دورك قد حان

نعم دورك قد حان لتنفضي غبار الخضوع العتيق، ولتحطّمي جدار الصّمت المميت، ولتضرمي النهار في صورة المرأة التقليدية المحكومة، فتُبعثري الأوراق، وتفقئين عين الحبر الملوّث لتكتبي سطورك، سطورَ بطولةٍ نقيّة نزيهة، سطورَ خلاصِ وطن.
وقتك قد حان !
أنتِ أيّتها الأمّ الحنون جبّارة قويّة، وعلى سواعدك تُبنى أسسُ الأوطان أجيالُ الغد الواعد، أطفالٌ تكبر على ألحان كلماتك العادلة المحقّة المجبولة بالمحبّة الرقيقة والمغمّسة بأكسير الإيمان.
أيّتها الصديقة الوفيّة المؤتمنة على أسرار الكون وبيديك مفتاح الحكمة والخلاص ...أنتِ الفنّانة المبدعة الجميلة الخلّابة الخلّاقة، ودورك قد حان لـ"تخرطشي" و"تخطشي" لوحة الوطن البالية، ولترسمي لبناننا المعاصر الجديد، ولتلوّنيه بألوان الطبيعة والسماء، ألوان الحريّة المفقودة والحقّ الضائع والكرامة المسلوبة.
حان دورك أنتِ المثقّفة المتعلّمة لتشغلي أعلى المناصب... منك يخافون، ومن أناقتك، وخلف شعار رجولتهم يختبئون.
أنتِ الحبيبة المخلصة الرقيقة، وبين صمودك ومواقفك وثباتك يُبنى لبنان جديد، فانتفضي!
حان دورك الآن لتخلعي السواد فتفرشي الأرض زنبقاً وأقحواناً، وتنثري أفكارك ورؤياك، وتطبّقي حكمتك لبناء وطنٍ قتلوه ودمّروا شعبه الجبّار...
وقتك قد حان لتقولي كلمة حقّ، ولتثبتي وجودك كامرأة قائدة عادلة فولاذيّة، ولتكوني ربّان سفينة وطن ضائع وبوصلة الدولة المعاصرة، والأم الحنون، لعلّك تنتشلين شعباً قابعاً تغطّيه نفايات الأحزاب، غرائز التبعيّة العمياء، الفقر والذّل... أمّا حكوماته فمجرّد دمى تحرّك بخيوط ملوّثة، وتميل وفق غرائزهم ومصالح جيوبهم.
وقتك قد حان، ورغماً عنهم، افرضي كيانك، وابسطي جبروتك، واجعلي الأسوْدَ المزيّفة تقبل بسلطان قرارك الجريء المستقلّ.
حاولوا إقصاءك، إخضاعك، إخفاءك، وكتم صوتك خوفاً وضعفاً إنّما حان وقت الترشّح، الحملة والعمل الجديّ الفعّال، فهلمَّ، وتجرّئي، فالساحة لك، والصوت لك، والرقصة رقصتك، فكوني الغد المشرق!
كوني كلمة الفصل والحق!
كوني الحبّ والسلام!
كوني الوطن والأمان!
كوني البيت والسقف!
كوني الحكمة والعدل!
كوني التواضع والصلابة!
كوني نائبة الغد، وكوني لبنان!
ترشّحي وخوضي معركة الانتصار على الأنوثة المكبوتة والرجولة المخادعة الضعيفة!
تجرّئي للتغيير، فوقتك قد حان!