اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بتكوين ترتفع بعد الحرب في أوكرانيا... فهل تنقذ روسيا من العقوبات؟
01-03-2022 | 18:03
المصدر: النهار
قفزت عملة البيتكوين بنسبة 13 في المئة اليوم، لتواصل انتعاشها الحادّ مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا وتشديد الولايات المتّحدة العقوبات.
فقد وصلت العملة المشفّرة عند 43500،16 دولاراً اعتباراً من الساعة 3:03 صباحاً بالتوقيت الشرقيّ، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها في الـ24 ساعة الماضية عند 44165.90 دولاراً، كما ارتفع إيثر بنحو 11 في المئة إلى 2922،86 دولاراً.
كيف يشرح الخبراء هذا الارتفاع؟
أعزى المستثمِر أمارك موبيوس الارتفاع في عملة البيتكوين، إلى شراء الروس للعملة المشفرة، إذ لديهم وسيلة للحصول على الأموال، واستخراج ثرواتهم. وخلال حديثه مع شبكة "CNBC"، أكّد أنّ "لن أكون شارياً للبيتكوين، لكن إذا كنت روسيا، فسأكون شارياً". وأضاف أنّ لولا عملات البيتكوين، فإنّ الروس سيكونون "في مأزق حقيقيّ مع كلّ عمليات إغلاق الطرق المختلفة لتحويل الأموال إلى الخارج".
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، قفزت المعاملات في بورصات البيتكوين المركزية في كلّ من الروبل الروسي والهريفنيا الأوكرانية إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر، وفقًا لشركة بيانات التشفيرKaiko.
أيضاً في حديث مع شبكة "CNBC"، أكّد نائب رئيس تطوير الشركات والدولية فيCrypto Exchange Luno، فيجاي أيار أنّ "يمكن القول أنّ البيتكوين والعملات المشفّرة تمرّ بلحظة فاصلة على خلفية حالة عدم اليقين والتوتّر العالميّ المرتبط بأزمة روسيا وأوكرانيا"، لافتاً إلى أنّ "التشفير ينفصل عن الأسواق التقليدية ويمكن رؤيته بوضوح في الأداء".
الناس يتبرّعون بعملات مشفّرة للجيش الأوكراني أيضاً، ممّا يثبت، وفق أيار، أنّ العملة المشفرة هي في الأساس تقنية لا يمكن تجاهلها، وقاع عملات البيتكوين كان يتشكّل بالفعل مع اندلاع الحرب، برأيه.
هل تنقذ العملات المشفرة روسيا من العقوبات؟
يأتي هذا ارتفاع سعر البيتكوين بعد انخفاض أسعار العملات المشفرة الأسبوع الماضي مع بيع الأصول الخطرة مثل الأسهم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وبالتزامن مع فرض الغرب مزيداً من العقوبات على روسيا، استهدفت أيضاً البنك المركزي الروسي، وحظرت على الأميركيين القيام بأيّ عمل تجاري مع البنك بالإضافة إلى تجميد أصوله داخل الولايات المتحدة.
ويحتدم الجدل حول ما إذا كان يمكن لروسيا استخدام عملة البيتكوين، التي لا تملكها أو تصدرها سلطة واحدة مثل البنك المركزي، للتهرب من العقوبات. لكن حجم الأموال التي ستحتاجها روسيا للتحويل من عملة البيتكوين وإليها، قد يكون أكثر من اللازم، وفقاً لرئيس الشؤون القانونية والحكومية فيTRM Labs آري ريدبورد.
وخلال حديثه لشبكة "CNBC"، أكّد أنّ "سترى روسيا تحاول الالتفاف على النظام المالي الأميركي من خلال اللجوء إلى العملات المشفّرة، أعتقد أنّ المشكلة هي السيولة، وببساطة ليست موجودة".
واعتبر محلّلو العملات المشفرة في حديثهم مع قناة "الجزيرة إينجلش" أن العملة المشفرة وحدها لن تسمح لروسيا بالالتفاف على وابل من العقوبات التي تهدف إلى معاقبة موسكو على غزو أوكرانيا.
وبحسب رئيس تحقيقات الاحتيال فيCoinfirm ، رومان بيدا، وهي منصّة لإدارة مخاطر blockchain ، "يمكن استخدام العملات المشفّرة للتهرّب من العقوبات وإخفاء الثروة".
لكنّ خبراء التشفير أكّدوا أنّ "حالة روسيا مختلفة"، وفق "الجزيرة الروسية"، مع وجود مساحة أقل للمناورة في البلاد بسبب حجم الضربة الاقتصادية واعتمادها المحدود للعملات الرقمية.
فعلى عكس كوريا الشمالية وفنزويلا وإيران، كانت روسيا راسخة بعمق في النظام المالي العالمي لعقود، بحسب ريدبورد، إذ يتم 80 في المئة من معاملات روسيا اليومية بالعملات الأجنبية ونصف تجارتها الدولية بالدولار، بالتالي، "من الصعب للغاية نقل كميات كبيرة من العملات المشفرة وتحويلها إلى عملة قابلة للاستخدام"، و"لا يمكن لروسيا استخدام العملات المشفرة لاستبدال مئات المليارات من الدولارات التي يمكن حظرها أو تجميدها."
وفيما تمّ وضع تدابير لوقف التهرب من العقوبات عبر العملات المشفرة، أكّد بيدا أنّه في حين أنّ معاقبة الحكومات لا يمكنها معرفة من هو مالك العنوان الذي يرسل العملات المشفرة، فإنّها تستطيع رؤية حجم التدفّق، أيّ مقدار الأموال التي يتم نقلها. فبمجرد وضع علامة على عنوان مشبوه، يمكن مراقبة هذه الأموال.
وقد حذّرت وزارة الخزانة الأميركية مؤخراً من أنّ العملات الرقمية ومنصّات الدفع البديلة يمكن أن تقوّض فعالية العقوبات الأميركية. ووفقاً لمنصّة بياناتblockchain Chainalysis، ذهب ما يقرب من 74 في المئة من عائدات برامج الفدية في عام 2021، أي أكثر من 400 مليون دولار من العملات المشفرة، إلى كيانات "من المحتمل جداً أن تكون تابعة لروسيا بطريقة ما".
