الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لانس أرمسترونغ لـ"النهار": دمار بيروت فرصة لإعادة تخطيط الشوارع... وهذه رسالتي إلى اللبنانيين

المصدر: "النهار"
أرمسترونغ في بيروت
أرمسترونغ في بيروت
A+ A-
في وقت يعيش فيه لبنان أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية خانقة، وبعد شهرين على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، والذي زاد الطين بلة في بلد لم يعد يحتمل أي صدمة، قرّر نجم الدراجات الهوائية الأميركي لانس أرمسترونغ أن يقف إلى جانب الشعب اللبناني.

لم يتردد أرمسترونغ أبداً في زيارة بيروت، على الرغم من الأوضاع غير المستقرة التي يمر بها لبنان، لكنه أراد تقديم الدعم عبر حدث رياضي أقيم الأحد 4 تشرين الأول الجاري.

وقاد الدراج الأميركي نزهة على دراجته في بيروت، في حدث نظمه طوم براك، زياد غندور ومكسيم شعيا، وذلك من الأهراء رقم 12، مكان الانفجار، ثم زار بعض الجمعيات غير الحكومية وتجوّل في بعض المناطق، يرافقه عدد من المواطنين.

لم يكن السفر إلى لبنان ضمن مخطط أرمسترونغ في الفترة الحالية، لكن "قررنا أنا وصديقي طوم الذهاب في رحلة في هذا الجزء من العالم، فأرسل لي رسالة نصية بينما كنا نخطط للرحلة. تغيّر مسارنا بعدما اقترح السفر إلى بيروت في رحلة خيرية بهدف مساعدة المجتمع بعد الانفجار الذي حصل".

وأضاف في حديث مع "النهار": "أجبته خلال 6 ثوانٍ فقط، وقلت إن الفكرة أعجبتني كثيراً. طوم صديق عزيز، ومن الواضح أنه يحب بلده، لذلك أريد أن أقدم كل ما في وسعي للمساعدة".

وتابع: "المدينة مدمّرة، ماذا يأتي بعد الدمار؟ إعادة الإعمار. السؤال يعنى بكيفية ترميم أبواب المنازل ونوافذها والواجهات، لكن الدمار فرصة فعلية لإعادة تخطيط الشوارع بهدف ترسيم ممرات جديدة مخصصة للدراجات الهوائية، مثل أي بلد آخر سواء كانت مدينة باريس أو بورتلاند أو نيويورك".

وقضت هذه المدن الكثير من الوقت في ترسيم طرقاتها، وكلفها الكثير من المال، إلا أن الممرات المخصصة للدراجات الهوائية فوائدها عدة.

واستطرد: "هناك فوائد عدة لتلك الممرات، منها الفوائد الصحية التي لا تعد، وتلك البيئية التي لا تحصى. لطالما فضّلت ركوب الدراجات الهوائية بدلاً من السيارات، إنها فرصة كبيرة لإعادة تعزيز قطاع النقل".

وعن كيفية تأثير ما يفعله على المتضررين من الانفجار، أجاب أرمسترونغ: "ينقسم الأمر إلى قسمين: الوعي والمال. فالوعي يؤدي إلى التمويل والدعم (الدعم المادي). وإن كان لا يؤدي إلى التمويل، فالأشخاص يتابعون الأحداث إما عبر الوسائل التقليدية أو مواقع التواصل الاجتماعي. عندما يرى العالم حجم الدمار، يأمل كل منا أن يتوقف الأفراد عنده ويتأملون. يا له من عالم فوضوي هذه الأيام".

وتابع: "ركوب الدراجات الهوائية هي رياضة متغيّرة. فقبل 50 عاماً كانت الرياضة منتشرة في 5 دول، ثم اشتهرت في كلّ من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وبولندا وألمانيا وإيطاليا. لكن الآن أصبحت في كل أنحاء العالم. باتت مجموعات راكبي الدّراجات الهوائية مشهورة عالميّاً".

وأكمل: "سابقاً، كانت البلدان حيث تُقام السباقات معدودة. لو ذكرت قبل 10 سنوات أن شخصين من الجنسيّة السلوفينية فازا بالمركز الأول والثاني في جولة فرنسا، لتفاجأ الناس واعتبروه عملاً غير منطقي، إلاّ أن الفكر تطوّر، فبات الأميركيون والأوستراليون وأشخاص من أوروبا الشرقية وفريق أفريقي يتفوّقون في هذه الرياضة. فالأخيرة تطوّرت، وهو أمر طبيعي. لا يمكنهم الفوز ببطولة العالم كل عام. وتلك الدول الخمس أو الست بدأت توسّع الرياضة في منطقتكم".

وفي رسالته إلى الشعب اللبناني، قال أرمسترونغ: "قد يبدو الكلام سهل التنفيذ، لكن تشبثوا. أظنّ أنّه في هذه الأوقات العصيبة، سواء كانت حياتي أو حياة الناس معرّضة للخطر، هذا هو المكان الذي تكوّن فيه شخصيتك وتكتب التاريخ. السّؤال يكمن في كيفيّة استجابة النّاس لهذا الاختبار: هل يستسلمون أم يتمرّدون؟ إنّه حتماً اختبار صعب".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم