الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"مجزرة" السياسة في مواجهة إنجازات المواطن

المصدر: النهار - كاتيا سعد –فرنسا
في وطن يعجز السياسي أن يؤمّن حقوق شعبه، يحلّق المواطن باسم لبنان محلياً وعالمياً
في وطن يعجز السياسي أن يؤمّن حقوق شعبه، يحلّق المواطن باسم لبنان محلياً وعالمياً
A+ A-
في وطن يعجز السياسي أن يؤمّن حقوق شعبه، يحلّق المواطن باسم لبنان محلياً وعالمياً، في مجالات مختلفة، ما يجعل المقاربة تستحقّ إعادة النظر في استراتيجيّة المنظومة السياسية.
إلى أين يسير بنا الطابور السياسي؟
إلى أبعد نقطة في الهاوية، حيث "يتمرمغ" الشعب في الوحل...
إلى أين يأخذنا المواطن؟
إلى منصّة الإنجازات، و"إعادة برمجة" صورة لبنان في ذهن الخارج.
 
لبنانيون يُعيّنون في مناصب دبلوماسية وسياسية في الخارج، ويترأسون شركات عالمية أو يُطلقون مؤسّساتهم الخاصة.. وآخرون يحصدون جوائز، منهم: بلال جاويش (لبنان)، المصوّر الصحافيّ، الذي نال جائزة "بيروت الإنسانية"، و"جائزة وزارة الإعلام اللبنانية وجامعة الدول العربية" عن صورته التي التقطها للممرضة باميلا زينون، وهي تحتضن الأطفال الثلاثة في أحد مستشفيات بيروت، بعد دقائق من انفجار بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠. وحبيب ضرغام (فرنسا) الذي فاز بالجائزة الكبرى للتصوير الفوتوغرافي للعام ٢٠٢١، التي تنظمها مجلة" باري ماتش" Paris Match الفرنسية، عن صورة التقطها لثورة تشرين ٢٠١٩؛ ويذكر أن حبيب أسّس في لبنان شركة إنتاج، وأصدر كتابه الأول "صرخة صمت"، في مجال التصوير الصحافي حول مظاهرة ١٧ تشرين ٢٠١٩، وقدّم منه عشر صور إلى المسابقة.
 
صحيح أنّ هاتين الجائزتين كانتا وليدتَي أحداث مأساوية، إلا أنها تبقى شعلة أمل في وجه نيران الفساد المتأجّجة التي يأبى هذا الفريق السياسيّ "المفخّخ" بسياسة التجويع والهدم والتعتير أن يطفئها أو حتى يهدّئ من هيجانها. ومهما حاولت السياسة العودة بنا إلى العصر "الحجري" - مع الأسف - فإنّ المواطن يرتقي بنا إلى مرتبة الأمل، بأنّ النور يقف عند باب النفق.
أمام هذه المشهدية "السوريالية" في عالم التناقضات، أستغرب منشورات "التهليل" لقرار إشراك الجالية اللبنانية في الانتخابات.
شخصياً، يُضحكني كلّما وصلتني رسالة تدعوني إلى التسجيل في التصويت، أو تلك "الأناشيد" التي يتلوها البعض بغية دفعي إلى المشاركة في الانتخابات لأنه حقّي وصوتي: أوّلاً، فقدت الأمل بأسطوانة "التغيير" على يد هذه المنظومة أو من يشبهها؛ وثانياً، منطقة إقامتي تختلف عن المنطقة التي يفترض أن أصوّت فيها، والتي لا أعرف عنها شيئاً، فأين المنطق في أن أنتخب في منطقة لا أعرف أصل المرشّح من فصله، ناهيك – بالتأكيد - بشعارات وبيانات انتخابيّة وبرامج "إصلاحية"، أثبتت السنوات بل العقود أنها لا تتعدّى حدود الورقة والقلم.
 
نعم، أثبت الشعب اللبناني أنّه ينهض دائماً من تحت الركام، وأنه شعب يتّسم بالصمود، ولكن هذه الحالة أتخمته بالتأكيد. هذا الشعب يحتاج إلى أن يحصد نتيجة أفضل لإيمانه المستمرّ بالوطن، وأن يجد متنفّساً لطموحه في أرض لبنان قبل أن يتطلّع إلى الخارج. تخيّلوا لو تتنحّى الطبقة السياسية، فتلمع أسماء جديدة على مقاعد المجلس النيابي! فلنتفاءل...
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم