الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من مواطنة إلى المهاجرين اللبنانيين...

المصدر: النهار - غفران عبد الكريم جنيد
يشهد لبنان حالياً هجرة عدد كبير جداً من سكانه إلى بلاد أخرى دون عودة نهائية بسبب الأوضاع البائسة التي يعيشها بلدهم.
يشهد لبنان حالياً هجرة عدد كبير جداً من سكانه إلى بلاد أخرى دون عودة نهائية بسبب الأوضاع البائسة التي يعيشها بلدهم.
A+ A-
يشهد لبنان حالياً هجرة عدد كبير جداً من سكانه إلى بلاد أخرى دون عودة نهائية بسبب الأوضاع البائسة التي يعيشها بلدهم.
هذه الهجرة هي نوعان: إما هجرة للعمل أو هجرة للدراسة.
أتوجه هنا برسالة لكلا النوعين.
أبدأ بالحديث إلى النوع الأول الذي هاجر بسبب العمل:
في هذا النوع أساتذة يهاجرون ويتركون جامعات وطلاباً من دون تعليم، أطباء يتركون مشافي ومرضى ويذهبون إلى معالجة أناس في بلاد أخرى. مهندسون يتركون بيروت المدمرة التي تحتاج إلى ترميم من جديد، ويذهبون ليبنوا منازل وشركات في بلاد ليست بحاجة لها أصلاً. معلمون يتركون مدارس ملأى بالتلاميذ الجيدين والأذكياء من دون تعليم ويذهبون إلى بلاد فيها فائض من المعلمين...
لكن أقول لكم كيف طاوعكم قلبكم أن تتركوا بلادكم وشعبكم المحتاج وأنتم ذاهبون عنه مفتخرون بذلك.
أليس أنتم من أوصل البلاد إلى هنا بانتخابكم المسؤولين آلاف المرات؟ أليس أنتم من جعل البلاد في هذه الحالة؟ أتتركونه هكذا وأنتم السبب في كل هذا؟
ألستم أنتم من انتخبهم ثلاثين سنة متتالية وكنتم تتلقون ضربات كثيرة، لكن انتماءكم الطائفي الحزبي دمركم الآن، وتستأهلون هذا نعم.
أتفكرون أنكم سوف تعملون براتب أكبر من الذي كنتم تتقاضونه؟ أو أتعملون في رفاهية دون أن يقولوا لكم أنتم أجانب ونحن أحق في الوظيفة الأعلى منكم؟
اذهبوا وطبقوا قوانين يجب أن تطبقوها في بلادكم لكنكم تناسيتم، اذهبوا وارضوا بأقل عمل كي تزدهر أوطانهم، اذهبوا وادفعوا ضرائب للخزينة دون أن تعترضوا؛ وإذا جعلوكم تنتخبون لا تنسوا قراءة السيرة الذاتية للناخب قبل انتخابه، ولا تنسوا أن توضبوا نفاياتكم وتفرزوها قبل رميها، وأيضاً لا ترموها من النافذة كي لا تتعرضوا لعقوبات، اعتنوا جيداً بأوطان غير أوطانكم التي تسببتم في إيذائها، لا تنسوا ذلك أبداً...
أما بالنسبة للطلاب الذين يهاجرون طلباً للعلم...
نعم سافروا وتعلموا لأن أساتذتكم تركوكم من دون تعليم وذهبوا إلى خارج البلاد..
تعلموا هناك كيف تكون الوطنية ثم ارجعوا إلى بلادكم.
تعلموا كيف تكون النظافة والاختراعات والأشياء الجميلة وعودوا...
لا تفعلوا كما فعلوا هم فيكم، هناك أجيال قادمة تنتظر أن يعود وطنهم الذي يقرأون عنه في التاريخ..
عودوا وحسّنوا وطناً دمروه من قبلكم..
لا تتركوه وحيداً هكذا مرمياً بمآسي الذين سبقوكم.





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم