السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سنخبر اللّه بكلّ شيءٍ أيّها الفاسدون

المصدر: النهار - غادة المرّ
فلذات أكبادنا، عذراً،لم نستطع أن نهديكم وطناً يليق بكم، وطناً على قياس أحلامكم، مستقبلكم وطموحاتكم
فلذات أكبادنا، عذراً،لم نستطع أن نهديكم وطناً يليق بكم، وطناً على قياس أحلامكم، مستقبلكم وطموحاتكم
A+ A-
فلذات أكبادنا، عذراً،لم نستطع أن نهديكم وطناً يليق بكم، وطناً على قياس أحلامكم، مستقبلكم وطموحاتكم. لقد فعلنا ما بوسعنا، لكن يبدو "ما بوسعنا" لم يكن كافياً.
ضاعت أعمارنا ونحن نجاهد لبناء وطن ودولة قويّة، حرّة ومستقلّة، نعيش فيها بكرامة. ضاعت أعمارنا ونحن نكافح لنخففّ واقعاً ونجمّل حقيقة. فلا نحن أتقنّا التخطّي ولا نحن عشنا حياتنا كما نريد.
ثورتنا وغضبنا كما أيّامنا ووجعنا، كانت كلّها صادقة جدّاً.
ما أصعب أن نمسك قلماً ونوثّق هزائمنا، ندفن أحلامنا ونصمت.
إننّا نبيع أحلامنا ونجلس على رصيف الذكرى.
في وطني… تموت الأحلام بعمر الورود.
يا شعبي الّذي أشبعوه "ذلًّا وتعتيراً"
أخبر الله يا شعبي المسكين، والله يخبرك أنّك قادر على التغير وقلب موازين اللّعبة، وهو يسمع صوتك ويعينك ويهمس لك أن تُسمعهم صوته وصوتك في صناديق الاقتراع. أن تجعل من تاريخ الانتخابات تاريخاً مضيئاً ومنهم تقتصّ وتنتقم.
أهلاً بكم في جحيم سلطتنا العاهرة ِوالمجرمة، والّتي رسمت لنا هذا المصير البائس والمذلّ.
اغتيال جماعيّ وانتحار مبرمج لشعب بكامله، منكوب ومسلوب الإرادة.
ما أصعب أن تدفن أحلامك ومستقبلك في زوايا روحك، أن تفقد أغلى ما تملك وأن تُجبر على التأقلم مع
واقع لا يشبهك. واقع هجين ممسوخ. أن تختنق بالكلمات. وأن تبتلع دموعك وتنطفئ بصمت وكبرياء.
ودائع الناس مسلوبة ومنهوبة من الطّبقة الحاكمة الفاسدة والفاجرة حدّ الألم والكفر.، مفقودة في دهاليز النّهب والهدر والتّهريب والصّفقات المشبوهة والمشاريع الفاشلة.
الوديعة المصرفية ليست ديناً، الوديعة تُعاد كما هي كاملة وبالعملة التي أُودِعت فيها. فمن أودع أمواله بالعملات الصّعبة، يستعيدها بالعملات الصّعبة. ومن أودع أمواله بالليرة اللبنانية، فبالليرة اللبنانية يستردّها.
ما يحدث ويُحاك في غرف السّلطة الماكرة، للشعب من جرائم ومكائد ضدِّ الإنسانيّة من سرقة موصوفة وممنهجة تطال شعباً بأكمله، فاجر ومرفوض.
إنّنا نعيش في الجحيم الذي أوصلونا إليه. كيف لوطني أن يُستباح من عصابات ومسؤولين، لو كانت العدالة موجودة، لكانوا في السّجون وعلى حبال المشانق يتأرجحون في السّاحات.
سرقوا أحلامنا وهجّروا شبابنا وشابّاتنا، وسلبوا منّا الفرح والحياة الكريمة، حتّى أبسط حقوقنا بالعيش كبشر. قمعوا ثورة شعبي وشوّهوا التاريخ وطمسوا كلّ معالم الثقافة والتمدّن والرقيّ والحضارة.
لبنان اليوم ممسوخ على صورتهم القاتمة، لبنان اليوم هجين وممزق وقبيح.
صادروا الحريات والثقافة وشوّهوا الفنّ والعلم والموسيقى، جعلوه يتقهقر لمصاف الدّول المنكوبة والمتخلفة والقمعية.
أهذا هو لبنان الّذي تريدونه؟ أهذا هو وطن الأرز والحضارة الفينيقيّة والرقي والثقافة والحرية والتعدديّة والانفتاح والتعايش والأمان والعدالة؟؟
متى يا شعبي تغضب؟ متى تنتفض وتعود إلى السّاحات والشوارع؟
متى تصرخ وترفض الظّلم والموت والذل وتثور من جديد وتغير قواعد اللّعبة والنهاية؟
متى تغضب يا شعبي وتغير مصيرك القاتم بيدك… بدمك وتكتب التاريخ الّذي يليق بك، بالوطن والكرامة؟
متى تخبر الله بما فعله أولئك اللّصوص والقتلة، الذين صادروا صوتك، كرامتك، حريتك، حقوقك وجنى عمرك؟
متى؟؟ متى تقلب الطاولة على رؤوسهم، وتكتب أنت النهاية والمصير بحبر الثورة؟
متى تستيقظ يا شعبي المسكين وتنتقم منهم وتسقطهم عن عروشهم؟
متى؟ متى ترفع الصّوت نحو السماء، وتُسقط صوتك في صناديق الاقتراع وتنهي وجودهم بحبر أزرق؟
متى تنتقم وتنتصر وتعرف أنّ صوتك سيصنع المعجزة؟
يا شعبي...
لا تعطِ صوتك لمن ذلّك ونهبك وهجّر أولادك وجعل من حياتك جهنّم حقيقيّة.
لا تعطِ صوتك لمن مسخ تاريخك وحضارتك وخطف الوطن.
لا تعطِ صوتك لمن خذلك وقمعك وأفقدك الأمل والمستقبل واغتال ثورتك البيضاء.
لا تعطِ صوتك لمن فجّر عاصمتك ودفن أهلك وسرق أحلامك وفرحك وأطفأ عيون إخوة لك.
هذه فرصتك ليكن صوتك هادراً ويزلزل عروشهم ويحطّم أصنامهم وفسادهم. ليكن صوت الرّب هو صوتك في قلب المعادلة وإحداث الفرق والتغيير.
صوّتوا للبنان في صناديق الانتخابات، للغد والمستقبل والحياة والفرح وللنجاة من طوق الذل والغربة وقوارب الموت في البحر والهجرة والرحيل.
المواقف كالعواصف... تهبّ، فتسقط على إثرها، أوراق وأقنعة وحقائق وضمائر. سنخبر اللّه بما فعلت أيديكم وفسادكم وحماقاتكم وفشلكم، يا فرّيسي الهيكل، بالشعب والوطن.
توجعكم كلماتي؟ هل تخيّلتم وجعي وأنا أكتبها؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم