وطن للبيع

من يشتري وطني بدون وُلاتِه
تلك التجارةُ في بلادي مُشْرَعهْ
من دون حكّامٍ بغاةٍ فاسقين
وفاجرين بلا حياءٍ إمَّعَهْ
من يشتري قلمي وكلَّ قصائدي
ووصيةً من والدٍ لن نتبعَهْ
(والكان يا ما كان) يومٌ أمةً
ضُرِبَتْ بها الأمثالُ كانت مُبدِعَهْ
من يشتري مني طفولةَ يائسٍ
والذكرياتِ النادراتِ الممتعهْ
من يشتري أضغاثَ أحلامي التي
جمّعتُها من كلِّ لونٍ أربعهْ
أو يشتري عمري بحفنةِ بهجةٍ
بعضِ القروشِ فمن لقهري شرَّعَهْ؟
أو يشتري إرثَ الجُدودِ لعلَّه
يرعى لأرثٍ خاب مَنْ قد ضيَّعَهْ
لكنَّ من يشري البلادَ يكن لها
نعم الوفيُ فمن لديه ذي السَّعَهْ؟
من يشتري ألعابَ طفلٍ لم يجدْ
وطناً يرى فيه بركنٍ مرتَعَهْ
أو رسمةً من خربشاتٍ قد حكتْ
حلمَ الطفولةِ قبل أن يستودعَهْ
أو دميةً لصغيرةٍ قد أودَعَتْ
سرّاً بها عن أمةٍ متصدِّعَهْ
عن شبهِ حُكّامٍ كشاخص مرجةٍ
فزاعةٍ من يلبسون الأقنعهْ
من يشتري لبنانَ موطنَ عِتْرتي
يا عِترتي عذراً إذا أرزي معهْ
علّ السعادةَ ذات يومٍ أن ترى
فيه مساحةَ بسمةٍ كي تُرْجِعَهْ
هذا ندائي من فؤادٍ مُصْدَعٍ
جاب الفيافي، من يعيه ليسمعَهْ؟