الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سلمان بن كويخ وفن العزف على الكلمات

المصدر: النهار - مرح الحصني - سوريا
هُنا نجدُ شاعرنا سلمان بن كويخ حائراً في ظلِّ الفراق الذي خيّمَ على حياته
هُنا نجدُ شاعرنا سلمان بن كويخ حائراً في ظلِّ الفراق الذي خيّمَ على حياته
A+ A-
لطالما أثبت لنا الشاعر الكويتي سلمان بن كويخ صاحب ديوان "لمن أحبّ"، الصادر في العام ٢٠١٦م، والذي أسر القلوب بكلماته، وحروفه التي ينسجها وكأنّه يعزف على جسد القصيد، أن الكتابة لا تقتصرُ على حملِ الورقة والقلم وتهيئة جوٍّ مناسبٍ لنزول الإلهام كي يشرع الكاتب بالكتابة، وتخبرنا تجربة الشاعر سلمان بن كويخ أيضاً بأن الكتابة لا تقتصرُ على الجلوس خلف المكتب والضغط على أزرار الحاسوب المحمول، ورائحة القهوة العربيّة تُدغدغ خيال الكاتب حتى يتحفّز على فعل الكتابة؛ فالموضوع على قدر بساطته شائك، وعلى قدر تعقيده بسيط، فالقارئ لكلمات الشاعر سلمان يعي تماماً أن الكتابة عالمٌ أعمقُ ممّا ذُكر بكثير، فهي نزف الروح على الورق حتى تنبض بحروف تحملُ خيالات بشرٍ ومواقفٍ مرّوا يوماً ولم يعودوا. الكتابة هي أن تحمل القارئ على الإعجاب بالموقف المكتوب عنه وحمله للحياة في منتصف هذا العالم في خيال الكاتب، ثمّ العودة به بلمح البصر إلى الواقع حيثُ يحيا. الكتابة هي أخذُ القارئ في نزهةٍ متعددة الفضاءات والمشاعر، فيبكي حيناً ويبتسمُ حيناً، ويشعر بالحبّ والاشتياق في أحيانٍ كثيرة؛ فإذا وجدت نصّاً أخذ بيدك إلى رحلةٍ ما، فابحث وراء ذلك المارد الذي نسج كلماته، وهذا ما لخّصه الشاعر سلمان بن كويخ ببيت شعري بسيط يُحدثنا فيه عن المعاناة بعد الفراق، وفي هذا السياق يقول:
ماذا تريديني أن أفعل حياتي
وماذا عن الأسرار بينك وبيني
مؤلمٌ بدونك حين أجمع شتاتي
كيف لي النسيان وأنتِ بعيني
هُنا نجدُ شاعرنا سلمان بن كويخ حائراً في ظلِّ الفراق الذي خيّمَ على حياته، وسرق منها جميع أسباب الراحة والأمان، ثم ينتقل لتذكّر الأسرار بينه وبين المحبوبة، طارحاً ذكرياته وأسراره على شكل تساؤل، قائلاً ماذا عن الأسرار؟
حيث يحدّثنا سلمان بن كويخ عن التفاصيل، فالتفاصيل الصغيرة التي تختفي في غياهب الأسرار، والمواعيد، واللقاءات، والأحاديث، والابتسامات وكلّ ما يخص هذا الحلمُ الجميل الذي يتلخّص في علاقة الحبّ.
ثم ينتقل سلمان بن كويخ للحديث عن آلامه، أجزائه المشتتة التي تتبع المحبوبة أين ما حلّت وارتحلت، ثم يُنهي كلّ الجدل السابق بما فيه من فوضى الأحاسيس والشتات بقوله كيف لي النسيان وأنتِ بعيني، فقد اختار أكثر أجزاء جسده قرباً إليه. العين مصدر رؤية المحبوبة، ومصدر كلّ ما هو جميل، لا تستطيع مفارقة عقل شاعرنا لأنها في عينه، وأقرب إليه منه.
وهكذا كان شاعرنا سلمان بن كويخ ينسج الشعر بخفة وبراعة كبهلوانٍ يلاعبُ الحروف، ويتلاعب بها ليخرج لنا بشعرٍ خالصٍ يخطفُ القلوب.
وللشاعر سلمان بن كويخ كتاب بعنوان "تحبيني" (سنة 2015). وتم حفل توقيع في الكويت والبحرين والرياض، والكتاب الثاني بعنوان "لمن أحبّ" (سنة 2016).

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم