الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

في السنة الأصعب... الأسواق الميلادية تنطلق والأمل بالعيد موجود

المصدر: النهار
فرح نصور
من السوق الميلادية في the backyard hazmieh  (تصوير مارك فياض)
من السوق الميلادية في the backyard hazmieh (تصوير مارك فياض)
A+ A-
لم يعتد اللبناني على الاستسلام قط. يحلّ موسم الأعياد هذا العام في أصعب الظروف التي مرّ فيها لبنان خلال هذه الأزمة، مع سعر صرف الدولار الذي بلغ أعتاب الـ25 ألف ليرة، بعدما كان في أعياد العام الماضي حوالي 9 آلاف ليرة. لكن أصحاب المشاريع الصغيرة والمجمّعات التجارية أصرّوا على إنجاز السوق الميلادية في تحدٍّ جليّ لهذه الظروف.
 
بأي نفسية يعمل هؤلاء الأشخاص؟ وما دافعهم لتنفيذ هذه الأسواق والمشاركة فيها هذا العام؟ لا خيار أمامهم سوى الاستمرار والكفاح، فالحياة تستمر.
 
الحاجة للتسويق أساسية. وتجمع الأسواق في مجمّعي the backyard hazmieh وthe village dbayeh، أصحاب مشاريع صغيرة لطالما شاركت فيها، وكذلك مشاريع ومنتجات جديدة، رأت في هذه الأسواق باباً للتسويق. ولدى جولة "النهار" في السوق، كانت الحركة لافتة. فالناس، مهما كانت الظروف، يرغبون في الشعور بالعيد، إلى جانب الأجواء الميلادية التي وفّرها المجمّعان.
 
تصوير مارك فياض
 
 
Mirrorsbyracha
تعرض رشا مرايا تحفر عليها صوراً ووجوهاً، وهي السنة الأولى التي تعرض أعمالها في هذه السوق، و"كانت الغاية أن أعرّف الناس بمنتجاتي، إذ بدأت هذا المجال منذ حوالي عام ونصف في ظل الأزمة وأبيعها أونلاين فقط، والناس في الأعياد يرغبون في إهداء هدايا متميزة غير تقليدية وشخصية".
 
وعن اندفاعها للمشاركة في السوق، تقول رشا لـ"النهار": "نعم أنا مندفعة بالطبع، فمن واجبنا أيضاً أن نجعل الناس يشعرون بالعيد، وعلينا أن نبقى إيجابيين خلال هذه الفترة لكي نتساعد مع الناس".
 
حتى الآن، الأصداء إيجابية على عملها في اليوم الأول من العرض، و"أتوقّع أن يزيد الإقبال، والجميل في لبنان هو أنّه وإن كانت الأوضاع في أسوأ حالاتها، فالناس يعيشون أجواء العيد".
 
تصوير مارك فياض
 
wish_in_a_gift
أمّا نانسي، فهي تشارك للسنة الثانية في هذا المعرض، وهي مصمّمة هدايا. "مشاركتي في هذا المعرض تعني إعطاء بعض من الأمل بأنّ العيد لا يزال موجوداً ويمكننا الاحتفال به" تروي المصممة لـ"النهار". ونظراً للأوضاع المتردية، ولجعل الناس كلّهم يشعرون بالعيد، حرصت نانسي على تنويع منتجاتها بحيث تراعي مختلف القدرات الشرائية والميزانيات، لجعل جميع الناس يشعرون بالعيد".
 
هناك إقبال جيد على منتجات نانسي وفق ما تورد، "لكن ما لا شك فيه أنّ تقديم الهدايا ليس كما كلّ عام، فظروف الناس متشابهة، لكن عرضي أيضاً هو تسويق لعلامتي، وهو تأسيس للأعوام المقبلة التي نأمل أن تكون أفضل".
 
وتلتمس نانسي تفاعل الناس بالعيد حيثن يكونون في أجواء مثل السوق الميلادية حيث الزينة والألوان والموسيقى.
 
تصوير مارك فياض
 
Savonjdebsous
 
للسنة الثانية تشارك شانتال في هذه السوق. وتروي لـ"النهار" أنّه "فعلاً الظروف تغيّرت، لكنّنا مصرّون، ولدينا الأمل بأنّ بلدنا سيصبح أفضل وأن عمل المنتجين اللبنانيين سيزدهر، فنحن اللبنانيين ندرك أنّه بعد كل أزمة هناك الفرج والأمل".
 
وعن توقّعات مبيعاتها، تقول شانتال: "دائماً الأمل موجود، ونسعى إلى ملاءمة الأسعار مع مختلف الطبقات الاجتماعية". وفيما كانت تجهّز باقات كبيرة من منتجاتها كهدايا للبيع، قلّصت شانتال من حجم هذه الباقات ليستفيد الناس المحدودو الدخل.
 
تصوير مارك فياض
 
السنة الأصعب... لكن العزم أقوى
 
للسنة السادسة على التوالي، ينظم القيّمون على مجمّعيthe backyard hazmieh وthe village dbayeh السوق الميلادية، رغم استفحال الأزمة هذا العام.
 
"الإقبال جيّد في اليوم الأول، لا بل غير متوقَّع في ظلّ الظروف التي يمر بها البلد"، هذا ما تؤكّده مديرة التسويق في المجمّعين، ريتا دكس، في حديثها لـ"النهار".
 
الأكشاك تبيع منتجاتها، وإدارة المركزين لم تفرض بدلاً باهظاً على العارضين سوى كلفة تركيب وفك وزينة الأكشاك، "فنحن هنا لدعم المشاريع الصغيرة التي قرّرت البقاء في لبنان، كما كلّ عام، وليس الهدف تسجيل الأرباح"، وفق دكس.
 
وعن تحدّيات إقامة هذا الحدث السنوي، تورد دكس أنّ "التحديات هذا العام تضاعفت 10 مرات عن العام الماضي، وهو العام الأصعب الذي شكّل أصعب التحدّيات على جميع المستويات، منذ أن فتح the village dbayeh في 2015".
 
وكانت هناك صعوبة في تنفيذ هذه السوق في ظلّ الأزمة. لكن إدارة المجمّعين أبت إلّا أن تنفّذ السوق بما تيّسر من إمكانات، و"علينا أن نقوم بتغيير في المجتمع لبث جوّ العيد، ولن ننتظر الدولة أو البلديات لتقوم بذلك لأنّهم لن يقوموا به". وفيما جرت العادة أن يكون هذا الحدث تحت ما يُسمى "التمويل الذاتي"، كانت إدارة المجمّعين تتعهّد شركة متخصّصة بتنفيذه. لكن هذا العام، بحسب دكس، "كان من الصعب اعتماد هذه الشركة لأنّ أسعارها، مع تغيّر سعر الصرف، باتت باهظة، لذلك قام المجمّعان بنفسيهما بتنظيم هذا المعرض".
 
تصوير مارك فياض
 
وعن تهافت العارضين إلى السوق، توضح دكس أنّ "الأكشاك امتلأت من العارضين الذين يعرضون تقريباً كل عام، حتى قبل الإعلان عن إقامتنا للمعرض على مواقع التواصل". وبسبب الضغط على طلب العارضين وتهافتهم، فتح المركزان سوقاً ثانية، إذ كان من المفترض أن تمتدّ السوق لثلاثة أيام في كلّ مركز، لكن بات لستة أيام في أوقات متقطّعة، وسيكون هناك سوقان (كل سوق لثلاثة أيام، حيث يتغيّر العارضون في السوقين) في كلّ مجمّع.
 
وتتألّف السوق الأولى من حوالي 90% من عارضين اعتادوا الاشتراك فيها. أمّا السوق الثانية، فجميع العارضين فيها هم أصحاب مشاريع جديدة. وقد زادت دكس عدد الأكشاك ليتراوح في كل سوق ما بين 35 إلى 38 كشكاً. وتتنوع المنتجات في الأكشاك منعاً للمنافسة القوية ما بين العارضين، ولعرض أكبر تشكيلة متنوِّعة من السلع للزبائن.
 
وعن توقّعات دكس لنجاح هذه الأسواق في هذه الظروف، تؤكّد أنّه "مهما كانت الظروف فالناس سيعيّدون، رغم أنّ من المؤكّد أنّ الشراء لم يعد كما في السابق، ونعتمد على المغتربين الذين يحوّلون الأموال إلى ذويهم هنا، فهؤلاء سيغذّون مبيعات العارضين وينعشون السوق".
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
a
تصوير مارك فياض
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم