الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

جدّتي

المصدر: النهار - تريزيا عبود
تعب القلب يا جدّتي و هو يناديك
تعب القلب يا جدّتي و هو يناديك
A+ A-
تعب القلب يا جدّتي و هو يناديك. أيّامٌ تمرّ والشّوق يزداد كلّ حينِ. لا معنى للحياة من دونك ولا للابتسامة حياة بغيابك. هل اشتقت لي؟ هل تتمنّين الرّجوع إلينا كما أنا أتمنّى ذلك؟
جدّتي!
بعد رحيلك، لم يعد للحياة قيمة. الأيام تمرّ، وذكرياتك تتخمّر في قلبي. ولكن كيف سأكمل حياتي من دون أن أسمع صوتك وهو يناديني، ومن دون أن أنام على بطنك الذي كان يرجّ حين تضحكين.
يا ليت الزمان يعود يوماً يا جدّتي، لكنت في ذلك اليوم جلست بقربك، وقبّلت يديك، وردّدت لك كم أحبّك.
نعم، أحبّك جدّاً يا جدّتي!
كم أندم على كلّ ثانية مرّت ولم أقضِها معك. أرجوك عودي! أعدك إذا عدت أن أسهر معك كلّ ليلة، وأن أستمع إلى قصص الصّوص التي كنت تسردينها لي. أعدك بأنني لن أدعك تحملين ورقة، بل سأقوم أنا بكلّ شيء. أعدك بأنّني سأفرقع لك الفوشار كلّ سهرة. أعدك بأن أمضي كلّ الوقت معك. أعدك بأن أجعلك تبتسمين من قلبك. لكن عودي...
كنت عندما يمضي يومٌ واحد من دون أن أزورك تأتين إليّ ظناً بأنّ مكروهاً أصابني، فتعانقينني وتقبّلينني وتكرّرين لي كم تحبّينني وتشتاقين لي. عندما كنت أتشاجر أنا وجدّي، ونتصرّف كالأطفال، كنت تقفين في صفّي، وتمنعين جدّي من أن يحزنني، وكنّا نضحك كثيراً. أمّا بعد موتك يا جدّتي فقد تغيّر كلّ شيء، وصار هدفي إضحاك جدّي مثلما كنت تضحكينه أنت.
صدّقيني أن الأمر صعبٌ جدّاً، ولكنّني أحاول جاهدة، وحين أضحكه أشعر بأنّني فعلت شيئاً عظيماً!
ذكرياتنا سويّاً لن تنتهي مهما تكلّمت عليها، ولكنّ قلبي كان بحاجةٍ ماسّةٍ إلى أن يخرجها، ولم يكن لي ملجأ إلّا الكتابة. عودي يا جدّتي، ولو قليلاً فقط، لأعانقك وأسمع صوتك وأشمّ رائحتك.
لم أكن أتوقّع يا جدّتي أن يصبح وجهك صورة على الحائط أبكي أمامها كلّ يوم.
أعلم يا جدّتي أنّك اشتقت لي كما أنا اشتقت لك، لذا هناك شيء يدعى الحلم، فتعالي إليه، لكي أراك وأسمع صوتك.
كلّنا اشتقنا لك.. عيوننا لم تنشف من الدّمع قطّ؛ لذا تحنّني علينا، فنحن بحاجةٍ إلى أن نشعر بأنّك تريننا، وأنّك إلى جانبنا.
أحبّك بقدر اشتياقي لك.
هل أنت بخير؟
كيف هي السماء معك؟


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم