأمل لجمهور جوفنتوس، الذي دخل مباراة الأربعاء على خلفية هزيمة وحيدة في آخر 21 مباراة ضمن كل المسابقات، وكانت "هامشية" على الكأس السوبر، المسابقة الأقل شأناً بين المسابقات الأخرى.
 
لكن أمسية الأربعاء في تورينو كانت صادمة لأنها جاءت مذلة بثلاثية نظيفة سجلها الفريق الإسباني في الدقائق الأخيرة، اثنان من ركلتي جزاء تسبب بهما دانييلي روغاني والهولندي ماتيس دي ليخت.
 
لكن خطأ روغاني كان مفتاح انهيار جوفنتوس الذي قدم شوطاً أول جيداً وكان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف قبل أن يتراجع أداؤه في الشوط الثاني، ما فتح الباب أمام ضيفه الإسباني للانطلاق الى منطقته وصولاً الى صدمه بهدف التقدم في الدقيقة 78 والذي أتبعه بآخر في الدقيقة 85، قبل أن تكتمل المذلة بثالث في الوقت بدل الضائع.
 
"الطموح شيء والواقع شيء آخر"
صحيح أن روغاني ليس مدافعاً بمستوى المخضرمين ليوناردو بونوتشي المصاب وجورجو كييليني العائد للتو من الإصابة وغير جاهز للعب، لكنه قدم مباراة جيدة بحسب مدربه ماسيميليانو أليغري الذي قال إن "لا مأخذ لي على اللاعبين"، مضيفاً "خلال 75 دقيقة، قدم الفريق مباراة جيدة. حصلنا على فرص في الشوط الأول لكن بات الأمر أكثر تعقيداً في الشوط الثاني".
 
ورأى أليغري الذي قاد الفريق الى نهائي عامي 2015 و2017 حيث مني بهزيمتين قاسيتين على يد ممثلي إسبانيا الآخرين برشلونة (1-3) وريال مدريد (1-4)، أنه "كان على اللاعبين المحافظة على رباطة جأشهم" بعد الهدف الأول "لأنه كان متبقياً 12 أو 13 دقيقة على النهاية".
 
وفي تصريح قد يصُح في حال كان جوفنتوس يواجه فرقاً مثل ريال مدريد أو مانشستر سيتي وليفربول الإنكليزيين وليس فياريال من دون التقليل من قيمة فريق "الغواصة الصفراء"، قال أليغري "ردّدت على الدوام بأن الطموح شيء والواقع شيء آخر".
 
وأوضح: "لقد فاز فياريال بلقب يوروبا ليغ ومدربه توّج بألقاب عدة في أوروبا. ليس لدي أي مأخذ على لاعبي فريقي"، مشدداً على "ضرورة الفوز بمباراتنا المقبلة في الدوري، وإلا سيذهب سدىً كل شيء عَمِلنا عليه منذ أشهر".
 
وتنحصر طموحات جوفنتوس بتجنب الغياب عن دوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012، وهو يحتل حالياً المركز الرابع الأخير المؤهل الى المسابقة القارية، بفارق 7 نقاط عن أتالانتا الخامس بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأخيرة وتجنبه الهزيمة لـ15 متتالية.
 
وخلافاً لأليغري الذي بدا مشككاً أصلاً بقدرة فريقه على الذهاب بعيداً في المسابقة القارية رغم أنه يضمّ في صفوفه مجموعة من بين أفضل المدافعين في العالم مثل دي ليخت والخبيرين بونوتشي وكييليني، ومهاجمين من طراز فلاهوفيتش والأرجنتيني باولو ديبالا والإسباني ألفارو موراتا من دون ذكر فيديريكو كييزا المبتعد حتى نهاية الموسم بسبب الإصابة، كان إيمري فخوراً جداً بتأهل فريقه الى ربع النهائي للمرة الثالثة فقط في تاريخه بعد 2005-2006 حين وصل الى نصف النهائي و2008-2009 حين انتهى مشواره عند هذا الدور.
 
"فخور بالكرة الإسبانية"
وقال إيمري "صحيح أن لدي خبرة أوروبية (فاز بلقب يوروبا ليغ 3 مرات مع إشبيلية ومرة مع فياريال ووصل الى النهائي مع أرسنال الإنكليزي)، لكني أملك أيضاً لاعبين كبار وهذا أمر هام جداً. سيكون من غير العادل أن أخص بالذكر لاعبين أو ثلاثة".
 
وتابع: "أنا فخور بالكرة الإسبانية، لكن الكرة الإيطالية تبقى أيضاً من مستوى رفيع".
 
وخلافاً لإيطاليا التي خسرت ميلان وأتالانتا في دور المجموعات ثم جوفنتوس وبطلها إنتر، آخر فريق من "سيري أ" توج باللقب عام 2010، في الدور ثمن النهائي، ستكون إسبانيا ممثلة في ربع النهائي بثلاثة فرق هي ريال مدريد حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب (13) وجاره أتلتيكو وفياريال، فيما كان برشلونة الخاسر الأكبر بخروجه من دور المجموعات.
 
بالنسبة لقائد جوفنتوس الكولومبي خوان كوادرادو "هذه هي كرة القدم. قدمنا شوطاً أول مع العديد من الفرص لكن لم ننجح في ترجمتها، وهذا الأمر حدد مسار ما حصل لاحقاً. لكن هذه كرة القدم ويجب المضي قدماً والقتال حتى النهاية من أجل لقب الدوري".
 
وما زال جوفنتوس متمسكاً باستعادة لقب "سيري أ" رغم أنه حظوظه ليست كبيرة في ظل فارق النقاط السبع الذي يفصله عن ميلان المتصدر، فيما يأمل الاحتفاظ بلقب مسابقة الكأس التي وصل الى دورها نصف النهائي.
 
لكن التتويج المحلي إن كان في الدوري والكأس، لن يشفي غليل عشاق "بيانكونيري" الذين يبقى حلمهم الأكبر رفع كأس دوري الأبطال والتخلص من هذه العقدة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم