الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل ستؤثّر عملية "الدمج" المرتقبة لـ"إيثريوم" على العملات المشفّرة؟

المصدر: "النهار"
عملة "إيثريوم" (تعبيرية).
عملة "إيثريوم" (تعبيرية).
A+ A-
من المرتقب أن تقوم "إيثريوم" هذا العام بتغيير كبير بالنسبة إلى تاريخها، لأنّ ثمّة حدثاً سيحصل، ومن المؤكّد أنَّه سينتشر عبر كلّ الأنظمة التي تتعامل مع العملات المشفّرة والأصول الرقميّة.

هذه العملة المشفّرة، التي هي أساساً برنامج كمبيوتريّ يستخدم تقنية "بلوكتشين" لتوفير سجلّ رقميّ لتسجيل المعاملات، باتت الأساس الأكثر شيوعاً لمجموعة متنامية من أصول وتطبيقات التشفير التجارية، بما في ذلك منتجات الإقراض والرموز غير قابلة للاستبدال (NFTs)، بالإضافة إلى رمزها الأصليّ، "إيثر".

"إيثريوم" غير مملوكة لأيّ شخص، وابتكرت من قبل مجموعة من المطوّرين، وتعمل من خلال شبكة من مراكز البيانات في جميع أنحاء العالم، وفق ما ورد في تقرير "بلومبرغ".

ويطرح المطوّرون، الذين يعملون على تحسين برنامج "إيثريوم"، ترقية مهمّة ستحصل هذا العام، والتي سُمّيت "الدمج" (Merge)، وسيحلّ فيها ما يسمّى بـ"المودعين" (stakers) محلّ المعدّنين.
 
يطلب المعدّنون المعاملات عن طريق حلّ العمليّات الحسابيّة المعقّدة باستخدام الملايين من الخوادم القوية - وانتُقد هذا النظام بسبب استخدامه الكثيف للكهرباء.
 


على خلاف ذلك؛ سيطلب "المودعون" المعاملات عن طريق وضع "إيثر" الخاصّة بهم على نظام جديد، كان قيد الاختبار منذ كانون الأوّل 2020. يمكن للأشخاص بالفعل استخدام محافظهم الرقمية لإيداع "إيثر" في نظام الاختبار هذا، الذي يسمّى سلسلة الكتل "بيكون تشين" (Beacon Chain)؛ وبعد الدمج، سيبدأ اختيارهم عشوائياً، ثمّ يصبحون ما يُعرف بـ"المدققين" (validators)، ويطلبون المعاملات على السجلّ الرقميّ في "إيثريوم" إلى كتل، ويتقاضون أتعابهم بـ"إيثر" الجديدة. وهذا ما يسمّى بـ"إثبات الإيداع" أو (proof of stake).

شرح المحلّل لدى شركة الأبحاث "ميساري" (Messari) تشيس ديفينس الوضع بالقول: "لم يحدث أبداً في تاريخ شبكات بلوكتشين تغيير حجم انتقال إيثريوم من إثبات العمل إلى إثبات الإيداع".
لكن الدمج سيكون مربكاً، لأنَّ أموراً كثيرة قد تسوء. فمن المحتمل أن يكون هناك أخطاء برمجية أو عمليّات اختراق، أو يُمكن للمعدّنين إنشاء شبكة "إيثريوم" بديلة.

وكإجراء احترازي خلال عمليّة الدمج، من المرتقب أن تتوقّف أغلب عمليّات تبادل العملات المشفَّرة المركزيّة وعمليات سحب وإيداع "إيثر"، بالإضافة إلى توقّف تطبيقات التمويل اللامركزي موقتاً أيضاً إذا حدث خطأ ما.

وفي هذا السياق، أشارت مديرة الأبحاث في شركة "أركا" (Arca) لإدارة الأصول الرقميّة كاتي تالاتي بأن "على المرء أن يحذر خلال حدوث كلّ الترقيات التقنية لجميع هذه السلاسل الكبيرة، لأننا في نهاية المطاف نتعامل مع تكنولوجيا غير معروفة".

المعدّنون هم مصدر معظم المخاوف. فقد يغادر الكثيرون الشبكة قبل الدمج مباشرةً معتقدين أنَّ بإمكانهم جني المزيد من المال عن طريق بيع معدّاتهم بدلاً من انتظار الحصول على آخر المكافآت.

ويعتقد داني جونغ، نائب رئيس "بي آي تي مايننغ" (BIT Mining)، شركة مزودة للتعدين، وتقوم أيضاً بتوسيع خدماتها لتشمل خدمات الإيداع أنّ "إثبات العمل وإثبات الإيداع سيتعايشان لفترة من الوقت بعد التبديل".
 
 
أما بالنسبة إلى بعض المعدّنين فإنَّ الدمج غير وشيك حقاً، وذلك بعد أن تمّ تأجيله سابقاً، لكنّه من المرتقب أن يؤدّي إغلاق السلسلة القديمة لـ"إيثريوم" إلى إرسال موجات من الصدمة عبر صناعة العملات المشفَّرة. ومن خلال البحث عن استخدامات أخرى لمعداتهم، سينقل المعدّنون أجهزتهم إلى سلاسل أخرى مماثلة مثل "دوج كوين"، و"لايت كوين"، و"مونيرو".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم