الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

سوق متقلّبة وسط الحرب الأوكرانية... إنتاج قياسيّ عالميّ للحبوب في 2023-2024

المصدر: "أ ف ب"
حصاد القمح في أوكرانيا (أ ف ب).
حصاد القمح في أوكرانيا (أ ف ب).
A+ A-
يبدو أنّ مستوى محصول الحبوب العالمي سيكون قياسيّاً في الفترة 2023-2024، مع ارتفاع إنتاج الذرة والأرز، في سوق تبقى متقلبة وحسّاسة حيال تأثير ظاهرة "إل نينيو" والمخاطر المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

يتوقّع مجلس الحبوب الدولي الذي يجمع الدول المستوردة والمصدرة الرئيسية لها، باستثناء الأرز، إنتاج 2,3 مليار طن من الحبوب (ذرة وقمح وشعير...)، وهي زيادة طفيفة مقارنة بموسم 2021-2022 الذي سبق عاماً صعباً في 2022-2023 بسبب الجفاف، وفقاً للتقديرات المنشورة في تموز.

ويستمر إنتاج الذرة في الارتفاع، مع ما يقدّر بحوالي 1,22 مليار طن، بزيادة 5,5 في المئة على أساس سنوي. ويعزى ذلك خصوصاً إلى توسع المساحات المخصصة للحبوب الصفراء في الولايات المتحدة والمحصول الجيد المتوقّع في البرازيل.

ويُقدّر مجلس الحبوب الدولي الإنتاج العالمي من الأرز، الحبوب الأكثر استهلاكاً على الكوكب إلى جانب القمح، بحوالي 527 مليون طن، بزيادة 2,5 في المئة عن الموسم السابق.

في المقابل، يُقدّر المجلس أن إنتاج القمح سيتراجع إلى 784 مليون طن، في انخفاض بنسبة 2,4 في المئة مقارنة بالعام الماضي عندما كان المحصولان الروسي والأوسترالي استثنائيين.

مخزون القمح الأدنى منذ 10 سنوات

قال داميان فيركامبر من مؤسسة "إنتر-كورتاج" إنّ "التوتّر بشأن القمح يأتي من حقيقة أن توقعات الاستهلاك أعلى بـ20 مليون طن من توقعات الإنتاج".

من ناحية أخرى، يُسجَّل طلب أقوى على الذرة، مع زيادة الاستهلاك بمقدار 30 مليون طن خلال عام واحد، لكن تتم تغطيته بإنتاج كبير.

وأوضح أنّ هذه الزيادة في غذاء مخصّص أساساً للماشية تُفسَّر بـ"عودة النمو في آسيا، حيث يتناول المستهلكون مزيدا من اللحوم بمجرد أن يسمح مستوى معيشتهم بذلك"، مشيراً في المقابل إلى عدم اليقين الذي يلف الانتعاش الاقتصادي في الصين.

في ما يتعلّق بالقمح، يأتي التوتّر في السوق أيضاً من أحجام المخزون.

وقال سيباستيان بونسليه، المتخصّص في الحبوب في مؤسسة "أغريتل"، "بحسب آخر تقرير شهري صادر عن وزارة الزراعة الأميركية: "يبلغ مخزون القمح لدى المصدّرين الرئيسيين حوالي 55 مليون طن، وهو الأدنى منذ عشر سنوات، فيما لم يزد الإنتاج بشكل كبير منذ ثلاث سنوات".

وتُضاف إلى ذلك الأخطار المناخية والجيوسياسية، فيما يتزايد القصف الروسي على الموانئ الأوكرانية.

وتابع المحلّل قائلاً إنّ "الوضع في أوكرانيا يثير قلق البلدان المستوردة التي قد تميل إلى التخزين" ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تضخّم أسعار الأغذية.

وبعد فترة من الجفاف الشديد، بدأت تنحسر الأخطار المناخية في سهول الحبوب الكبرى في أميركا الشمالية.

وقال بونسليه: "المنطقة الأكثر جفافاً حاليّاً هي منطقة زراعة القمح الصلب في كندا التي تصدّر حوالى 5 ملايين طن سنويّاً، أو أكثر من 60 في المئة من التجارة العالمية".

مخزون مريح من الأرز

في آسيا، يجري درس تأثير ظاهرة "إل نينيو" المناخية، المرتبطة عموما بزيادة درجات الحرارة العالمية.

في الوقت الحالي، لم يُلاحَظ أي تأثير كبير على الأرز. وأوضح باتريسيو مينديس ديل فيار، المتخصّص في الأرز والخبير الاقتصادي في مركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية أنّ "الأمطار الموسمية وصلت بشكل طبيعي، ما سمح بزراعة المحاصيل في ظل ظروف جيدة".

لكن من دون انتظار، اتخذت الهند التي تمثّل 40 في المئة من التجارة العالمية، إجراءات لحظر تصدير الأرز الأبيض اعتبارا من 21 تموز سعياً إلى "ضمان" الإمدادات و"لجم ارتفاع الأسعار في السوق المحلية".

وعلَّق فيار أنّ هذا القرار قد يؤدي الى مفاقمة الظواهر التضخمية فيما أسعار الأرز العالمية اليوم "ارتفعت بنسبة 30 في المئة خلال عام"، حتى لو كان جزء من الحجم الذي تصدره الهند عادة "يمكن أن تعوضّه تايلاند وفيتنام وباكستان التي تستعيد مستوى إنتاجها للعام 2021".

وأشار إلى عامل آخر مطمئن في ما يخص الأرز: فـ"المخزونات مريحة" وتعادل "37 في المئة من الاستهلاك السنوي"، مقابل 25 في المئة إبّان أزمة 2008.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم