الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

انتخابات "جنون"... "الكينغ" و"البودي غارد" والاحتياط والزينة

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
ميلاد بو ملهب.
ميلاد بو ملهب.
A+ A-
ترافق الحملات الانتخابية التي تجري في لبنان بعد شهر ونصف حالات غريبة وغير مألوفة.

يرصد المراقب للحركة الانتخابية التي انطلقت منذ شهرين أموراً عديدة تكاد تقترب من الجنون، ويستحيل أن يصدقها عقل بشري يحيا في لبنان المنهار على المستويات كافة.

لم تكن ظاهرة ميلاد أبو ملهب الذي ظهر في اليوم الأخير من تقديم الترشيحات، بزيه الغريب وعصاه التي تشبه عصا نوح وصوته المرتفع، الظاهرة الوحيدة الغريبة، وإلا لكنّا وضعناها ضمن الإطار الهزلي الذي يمكن أن يحصل في العادة في البلدان كافة، لكن مع تقدم الأيام بدأت تتظهر أمور أخرى تجعل ظاهرة أبو ملهب الألطف بينها. فترشح الشاب المثير للجدل ياسين فواز أو من يعرف بـ"الكينغ رولوديكس" الذي يعمد منذ مدة إلى استعراض حياته المرفّهة وأمواله الطائلة على وسائل التواصل من باب مساعدة الآخرين، كانت علامة فارقة خصوصاً أن النائب من المفترض أن يكون مشرعاً أو مطلعاً، والندوة البرلمانية ليست موقع "انستغرام" ولا "فايسبوك".
 
لا يغيب عن بالنا أن نقيب اصحاب المولدات عبده سعادة أيضاً مرشح ويرأس لائحة وفي لائحته نائب سابق أيضاً. وبعيداً عن الأسلوب الذي أعلن فيه عن لائحته وطروحاته، لا إشكالية على شخص سعادة، رغم أن دعاوى عدة مقامة عليه بالجملة من وزارة الاقتصاد، إلا أنه مواطن لبناني ويحق له، إنما أين يعيش هؤلاء الناس؟ يمكن أن يكون لا يسمع بماذا تصفه الناس هو وتجمعه ونقابته؟ هل تناهى إلى سمعه عبارة "مافيا" المولدات التي يرأسها، هل يمكن انه لا يعلم مدى كره الناس لهم، وشعورهم بالمذلة أمام هكذا مجموعة، لأن دولتهم تركتهم من دون كهرباء ووضعتهم تحت رحمة حضرة المرشح الذي يريد أن يمثل تجمعه في البرلمان.
 
لم تتوقف الظواهر العجيبة الغريبة عند هذه الحالات، بل هناك عشرات الحالات الأخرى، فقد سجل مثلاً ترشيح أحد المتهمين بتهريب المواشي المدعومة إلى الخارج، في منطقة البقاع وهو يتدلل على اللوائح للقبول بالتحالف معها، كما بدا لافتاً ان أحد مراققي (بودي غارد) زعيم زحلي توفي منذ سنوات قليلة، هو مرشح ويشترط ترؤس لائحة أساسية في زحلة.
الأرقام والحواصل.
 
وانتقالاً من الظواهر إلى أزمة الأصوات، فهي أزمة أخرى تتحكم في الواقع الانتخابي. تكاد لا تسأل مرشحاً واحداً من الـ 1043 إلا ويعتبر نفسه أنه "معبود الجماهير"، ويملك وافراً من الحواصل الانتخابية يستطيع توزيعها شمالاً ويميناً، بما يوحي بظاهرة مرضية بدأت تتحول إلى خطر على المجتمع.
 
ليل الاثنين الماضي اتصل أحد المرشحين في المتن الشمالي بمرشحة "مدنية" معروفة عارضاً عليها التحالف معه، "لأن لديه حاصلين، يحتفظ بأحدهما لنفسه، والآخر بالطبع سيكون لها". لكن المفارقة أن لا أحد يعلم بهذا المرشح ولا مؤسسة دراسات أو إحصاءات أعطت ولو صفر فاصلة لهذا المرشح، فيما أدلى أحد  اطباء الاسنان المرشحين في قضاء كسروان بتصريح إعلامي أكد فيه ضمانه 25 ألف صوت انتخابي، أي بما يضمن مقعدين لشخصه الكريم، وبعد سؤال خبيرين انتخابيين عن وضعه، أكدا أنه لا يظهر على جدول التأييد ولو بشكل رمزي، وكان تكلم أيضاً منذ مدة عن حسم المجتمع المدني لأكثر من ثلاثين مقعداً في الانتخابات ومن ضمنها مقعدان في بعلبك الهرمل ومقعدان في صور وآخر في الزهراني، في حين أن القاصي والداني في لبنان يعلم أن هذا الأمر مستحيل حتى لو تدخلت قدرات خارقة.
 
الاحتياط والزينة 
وفي سياق الملاحظات، لابد من ذكر ملاحظة أخيرة، وهي في العادة تحدث في الانتخابات اللبنانية، إلاّ انها تتكاثر أيضاً في الانتخابات الحالية، وهي مرشحو الاحتياط، ومرشحو المساومة، وكأنك أمام لعبة داما يحرك أحجارها اللاعبون الأساسيون كما يشتهون، وهذا ما ظهر جلياً عند الإعلان عن تشكيل أي لائحة حيث يغط اسم ويطير آخر ويعود ويغط، والمستغرب في هذه الحالة أن هناك طامحين ليكونوا نواباً وممثلين عن شعب يعلمون انهم ينتظرون مفاوضات رئيس لائحة ما مع غيرهم وينتظرون الفشل لربما يحلون محله، وهو مستعد أن يقف على الباب حتى انتهاء موعد تشكيل اللوائح.
 
ويبقى في النهاية أن هناك أيضاً من يعرّف نفسه بأنه "زينة" وحضوره على لائحة لا يمكن أن يؤثر أو يغير في نتيجتها، لكنه يستمر في نهج غير مفهوم ويحتاج الى علم خاص لتفسيره.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم