السبت - 18 أيار 2024

إعلان

الإيمان مرساة نجاة

المصدر: النهار - ريمون مرهج
إن لم تؤمن بمبادئك، بروحك، وتحيا هذا الإيمان حتى في أصغر تفاصيل يوميّاتك، فلن تشعر بقوة فكرك
إن لم تؤمن بمبادئك، بروحك، وتحيا هذا الإيمان حتى في أصغر تفاصيل يوميّاتك، فلن تشعر بقوة فكرك
A+ A-
إن لم تؤمن بمبادئك، بروحك، وتحيا هذا الإيمان حتى في أصغر تفاصيل يوميّاتك، فلن تشعر بقوة فكرك، ولن تلمس روحك في قلبك، بل سترى كلّ ما هو ماديّ وظاهر أمامك بأنّه الحقيقة والباقي مجرّد أحلام أو أوهام، لأنّك في تلك اللحظة تُصبح بعيداً عن أعماقك بُعد النجوم عن الأرض، ولن تدرك عندئذٍ أحاسيسك إلا في الشهوات والملذّات، فيضيع منك الأغلى، ألا وهو الإنسان "نور الخالق فيك"، وستعتبر أنّك مثل الباقين تحيا ليمرّ العمر كيفما كان.
إننا نعلم أنّ ألامر صعب وشاق بعض الشيء، ولكنّه سهلٌ وجميلٌ أيضاً لمن يملك روحاً نقيّة، وفكراً معطّراً بالإيمان والصفاء. علينا أن ندرك أن روحنا ستتعرّض لرياح الضعف والهزيمة، ولكن المهم أن نُبقي عزيمة الاستمرار والثبات، ولو تزحلقنا، وسقطنا مراراً؛ فهذا أمر طبيعيّ حتى يكبر الإنسان فينا ويُصبح صلباً بوجه عواصف المجتمع، فيغدو عندها نوره ساطعاً: سراجه السماء، دربه الثقافة، والقيم والأخلاق، ومسكن مهجته قلوب الأنقياء مثله.
أرقى اللحظات وأهمّها حينما نُدرك قيمة الله خالقنا، وأنّ العالم بما فيه من مال وحكم ومراكز وملذات ليس سوى وهم أرخص من غبار الطرقات أمام ما خلقه الرّب فينا، وأنّنا حينما نحيا الصلاة بحبّ وشغف مع الأم العذراء نلمس أطراف السماء ونحن على الأرض، وسنغلب كلّ الهموم.
عندما لا نحيا سوى بفكر ماديّ فقط تسقط كلّ القيم منا، وتتناثر كأوراق الخريف اليابسة على قارعة طريق العمر، فيختفي كلّ جمال للوجود، وكلّ محبّة ورحمة من أفئدتنا، فيحجب الله وجهه عنّا، ويموت الإنسان فينا، ونصبح كرجال آليين ننفّذ ولا نشعر، ونصبح كذئاب مفترسة تغمرها الشهوة والسيطرة.
إذن نحن أبناء الله لا بفكرنا فقط، بل بمشاعرنا النبيلة، وأحاسيسنا المرهفة، وبإيماننا الثابت غذاء روحنا الوحيد.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم