الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شركات أوروبية تدفع الغاز بالروبل لروسيا... هل بدأ التخلّي عن الدولار؟

المصدر: النهار
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-

أكّدت روسيا القول بالفعل. فمنذ إعلانها فرض دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل ابتداءً من شهر نيسان، دفع أربعة مشترين أوروبيين الغاز بالروبل لروسيا، وفقاً لما ذكره شخص مقرَّب من شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم بي جي إس سي"، في خبر نشرته وكالة "بلومبرغ"، بالتزامن مع  قطع "غازبروم" الروسية إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا.

 

وحتى إذا رفض المشترون الآخرون شروط الكرملين، فليس مرجّحاً المزيد من عمليات قطع إمدادات الغاز، بعد توقف تدفق الغاز إلى بولندا وبلغاريا، حتى النصف الثاني من شهر أيار، عندما يحين موعد المدفوعات التالية.

 

وأكّد المصدر للوكالة، أنّ عشر شركات أوروبية فتحت بالفعل الحسابات اللازمة في "غازبروم بنك" لتلبية مطالب الدفع الروسية، مؤكّداً أن الإمدادات عن بولندا وبلغاريا قُطعت بعد أن رفضتا آليّة "غازبروم" المقترحة لدفع الروبل.

 

هل بدأ التخلّي عن الدولار في تبادل النفط؟

لا يختلف اثنان على أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ بالشوط الثاني من الحرب، تؤكّد الخبيرة في حوكمة النفط، ديانا قيسي. فالمرحلة الأولى كانت بالتهديد بالحرب الراهنة وبقطع إمدادات الغاز عن أوروبا. والمرحلة الثانية هي الحرب الاقتصادية باستخدام الغاز سلاحاً.

لكن هذا لا يعني، وفق قيسي، أنّ بوتين ليس في موقع سيّئ، فهو الخاسر الأكبر لأنّ 85 في المئة من الغاز الذي يصدّره تذهب إلى أوروبا. لكن ما لا يساعد أوروبا حالياً، هو عدم توحّدها عبر موقف واحد يمكن مواجهة روسيا من خلاله، فحتى في ملفّ العقوبات على روسيا، لا تتعاطى كل الدول الأروبية بالموقف نفسه.

وكان بوتين واضحاً وصريحاً بالتهديد بالمسّ بأنابيب الغاز التي تمرّ عبر بولندا وبلغاريا – اللتين قُطع الغاز الروسي عنهما – هذه الأنابيب التي تمدّ هنغاريا وألمانيا بالغاز.

وكان جواب هنغاريا وألمانيا هو الصمت، حتى إن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، صرّحت بأنّ الدول الأوروبية الصديقة بدأت بمساعدة بلغاريا وبولندا على سد ثغرة وقف الغاز الروسي، دون المعرفة بأيّ طريقة، مؤكدةً أنّ موقف الاتحاد الأوروبي سيكون موحَّداً. 

 

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة، وفي توقّعاتها الأخيرة، أوردت أنّها تتوقّع انخفاضاً في إنتاج النفط الروسي في آخر شهر أيار بثلاثة ملايين برميل، و"هذه كارثة لروسيا"، وفق قيسي، لأنّه حينها، لن يكون هناك سقف لسعر النفط، إذ تعتمد روسيا في معظم اقتصادها على عائدات النفط المصدَّر إلى أوروبا، بحيث تصل هذه العائدات إلى حوالي 245 مليار دولار سنوياً، لذلك هي خسارة كبرى لروسيا. لكن أوروبا أيضاً ستتكبّد خسائر اقتصادية فادحة من جراء انقطاع الغاز الروسي. 

 

هل تسديد الشركات الأوروبية الأربعة للغاز الروسي بالروبل، هو بداية فصل الدولار عن النفط في التبادل العالمي؟ برأي قيسي إنّ "هذا يُعدّ خطوة"، ولا يمكن معرفة إن كانت خطوة منفردة أم ستليها شركات أخرى. وفي هذا السياق تتّجه الأنظار، إلى جانب روسيا، إلى السعودية والإمارات التي قد تقرّر في مرحلة معيّنة فصل الدولار عن النفط. 

لكن تتوقّع قيسي أنّ أوروبا ستمرّ مضطرّةً، بمرحلة تقشّف قويّة. ورغم أنّه يمكن اللجوء إلى استخدام الغاز المسيَّل، لا قدرة تخزينية لتخزين الغاز لدى الدول الأروبية، إضافة إلى غياب معامل التغويز، وعوّامات إعادة التغويز. 

يُذكر أنّه بعدما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، طالبت موسكو "الدول غير الصديقة"، بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل مقابل الشحنات اعتبارًا من أوّل 1 شهر نيسان.

اقرأ أيضاً: "غازبروم" الروسية تقطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا... الاتحاد الأوروبي: محاولة لاستخدام الوقود للابتزاز

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم