الأربعاء - 22 أيار 2024

إعلان

ميلادك أثمن الهدايا

المصدر: النهار - جوسلين مراد
ما أكرم السماء وما أبخل الأرض! ما أرحم السماء على الأرض وما أقسى الأرض على نفسها.
ما أكرم السماء وما أبخل الأرض! ما أرحم السماء على الأرض وما أقسى الأرض على نفسها.
A+ A-
ما أكرم السماء وما أبخل الأرض!
ما أرحم السماء على الأرض وما أقسى الأرض على نفسها.
عندما تنحني السماء لتعانق الأرض
وتتسامى الأرض لتلامس السماء.
ملائكة السماء! أنشدي اليوم نشيد العيد!
فالعالم اليوم في اضطراب وحرب واحتدام
لا يقوى على سماع أنشودة ربّ السلام!
لقد فرحت الملائكة بهذا العيد فهل يفرح به البشر؟
طوال أجيال والأرض تتخبّط في الحروب والمتاهات
أكثير عليها أن تسمع يوماً واحداَ نشيد السلام؟
إنّها أثمن هدية قدّمتها السماء الى الأرض!
طفل في مزود، قد هزّ عرش هيرودس
ولد في عصر خاص، لكنّه تخطّى كلّ عصر
هو الذي تحكّم في التاريخ وأمسك بقرون الزمن
لم يبنِ لنفسه بيتاً، لكنّ أفخم الدور شُيّدت لأجله
لم يدوّن في حياته كتاباً، لكنّ أعظم الكتب تفيض بذكره
لم يتزوج قط، لكنّ الأزواج يستمدّون السعادة من قلبه الطاهر
لم يولد له ولد، لكن ملايين الأولاد يبتهجون به
لم ينظم قصيدة واحدة، لكنّ قصائد نابغي الشعراء تقدّم إليه
لم يرسم صورة في عمره، لكن جبابرة الفنّ يتسابقون في إبداع صوره
لم ينشئ قطعة موسيقية واحدة، لكنّ أعذب الأناشيد ترنّم له
لم يتكلّم سوى لغة منفردة، لكنّ لغات جميع الشعوب تتغنّى به
لم يحمل معه زاداً، لكنّه صار خبز الحياة
لم يحمل معه مصباحاً، لكنّه أضحى نور العالم

لم يحمل معه سيفاً أو صولجاناً، لكنّه صار ملك القلوب
ومثله يرتقي فوق الأجيال متسامياً!
هذا هو طفل المزود، الهادئ الوديع
عيد ميلادك هو عيد الطفولة بأسرها!
ميلادك جاءنا الحبّ طفلاً
ميلادك هو حبّ السماء للأرض متجسّداً
فقر المزود لم يسلبك ذرة من الجمال
وفوق رأسك هالة من نور
أنت الذي أمام جمال وجهه الطاهر،
أحمر وجه الأرض خجلاً.
نقاوة حياتك أخجلت تواضع زنابق الوادي،
كسرت كبرياء الثلوج المتوّجة هامات الجبال الشامخة
وكشفت لنا وجه الشمس!
كان الخامس والعشرون من شهر كانون الأوّل
عيد الحرية وعيد النور عند الرومان،
فيه يتحرّر كلّ عبد من مولاه بضعة أيام.
فما أحلى أن يوافق يوم عيد الحرية وعيد النور
يوم ميلاد سيّد الحرية وشمس الحياة.
قبل ميلادك، كان المصريّون الأقدمون يعتقدون أنّ
إلههم النيل يطلب منهم كلّ عام أجمل عذراء
وكان اليونان الأقدمون يعتقدون أنّ آلهتهم تبخل عليهم بما عندها
من نار ونور، وقد حكمت على بروميثيوس بالقيود المؤبّدة.
لكنّ يوم ميلادك يسوع، أيّها الطفل الملك
أدركت الأرض أنّ السماء تعطي وتهب أثمن الهدايا!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم