السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المرفأ في عهدة "الأم الحنون": إعادة تأهيل بكلفة 100 مليون دولار وتلزيم الفرنسيين ليس شرطاً...

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
انفجار مرفأ بيروت.
انفجار مرفأ بيروت.
A+ A-
بعد ثلاث سنوات ونصف سنة على جريمة تدمير نافذة لبنان التاريخية على العالم، تعود قضية إعادة إعمار مرفأ بيروت إلى واجهة الإهتمامات السياسية والإقتصادية مجددا من خلال مشروع هندسي أعدّته شركتان فرنسيتان بهدف إعادة بناء وتطوير البنى التحتية والأرصفة وأحواض التسفين، وتجهيزه بأحدث النظم والتقنيات الأمنية والخدماتية التي تضرر وتدمَّر بعضها كلياً يوم 4 آب 2020 المشؤوم.لماذا الفرنسيون؟ الجواب موجود بقوة في التاريخ والدور الفرنسي العريق مع لبنان، وحرص "الأم الحنون" المستدام على التواجد والتدخل بكل الإمكانات السياسية والإقتصادية والإنسانية، كلما احتاج الإبن التاريخي لفرنسا الى معونة أو يدٍ تنتشله من الويلات والمصائب التي جلبها عليه سوء السلطة فيه، وفساد الطبقة السياسية برمّتها.مذ وطئت قدما الرئيس إيمانويل ماكرون أرض لبنان مباشرة بعد التفجير، والكل يعلم أن المرفأ أصبح تحت نظر العناية الفرنسية المركزة، إلا ان تعقيدات التحقيق، والشغور الرئاسي، وحرب أوكرانيا، وليس آخراً حرب غزة، فرملت الإندفاعة الفرنسية.منذ اللحظات الأولى للزيارة برز الاهتمام المباشر لمسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الفرنسية بقضية إعمار مرفأ بيروت، وعملهم الجدي لإبقاء قضية إعادة تحريك عجلة الوظيفة الاقتصادية والدور الملاحي في غرب المتوسط لمرفأ بيروت في سلّم أولويات الحراك الفرنسي.مشاريع بالجملة عُرضت، ودراسات كثيرة أجريت على المرفأ، ووُضعت مخططات وأطر تطوير وتعمير وإعادة إحياء عدة، من جهات لبنانية ودولية مختلفة، لكن معظمها إنتهى إلى الأرشفة والنسيان. أما في حالة المشروع الفرنسي الحالي، فالتمويل مؤمّن إما مباشرة من الحكومة الفرنسية التي تشترط الاتفاق المسبق مع صندوق النقد الدولي قبل الشروع في التمويل، وإما برمجة إعمار ذاتي للمرفأ من خلال تقاسم عائداته وأرباحه مناصفة بين مشروع "البور بيعمّر حالو" من جهة، وبين الدولة التي تحتاج بقوة إلى عائدات تعينها في إدارة شؤونها.ليس خافيا على أي متابع جدي للأوضاع المالية والنقدية والشؤون الضريبية معرفة ما يمثله وجود مؤسسة بحجم مرفأ بيروت، للنمو الاقتصادي وللدور المحوري في صناعة وتنشيط حركة التجارة في المنطقة برمتها، وخصوصا بعد حرب غزة وتراجع الإمكانية التنافسية لمرفأ حيفا مع العمق العربي بسبب تنامي حالة الغضب الشعبي والرسمي مما تمارسه إسرائيل من وحشية وظلم في غزة والقطاع ولبنان.لا يحتاج...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم