الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

المجموعة العقارية الصينية "إيفرغراند" تهزّ البورصة العالمية... هل تتعرّض للإفلاس؟

المصدر: "النهار"
صورة الجوية تظهر مجمعاً سكنياً من قبل شركة التطوير العقاري "إيفرغراند" (أ ف ب).
صورة الجوية تظهر مجمعاً سكنياً من قبل شركة التطوير العقاري "إيفرغراند" (أ ف ب).
A+ A-
إنّه وقت عصيب لمجموعة "إيفرغراند" الصينية المثقلة بالديون. يواجه التكتّل العقاريّ الصينيّ اختباراً حاسماً يوم الخميس، لأنّه سيحاول الوفاء بالتزاماته تجاه حَمَلة السندات، أو أنّه سيقترب من التخلّف عن السّداد.

من المقرّر أن تدفع "إيفرغراند" فائدة بقيمة 83.5 مليون دولار على السندات المقوّمة بالدولار اليوم، وفقاً لبياناتٍ من "Refinitiv". وحسب تقرير لـ"سي أن أن" لم يتّضح بعد ما إذا كانت الشركة ستدفع هذا المبلغ. لقد انزعج المستثمرون بالفعل من خطر انهيار أحد أكبر شركات التطوير العقاريّ في الصين؛ الأمر الذي أدّى إلى إرسال موجات من الصدم عبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
 
ومن المقرّر أيضاً أن تدفع الشركة فائدة على السّندات باليوان، والمستحقة في نفس اليوم، بالرّغم من أنّها توصّلت بالفعل إلى اتفاق مع حاملي السّندات بشأن السداد، وفقاً لإيداع البورصة من "إيفرغراند" يوم الأربعاء.

بعد هذا الإعلان، انتعش سهم "إيفرغراند" بنسبة 32 في المئة يوم الخميس، وأعيد فتح سوق هونغ كونغ بعد عطلة. وتقدّم مؤشر هانغ سنغ (HSI) الأوسع نطاقاً بنحو 2 في المئة مدعوماً بأسهم العقارات والأسهم الماليّة.
 
وشرح محلّل السوق في "IG Group" "يب جون رونغ" في تقرير بحثيّ أنّ "تحوّل التركيز الآن إلى مدفوعات الفائدة على السندات الدولارية المستحقة اليوم بعد أن تحلّ مدفوعات السندات المحلية". وقال إنّ "الأسواق ستنتظر مزيداً من القرارات بشأن مدفوعات السندات اللاحقة من أجل أن يكون لديها قناعة أكبر بشأن تخفيف مخاطر العدوى".
 
وأفادت شركة "Chinese Estates"، ثاني أكبر مساهم في "إيفرغراند"، وحليف تجاري قديم للشركة، في ملف البورصة بأنّها باعت بالفعل ما قيمته 246.5 مليون دولار هونغ كونغ من أسهم "إيفرغراند" في الأسابيع القليلة الماضية. وأضافت أنّ الشركة قد تبيع الأسهم المتبقية. ارتفعت العقارات الصينية بنحو 7 في المئة في هونغ كونغ.

وحتى إذا لم تقم "إيفرغراند" بتسديد مبلغ 83.5 مليون دولار على الفور، سيكون لديها بعض الوقت للقيام بذلك. وكتب كبير محلّلي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة "أواندا" جيفري هالي، ضمن مذكّرة بحثيّة، هذا الأسبوع أنّ "الشركة لديها فترة سماح مدّتها 30 يوماً قبل التخلّف الرسمي عن السداد". لكن أيّ موعد نهائيّ ضائع سيؤجّج قلق المستثمرين بشأن جدوى الشركة.
 
هل ستنقذ بيجينغ "إيفرغراند"؟
تمثل العقارات أكثر من 7 في المئة من الاقتصاد الصيني، ويعتقد العديد من المحللين أنّ الحكومة الصينية ستتدخل في نهاية المطاف، حتى لو كان الإنقاذ الكامل غير مرجّح.

وقال محلّلو ستاندرد آند بورز "S&P Global Ratings" في تقرير بحثي في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لا نتوقّع أن تساعد الإجراءات الحكومية "إيفرغراند" ما لم يكن الاستقرار الشامل في خطر. إنّ إنقاذ الحكومة من شأنه أن يقوّض الحملة الرامية إلى فرض مزيد من الانضباط المالي في قطاع العقارات".

وبدلاً من خطة الإنقاذ، توقّع المحلّلون أن يكون تركيز الحكومة على توجيه "إيفرغراند" من خلال عمليّة إعادة هيكلة الديون أو الإفلاس بشكل منظّم، مع تسهيل المفاوضات والتمويل لضمان حماية صغار المستثمرين ومشتري المنازل "قدر الإمكان".

وأضافوا أنّه إذا تسبّبت العدوى من "إيفرغراند" في فشل مطوّرين كبار آخرين، ففي هذه الحالة ستتدخّل الحكومة مباشرة. لكنّهم يعتقدون أنّ الضربة التي لحقت بالنظام المالي من "إيفرغراند" وحدها ستظلّ "قابلة للإدارة".

وفي الوقت نفسه، لا يعتقد الاقتصاديون في مجموعة "Macquarie Group" أيضاً أنّ "الإنقاذ الشامل" لشركة "إيفرغراند" أمر محتمل. وقالوا: "ستحرص الحكومة على إنجاز الشقق المباعة مسبقاً وتسليمها إلى مشتري المساكن"، بالرغم من أنهم أضافوا أن المساهمين والمقرضين قد "يتكبّدون خسارة كبيرة". ومع ذلك، ستحرص بيجينغ على تجنّب أيّ تصعيد في الاحتجاجات التي نظّمها مؤخّراً المستثمرون وأصحاب الشقق، الذين تجمّعوا خارج مقرّ إيفرغراند في شنتشن للمطالبة باستعادة أموالهم.
 
مخاوف طويلة الأمد
بدأت مشكلات "إيفرغراند" تظهر منذ فترة. في السنوات الأخيرة، تضخّمت الديون التي موّلت أعمالها المختلفة، من الإسكان والسيّارات الكهربائيّة إلى الألعاب الرياضيّة والمتنزّهات. بعد ذلك، في آب 2020، بدأت بيجينغ في كبح جماح الاقتراض المفرط لقطاع العقارات في محاولة لمنع سوق الإسكان من الإنهاك وللحدّ من نمو الديون.

في الأسابيع القليلة الماضية، اشتدّت أزمة السيولة في "إيفرغراند"، ما أدّى إلى مزيد من الانخفاض في أسهم وسندات الشركة.

من المرجّح أن تكون الحاجة إلى "تخفيف الضربة" بالنسبة إلى صغار المستثمرين محور أيّ إعادة هيكلة في "إيفرغراند"، وفقاً لرئيس الأبحاث في آسيا والمحيط الهادئ في "ING Economics" روبرت كارنيل.

وأشار إلى تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخير على "الرخاء المشترك" والحاجة إلى إعادة توزيع الثروة لصالح "العدالة الاجتماعية". وقد أثّر هذا التعهد على الحملة القمعيّة الشاملة التي تشنّها بيجينغ على التكنولوجيا والتمويل والتعليم وقطاعات أخرى، وتلقي باللوم على القطاع الخاص في التسبّب بمخاطر ماليّة وتفاقم الفساد وعدم المساواة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم