الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

كميات هائلة من القمح الأوكراني معرّضة للخطر بسبب الحصار الروسي

المصدر: "النهار"
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
تُصدّر الحبوب التي تنتجها أوكرانيا إلى أماكن كثيرة حول العالم. ويُصنع من قمحها الكثير من الخبز في الشرق الأوسط. وعدد كبير مما توزعه منظمات الإغاثة لدرء المجاعة في اليمن مصنوع من الحبوب الأوكرانية. والكثير مما يغذي الماشية الصينية التي تطعم بدورها الناس في جميع أنحاء العالم مصنوع منها.

ورغم دخولها حرب كارثية على وشك دخول أسبوعها السابع، فإنّ أوكرانيا في طريقها لحصاد معظم حقولها الشاسعة من الحبوب هذا الصيف، على الرغم من وجود مخاوف متزايدة من أنّ نقص الإمدادات المرتبط بالحرب قد يقلل الإنتاج بنسبة تصل إلى الثلث. تمتلك البلاد أيضاً 30 مليون طن من القمح المخزن، وفق "واشنطن بوست".

قال دميترو غروشيتسكي، وهو مزارع يمتلك نحو 30 ألف فدان من الأراضي الزراعية بالقرب من مدينة أومان المركزية، ويدير شركة بيانات زراعية تراقب المحاصيل في أوكرانيا وروسيا و الدول المجاورة: "أوكرانيا مليئة بالحبوب في الواقع، ومخزوننا ممتلئ".

وتابع: "لكننا الآن لا نستطيع تصدير الحبوب، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار الحبوب وتفاقم الجوع في جميع أنحاء العالم".

جميع موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود مغلقة أمام العالم بسبب الحصار الروسي. ومنعت سفينة حربية تابعة للبحرية الأوكرانية من الوصول إلى مخازن الحبوب في أكبر ميناء في البلاد في أوديسا. وبعد 20 عاماً من الاستثمار في البنية التحتية من المزرعة إلى الموانئ، فإن القمح المُصدَّر بالقطار هو مجرد جزء ضئيل مما يُصدَّر عن طريق البحر.

و من دون دخل من التصدير، فإنّ الاقتصاد الزراعي الصناعي العملاق في أوكرانيا يتجه نحو التوقف، ما يهدد بإفلاس المزارعين ويزيد من احتمال أن تشهد سوق الحبوب العالمية، وغيرها من الإمدادات الغذائية التي تعتمد عليها، ندرة أسوأ بشكل متزايد.

أخبر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيسلي مجلس الأمن أنّ أسعار الموادّ الغذائية ترتفع بالفعل. ويعتمد ثلث سكان العالم على القمح كموادّ غذائية أساسية. لطالما كان الغضب من ارتفاع أسعار الغذاء سبباً أساسياً رئيسياً للاضطرابات المدنية في جميع أنحاء العالم.

وبدأت آثار الحرب على إمدادات الطاقة والأسمدة تنتشر بالفعل من خلال سلاسل التوريد الزراعية، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية لكلّ شخص على هذا الكوكب تقريباً.

تحصل دول مثل مصر، وهي أكبر مستورد للقمح الأوكراني العام الماضي، وكذلك لبنان وباكستان ودول أخرى، على معظم قمحها من أوكرانيا. تنتج البلاد نحو خُمس القمح عالي الجودة في العالم و7 في المئة من إجمالي القمح. ويشتري برنامج الأغذية العالمي نصف حبوبه من أوكرانيا.

لدى غروشيتسكي أكثر من مليوني دولار من القمح المحاصر في المخازن، ومثل المزارعين الآخرين في جميع أنحاء البلاد، كان قلقاً من أنّه من دون القدرة على بيع أي منها، لن يكون قادراً على دفع رواتب العمال وشراء البذور والوقود والأسمدة، وصيانة المعدات أو دفع الفواتير المستحقة، ما يعرض مستقبل شركته للخطر.

وفي السياق ذاته، بدأت وتيرة صادرات القمح الروسية في التسارع بعد التباطؤ الذي شهدته عقب غزو روسيا لأوكرانيا، إذ تساعد أسعارها الأقل مقارنة بالكثير من منافسيها في تأمين مبيعات.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم