الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أنين الرمل

المصدر: النهار - بديعة النعيمي - الأردن
أنين الرمل
أنين الرمل
A+ A-
أنين الرمل مجموعة نصوص أدبيّة للكاتبة هند خضر، أطواق ياسمين من خلجات للنفس والروح ووجدانيّات مختلطة في ثنائيّات لا تهدأ سكبتها هند بكلّ عفوية وصدق في ثورة النفس التوّاقة للحبّ والحنين، التفاؤل والأمل، الأحلام والتطلعات في أيقونة عشق خاصة بها. فنجدها تناجي الحبيب وترسل إليه تراتيل كلماتها العذبة المخضّبة بكلّ ألوان الحبّ، فتلتحم مرّة وتتشظّى مرّات تحت عذابات الفراق والحنين. عشقها مختلط ما بين هذا الحبيب والوطن والحياة.
‏ ‏نجد في نصوص "أنين الرمل" نوعاً من الإبداع والابتكار والتجديد في الصور الشعرية المميزة والخلابة والتعابير البلاغية، فحتّى المكرّر منها كان جديداً بأسلوبه وشكله ولونه وطابعه.
‏ ‏كما نستطيع التقاط ما استخدمته هند من خيال واسع وأسلوب جميل وسريع معبّر ومباشر أحياناً.
‏ ولأنّنا لسنا في صدد دراسة نقديّة، فهذه مقدّمة لذلك سنختار بعض النصوص كعيّنات ونماذج تطبيقيّة.
‏ ‏فمثلاً نجد في النص الموسوم بـ "ضباب" صورة شعرية ملفتة حين تقول:
‏ ‏ "لملم الضباب أشرعته للرحيل".
‏كما نجدها تتحدث عن الوطن ومدى تعلّقها به في نصّها الموسوم بـ "عبور" فتقول:
‏"الوطن الذي احتوى اغترابي جعلني أدرك أنّني الأنثى الوحيدة التي عبرت بلهاثها حدود الأمكنة".
ونجدها في نصّها الموسوم بـ "نداء" تناجي الحبيب وتعبّر بعاطفة جيّاشة صادقة حيث أنّ أهمّ عناصر الإبداع الصدق في الأحاسيس والمشاعر والتعبير. فتقول فيه:
"صوتك أنغام أغنيتي المذبوحة على مشانق الزمن، عد إليّ لنفتح حريقاً في صدر الحقول."
وتزدحم نصوص هند بتلك التعابير والكلمات العذبة التي ثؤثّر في نفس القارئ أيّما تأثير لصدقها وعدم تكلّفها وتصنّعها، فنجدها تترك وقعاً جميلاً ومتعة حسّية فنّية.
وقد طغى الجانب الوجدانيّ والرومانسيّ والغزليّ على نصوص "أنين الرمل"، فنجدها مشعّة وواضحة كالشمس. إلى جانب ذلك نستطيع القول بأنّها عالجت قضايا إنسانيّة.
كما أنّ هند استعملت الرموز المستحدثة بغرض التوظيف الدلاليّ للمعاني والأهداف التي أرادت إيصالها إلى القارئ.
يرتفع سعر الزهرة كلّما ازداد عطرها، وسعر الكلمات كلما ازداد صدقها، ونحن أمام نصوص سكبت من محبرة صادقة لأنّنا أمام كاتبة تربطها مع الكلمة علاقة عشق عاصفة.



‏ ‏
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم