التقرير الأسبوعي لبنك عوده: بيوعات ملحوظة في سوق الأسهم للاستفادة من ارتفاع القيمة السوقية للدولار المصرفي

مع استمرار الشلل الحكومي، وفي حين لم تترجم عملياً بعد المفاعيل الإيجابية للتقدّم في مسار معالجة الأزمة بين لبنان وبلدان الخليج العربي، وعلى وقع اسقاط اللجان النيابية المشتركة النسخة الحكومية من مقترح قانون "الكابيتال كونترول" والذي يعدّ في صلب مطالب صندوق النقد الدولي كشرط أساسي لإبرام اتفاق مع لبنان، وفي ظل قرار مصرف لبنان برفع سعر صرف الدولار الأميركي للسحوبات النقدية من الحسابات المصرفية بالعملات الأجنبية، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هبوطاً في سعر صرف الليرة في السوق السوداء، وتراجعاً في الأسعار في سوق الأسهم، بينما سجّلت سوق سندات اليوروبوندز استقراراً في الأسعار عند مستوياتها الدنيا. في التفاصيل، قفز الدولار بنسبة 14% إلى 25700 ل.ل.-25750 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 22500 ل.ل.-22550 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق وسط مراوحة في الأزمة الحكومية وفيما لم تفلح المساعي في إعادة ضخ الحياة في العلاقات اللبنانية-الخليجية من جديد، بينما تعاني سوق العملات من شحّ بالدولار النقدي وفقدان نسبي لعامل الثقة. وفي ما يخص سوق الأسهم، تراجع مؤشر الأسعار بنسبة 4% أسبوعياً، نتيجة انخفاض أسعار أسهم "سوليدير" بأكثر من 10% جنياً للأرباح وللاستفادة من ارتفاع القيمة السوقية للدولار المصرفي في السوق الموازية. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، ظلت الأسعار عند أدنى مستوياتها حيث تراوحت بين 10.25 سنتاً للدولار الواحد و11.50 سنتاً للدولار الواحد في ظل استمرار الضبابية السياسية وترقب لمسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

في سوق النقد: ظلت كلفة الكاش بالليرة اللبنانية مستقرة عند 4.0% في سوق النقد هذا الأسبوع، دون أي تغير بالمقارنة مع الأسبوع السابق. في موازاة ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 25 تشرين الثاني 2021 أن الودائع المصرفية المقيمة واصلت تقلصها بقيمة 68 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 141 مليار ليرة (أي ما يعادل 94 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.)، بينما ارتفعت الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 73 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 129 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 56 مليار ليرة. في هذا السياق، يجدر الذكر أن الودائع المصرفية المقيمة راكمت تقلصات بنحو 11000 مليار ليرة منذ بداية العام 2021، بشكل أساسي نتيجة انخفاض الودائع المقيمة بالعملات بنحو 9000 مليار ليرة، بينما تراجعت الودائع المقيمة بالليرة بنحو 2000 مليار ليرة.  

 

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 9 كانون الأول 2021 اكتتابات في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 2 كانون الأول 2021 اكتتابات بقيمة 428 مليار ليرة توزعت كالتالي: 14 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) و300 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%) و114 مليار ليرة في فئة السبع سنوات (بمردود 6.50%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 136 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 292 مليار ليرة.

 

في سوق القطع: بينما يطوي التعطيل الحكومي شهره الثاني، ومع استمرار تعليق قانون "الكابيتال كونترول" والذي يعدّ شرطاً أساسياً لأي مسار إصلاحي وتفاوضي مع صندوق النقد الدولي، ومع عدم إحراز أي تقدم لإعادة العلاقات مع بلدان الخليج العربي إلى سابق عهدها، وعلى وقع قرار مصرف لبنان برفع سعر صرف الدولار الأميركي من 3900 ل.ل. إلى 8000 ل.ل. للسحوبات النقدية من الحسابات المصرفية بالعملات الأجنبية (علماً أنه جاء توازياً مع خفض حدود السحوبات الشهرية من 5000 دولار إلى 3000 دولار)، ووسط شحّ بالنقد الأجنبي، شهدت السوق السوداء تدهوراً في سعر صرف الليرة مقابل الدولار حيث بلغ 25700 ل.ل.- 25750 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 22500 ل.ل.-22550 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. في موازاة ذلك، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصة Sayrafa   تراوح بين 19400 ل.ل. و20500 ل.ل. بين 6 كانون الأول و9 كانون الأول 2021 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.

   

في سوق الأسهم: سجّل مؤشر الأسعار لبورصة بيروت تراجعاً نسبته 4.3% هذا الأسبوع، بشكل رئيسي نتيجة الهبوط الحاد في أسعار أسهم سوليدير "أ" و"ب" بنسبة 11.8% و11.1% على التوالي لتقفل على 27.22 دولار و26.84 دولار على التوالي في ظل سعي بعض المتعاملين لجني الأرباح وللاستفادة من ارتفاع القيمة السوقية للدولار المصرفي بعد قرار مصرف لبنان برفع سعر صرف الدولار للسحوبات النقدية بالعملات. وفي ما يتعلق بالأسهم المصرفية، انخفضت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 2.3% إلى 0.84 دولار. وتراجعت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 0.5% إلى 3.90 دولار. في المقابل، قفزت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 9.8% إلى 2.25 دولار، تلتها أسهم "بنك بيمو العادية" بنسبة +5.8% إلى 1.10 دولار، فأسهم "بنك عوده العادية" بنسبة +3.0% إلى 2.40 دولار. وبقيت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" مستقرة عند 3.50 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، أقفلت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" على تراجع نسبته 1.3% إلى 19.75 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية بنسبة 61.0% أسبوعياً لتبلغ زهاء 4.7 مليون دولار، علماً أن أسهم "سوليدير" نالت 96% من النشاط.

   

سوق سندات اليوروبوندز: وسط تعطيل حكومي متمادٍ وبانتظار انطلاق المباحثات مع صندوق النقد الدولي حول السياسات النقدية والمالية بعد أن أعلنت الحكومة عن انتهائها من المناقشات التقنية، ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية مستقرة عند أدنى مستوياتها هذا الأسبوع، حيث تراوحت بين 10.25 سنتاً للدولار الواحد و11.50 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة. عليه، تكون أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية قد راكمت تقلصات بين 1.88 دولار و3.13 دولار منذ بداية العام 2021. ويأتي ذلك في أعقاب انخفاضات حادة في الأسعار سجلتها سندات اليويوروندز اللبنانية خلال العام 2020 إثر تخلف الدولة عن دفع مستحقاتها في 9 آذار من العام الماضي.