الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيلو الزعتر البلدي يتخطّى الـ150 ألف ليرة... "السندويش" الشهير يفقد تواضعه

المصدر: النهار
الزعتر (تعبيرية).
الزعتر (تعبيرية).
A+ A-
لا يغيب الزعتر المطحون عن أيّ بيت لبناني مهما اختلفت الفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها البيت؛ فالزعتر شأن اللبنانيين على اختلافهم. ولطالما اعتُبر الزعتر المستخلص من بين الأعشاب البريّة -بخلطه مع زيت الزيتون- فطور الفقير، لأنّه - ببساطة - أرخص مأكولات الفطور ثمناً، لكونه ابن الطبيعة.
 
ومع موسم المونة، وبالرغم من ارتفاع سعر الكيلو منه بشكلٍ كبير، لا يزال الزعتر الأرخص لإعداد فطور الأولاد، ولتزويدهم بـ"سندويشات" المدرسة، إذا ما قارنا ثمنه بأثمان "شقيقاته"  من موادّ الحليب والبيض... والمنقوشة وغيرها.

تقول أم كريم ياسين، منتِجة مونة من حولا-الجنوب، في حديث لـ "النهار"، إنّ "سعر كيلو الزعتر المخلوط بالسمسم والسّماق يبلغ 200 ألف ليرة. وسبب ارتفاع سعره يعود إلى ارتفاع أسعار مكوّناته".
 
وتفصّل ياسين في ذِكر أحوال الزعتر، وتوضح أن "سعر كيلو الزعتر المطحون (سادة) يبلغ 150 ألف ليرة. أمّا سعر كيلو السّماق المطحون فهو ما بين 150 و200 ألف ليرة، وكيلو السّمسم ما بين 70 و 100 ألف ليرة"، ثم تستدرك بالقول إن "هناك أشخاصاً يشترون الزّعتر المخلوط، وهناك أيضاً مَن يشترون كيلو من الزعتر ونصف كيلو من السماق وكيلو من السمسم، ثمّ يخلطون المكوّنات ببعضها؛ فهذه الطريقة أوفر لهم".
 
لكن تساؤلاً يتقدّم عندما نتذكّر أن الزعتر ينبت في الجبال والبراري، فتلفت أم كريم إلى أنّ هناك أشخاصاً يزرعونه، لكن "قطفه من البراري أمر شاقّ. وهذا الزعتر تجميعه صعب، إذ خلال يوم واحد يتمّ جمع حوالَي 3 كيلوغرامات من الزعتر البريّ كحدّ أقصى، أمّا الزعتر الذي يُزرَع في الحقول، فيُقطف بكميّات أكبر وبسهولة. لذلك يكون سعر الزعتر البلدي (البريّ) أغلى من الزعتر المزروع".  وقطف السّماق أيضاً وطحنه ودقّه وتنظيفه أمر صعب ومضنٍ. كذلك، يحتاج السمسم إلى عمل شاقّ لقطفه.
 
وتروي أم كريم أنّ "كل المنتجات البلدية ارتفع سعرها ليس مواكبةً لسعر الدولار، إنّما بسبب غلاء المعيشة، وبات على منتجي المونة أن يرفعوا أسعار منتجاتهم لكي يؤمّنوا قوتهم واحتياجاتهم المنزليّة الأساسيّة فقط".

وبالرّغم من أن للسمسم استخدامات عديدة في مأكولاتنا، فإن استهلاكه تراجع مقابل الطلب على الزعتر. هذا ما تؤكّده أم كريم، مضيفةً أنّ الزعتر عنصر أساسي على مائدة الفطور، خصوصاً لدى العائلات الكبيرة المستورة. وبسبب غلاء جميع المأكولات الأخرى من أجبان وألبان وبيض وسواها، يتمّ التركيز على استهلاك الزعتر، وإعداد "سندويشات" منه للأولاد الذاهبين إلى المدرسة، فهو الأرخص ما بين مأكولات الفطور. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم