السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بيروت والمرفأ إلى الحياة بجهود لبنانيّة واعدة

المصدر: النهار - غادة المرّ
سلام لأرض خلقت للسّلام وما رأَت يوماً سلاماً
سلام لأرض خلقت للسّلام وما رأَت يوماً سلاماً
A+ A-
دراسة وتصاميم إبداعيّة، رسمتها مخيّلة مهندس لبناني وفريقه، تجرّأ وحلم بمرفأ، يضاهي بحداثته وجماله وتصاميمه أكبر وأهم المرافئ في الشّرق الأوسط .
دراسة حملت بصمات لبنانيّة. رسومات هندسيّة خرجت من الورق لتمحو الدّمار والغبار وترفع الرّدم وتلملم القصص الحزينة وتجمع صور وأسماء ضحايا التّفجير والّتي التصقت بالذاكرة وبوجدان وطن. بخربشة قلم وهندسة مِسطرة وخطوط مجنونة بلون الغضب والتّحدي والعزم والإصرار على الصّمود، أعادت لبيروت بريقها ولملمت الدّموع والحزن عن الأرصفة والمباني المهدّمة، ورسمت صوراً وأملاً وحلماً، أعاد عاصمتنا والمرفأ إلى الحياة وإلى خريطة الحركة الإقتصاديّة في المنطقة.
مهندس لبنانيّ شاب، ثائر وطموح، شربل أبو جودة، عقد العزم على بلسمة جراح عاصمته الّتي يعشق، والّتي حملها حيث ارتحل في قلبه وروحه. حمل القلم ورسم بحبر دمه وثقافته وتاريخه مرفأ بيروت، صوراً مشت في خياله بلون الحلم والمستحيل، وكان أن هندس المرفأ المدّمر بأبهى حلّة وتصاميم، سرعان ما خرجت إلى النّور وتجسّدت من العدم والسّواد حقيقة أروع من الخيال.
تشمل الدّراسة، خطة شاملة وتصاميم مبهرة.
عملت تلك التصاميم على جعل المرفأ قبلة الحركة الإقتصاديّة والسّياحيّة والتّجاريّة والعسكريّة في منطقة الشّرق الأوسط والعالم.
شملت الدّراسة بنوداً عدة:
-توسيع الحاويات وتكبير مساحتها، وتوسيع الأرصفة لتضمّ أكبر عدد من الرّافعات الضّخمة.
-دفع السنسول إلى الخارج؛ إلى العمق، فيتمكّن المرفأ بذلك من استقبال السّفن السّياحيّة العملاقة،.وتخصيص قسم منه للسّياحة الدّاخليّة، والقسم الآخر لاستقبال السياح .
-إنشاء برج عال يضمّ متحفاً لتخليد ذكرى التّفجير وصوراً للموقع والضّحايا. ويعلوه مطعم، يتيح لروّاده التمتع بمناظر خلاّبة تشرف على العاصمة والبحر .
-إنشاء أنفاق وسكك حديدية تربط المرفأ بالمناطق الأخرى وتساهم في عمليّة الشّحن البرّيّ.
-إنشاء مراكز لصّيادي الأسماك، وتجهيز مطابخ لغسل وتعليب الأسماك وتصديرها .
-إنشاء ثكنة عسكريّة لجنود الجيشِ اللّبنانيّ، تشكّل قاعدة عسكريّة حديثة ومحصّنة وتستقبل غوّاصات صغيرة.
-إنشاء مكاتب إداريّة لتخليص المعاملات الجمركيّة وحصرها في مبنىً واحد مع إدخال نظام المكننة الحديث لتسريع إنجاز وحفظ المعاملات، وإنشاء مكاتب ومختبرات حديثة لتلك الغاية.
وبذلك يكون المشروع قد ضاعف مساحة البور 4 مرّات وقد ضاعف أيضاً من حجم عمل الإدارة 12 مرّة. وسيعمل المرفأ الجديد بطاقة أكبر وسرعة مضاعفة تصل لحدود 22 ساعة عمل في اليوم .
-وقد عمدَت الدّراسة على التوصية بالمحافظة على الإهراءات القديمة المدمّرة كشاهد أثريّ، يخلّد ذكرى ثالث أكبر تفجير في العالم بعد هيروشيما وناكازاكي .
-دون أن تغفل الدّراسة عن تخصيص إهراءات جديدة لتخزين القمح بكميّات أكبر وبظروف تخزين عالية الجودة والنظافة، تضمن عدم تلفه وفساده .
هذه التصاميم والّدراسة ستجعل من مرفأ بيروت من أهمّ وأكبر مرافئ الشّرق الأوسط، ونظراً لموقع لبنان الجغرافيِّ المميّز، عمدت الدّراسة على توسيع المرفئ وتحديثه كي يتمكّن من المنافسة وخلق فرص عمل لآلاف الشّباب اللّبنانيِّ وتحريك عجلة الاقتصاد والتَجارة والسّياحة والنّهوض بالبلد .
وسيستعان بالجيش اللّبنانيِّ لتنفيذه والمساهمة في بناء المرفئ والحدِّ من المصاريف .
تلك الدّراسات مجانيّة وهي تقدمة وعمل تطوّعيّ ودون مقابل. وقد قدّرت تكلفة هذا المشروع لإعادة بناء المرفأ وتطويره بنحو 5 مليارات و500 مليون دولار أميركيّ 
وقد أوصت الدّراسة أن يتمَّ تأمين التمويل من كبار المستثمرين والمغتربين اللّبنانيّين المنتشرين في العالم وإينما وجدت BOT من الشّركات اللّبنانيّة في الخارج، وذلك لتفادي طلب القروض ومراكمة الدّيون والمحاصصة من السّلطة الفاسدة .
وتزامناً مع هذه الدّراسة اللبنانيّة، عمدت شركات األمانيّة خاصة على وضع دراسة وتصاميم لإعادة بناء مرفئ بيروت، وقد قدّمت الشركة الألمانيّة دراسة حديثة ومتطورة، وبمقارنة سريعة بين الدّراستين، نجدُ أن التّصاميم والدّراسة الألمانيّة قد حوّلت المرفئ إلى سوليدير جديدة، ذات تصاميم َهندسيّة رائعة وأبنيّة ضخمة وحوّلته إلى مرفأ تجاريّ متواضع فقط مع توسيعه بإتجاه برج حموّد، بعد أن اقتطعت منه الأحواض الأربعة. وكأنّها قد تعمّدت إسقاط مرفئ بيروت من خريطة المرافئ الصّناعيّة والتّجاريّة والعسكريّة والسّياحيّة في المنطقة .
هناك أيظاً أهتمام فرنسيّ وأوروبيّ إضافة إلى الإهتمام الرّوسيّ والصّينيّ بإعادة إعمار المرفأ.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم